مع كل دورة وزارية تظهر موجات جديدة..
واعتقد ان الموجة الظاهرة هذه المرة هي موجة التهاني والتبريكات..
وهذه التهاني ليست من أهل الوزير أو أبناء ديرته الذين يتوقعون ان ينتفعوا من وزارته أو أقاربه أو جيرانه أو زملاء مدرسته القدامى أو المخضرمين!
لكان ذلك يهون.. بالرغم من ان الهدف مكشوف.. لكنه قابل للتمرير والتغليف بورق «السولفان» الشهير.. «مشاعر إنسانية وتعاطف واحتفاء.. الخ.. الخ»!
** الجديد هذه المرة ان مهنئي الوزير هم أصحاب المؤسسات التجارية ذات العلاقة..
ولقد استمتعت حقيقة بتصنيف الإعلانات وترتيبها فالمؤسسات الصحية تهنئ وزير الصحة
والمؤسسات التجارية تهنئ وزير التجارة
والمؤسسات التعليمية والإنشائية تهنئ وزير التربية
وهذه الإعلانات أخذت المرتبة الأولى..
والمرتبة الثانية هي وفق المناطق
وكل يغني عفوا يهنئ وزيره..
** والإعلانات ليست على مساحة صغيرة تقول إن الناس «تقاطوا» من مائتين أو خمسمائة ريال لكي يدفعوا ثمنها القليل بل كانت إعلانات تتراوح بين صفحة كاملة ونصف صفحة وربع صفحة..
وهي مبالغ لو تعلمون باهظة..
حظيت الصحف على إثرها بالكثير «اللهم لا حسد» وغالباً لا ينال الكتاب منها شيئا.. ولو كانوا يحظون لربما لم تقرأوا مقال اليوم!!
** هذه المبالغ
ماذا لو تبرع بها المعلنون لأصحاب الوزارات..
كلٌ ووزارته..
على الأقل حتى لا يفاجأوا فيما بعد حين يطرقون باب الوزير بمشروع أو مصلحة
بعبارة «البند لا يسمح»
ويكون شيكهم في جيوبهم فيساعدوا البند قليلاً
حتى «تمشي» أمورهم..!!! وإذا كانت نياتهم صادقة فليعينوا الوزارات على نجاحاتها ويدعموها بالخفاء لا بالجهر!
** تعددت وسائل التهنئة المشروعة..
فمن برقية إلى فاكس إلى بريد الكتروني إلى بطاقات بريدية إلى رسائل جوال إلى زيارة شخصية «رجلية»
** فلماذا إذاً هذه الإعلانات التي تلقي بظلال الأسئلة الثقيلة على أولئك الذين لا تعبرهم الأشياء دون ان يمسكوا بها ويستوقفوها أمامهم ويغرقونها تأملاً وسؤالاً
ثم تخرج منهم ناجية أو مصابة بمقتل..
** اشفقوا علينا فنحن الغالبية من النوع الأخير الذي يقع دائماً في قبضة الأسئلة الثقيلة!.
|