تنعم بلادنا ولله الحمد باستقرار سياسي واجتماعي يعتبر الأميز ليس على مستوى الشرق الأوسط فحسب وإنما على مستوى العالم بأسره, فرسوخ تجربتنا السياسية وتراكمها على مدى العقود والسنوات جعلها تكتسب من عوامل النضوج والحكمة والتداول السلمي المنضبط بضوابط الشورى والعقل، حظوظاً كثيرة حتى صارت بفرداتها تلك أدباً من الأدب السياسي وتجربة يمكن أن تحتذى في تفاصيلها ومقوماتها الداخلية الأصيلة، وقد ساعد التكوين المنسجم للمجتمع السعودي والمتآخي في طبعه وفي مناخه العام، بعد سلسلة التجاذبات العشائرية والقبلية التي سادت قبل التوحيد الفذ الذي قادنا إليه بكل الحكمة والجدارة المؤسس المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز، في تميز هذا الوطن وتماسك لحمته ونسيجه، مما جعله يقطع اشواطاً بعيدة في مضمار التطور والترقي وفي وقت وجيز جداً, واستطاع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وإخوانه حفظهم الله بناء دولة عصرية حديثة بكل مقياس تستطيع مناهزة مجتمعات ودول ضاربة الجذور في التاريخ.
ولم يكن من الممكن أبداً لهذا الكيان المخصوص بعناية الإله، وبجغرافيته وتاريخه المبارك بإذن الله والأصيل في جوهره، المتجدد والمتمدد بمساهماته المبدعة انسانياً واقتصادياً وثقافياً أن يهتز أو يتأثر بمجرد نكسات أرادها له بعض المارقين والعاصين سواء كانوا من أبنائه أو من تدبير بعض الموتورين من خارجه الذي ما أ فلحوا بما أرادوه من زعزعة استقراره أو تفريق وحدته التي سهر عليها ملك وولاة أمر ومواطنون ومسؤولون جديرون جميعهم بما يمليه عليهم دينهم ومواطنتهم الصالحة بالنهوض لمهمة حمايته.
وقد كان الاقتصاد السعودي الواسع في موارده والأكبر في حجمه على مستوى الخليج والمنطقة العربية بمثابة الساعد الأيمن دائماً لحال التضامن والتماسك التي يتمتع بها هذا الوطن ومما يشاهد الآن هذه المعاودة النشطة لقطاعات الانتاج والاستثمار الوطني والأجنبي لأعمالها وها هي الوفود التجارية الزائرة والمغادرة تباشر إنجاز مهامها وها هو القطاع الخاص السعودي يتقدم ولا يتراجع وتزداد مساهماته الفاعلة في البناء والتنمية.
وليس ثمة دعوة للمراجعة توفرها أحداث التفجيرات التي شهدتها الرياض مؤخراً سوى دعوة المخربين من ضعاف التكوين الديني والوجداني لمراجعة التفكير والقراءة لنسيجنا الداخلي في تجلياته السياسية والاجتماعية والاقتصادية ليروا كم هم بعيدون؟
* رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض
|