* موسكو - سعيد طانيوس:
أعلن رئيس جمهورية الصين الشعبية هو جينتاو أن بلاده تعارض استخدام القوة بقرار منفرد في حل المشكلات الدولية، وأن تحقيق السلام والأمن الدوليين لا يمكن أن يتم عن طريق القوة، وأكد في كلمة ألقاها أمام طلاب وأساتذة معهد العلاقات الدولية الموسكوبي الحكومي، انه ليس هناك أي منظمة قادرة على الحلول مكان منظمة الأمم المتحدة في حفظ السلام والاستقرار في العالم.وقال: «إن أعضاء مجلس الأمن الدولي يتحملون المسؤولية الكاملة عن السلام والاستقرار في العالم أجمع، وأن دور الأمم المتحدة في حفظ السلام والاستقرار لم يتغير حتى اليوم، وليس بامكان أية منظمة أخرى أن تحل مكانها».ودعا هو جينتاو الجميع إلى تعزيز سمعة هذه المنظمة الدولية بغية إقامة نظام عالمي جديد عادل. وأشار الزعيم الصيني إلى أن البشرية تقف اليوم أمام تحديات وأخطار جديدة، تتمثل «بتنامى عدد العوامل غير المتوقعة، التي تحمل خطراً على الأمن كالإرهاب الدولي والتوجه للعمل الأحادي الجانب والنزاعات المحلية»، لذلك فإن المهمة الرئيسية تتمثل في وضع تدابير مقابلة لمواجهة هذه التحديات.واعتبر جينتاو أن «شرعة ومبادئ الأمم المتحدة يجب أن تظل المعيار الأساسي المفترض لحل المشكلات الدولية على أساسها»، وأنه من الضروري تحقيق تعاون وثيق داخل المجتمع الدولي بغية ضمان السلام المتين في العالم.
وأشار في كلمته هذه إلى أن الصين تولي العلاقة مع روسيا مكانا هاما وأن «القيادة الجديدة للصين تعطي أهمية كبيرة لتعزيز التعاون المتبادل مع موسكو». وذكر أن المعاهد الروسية - الصينية حول حسن الجوار والصداقة والتعاون سمحت بوضع أسس لعلاقات طويلة المدى ومستقرة. مشيراً أيضاً إلى أن الصين ستواصل التعاون مع روسيا في إطار منظمة شانغهاي للتعاون.وكما ذكر فإن الصين وروسيا تعتبران دولتين عظميين وعضوين دائمين في مجلس الأمن الدولي ولذلك فهما تلعبان دورا هاما على الساحة الدولية. وأشار جينتاو إلى أن «التعاون المكثف بين دولنا يؤهل لدعم السلام والاستقرار الاقليمي والعالمي». وحسب كلامه فإن البلدين يدعمان بعضهما البعض في المسائل الهامة المتعلقة بسيادة الدول ووحدة أراضي الدولتين. وقال إن الجانبين ملتزمان بمبدأ دقيق وهو عدم الدخول في عداوات مع بعضهما البعض والاحترام المتبادل لسيادة الدولتين.وركز جينتاو اهتمامه على التطور المكثف للعلاقات التجارية - الاقتصادبية بين البلدين. وذكر بأن الطرفين تمكنا من رفع حجم التبادل التجاري بينهما من 5 ،6 مليار دولار في التسعينات إلى 12 مليار دولار في العام الماضي.
وأكد جينتاو في مجال آخر، أن بلاده تتخذ تدابير فاعلة لمنع انتشار مرض الالتهاب الرئوي اللانمطي في أراضي البلاد وخارجها. واعترف الزعيم الصيني بأن «هذا مرض جديد وفي مرحلة البداية كنا بحاجة إلى قوى تساعدنا على التشخيص والمعالجة والوقاية، وان كثافة السكان في البلاد وكثرة انتقال الناس قد زادت في صعوبة مكافحة هذا الشر».
وقال الزعيم الصيني «لقد اتخذنا عدداً من التدابير الفاعلة خصوصاً بشأن تعزيز العمل العلمي وتفعيل التعاون الدولي».
لأن «الالتهاب الرئوي اللانمطي هو تحد شامل للصين والمجتمع الدولي برمته. والصين ستتعاون بنشاط مع البلدان الأخرى وتسدي قسطها في الانتصار على هذا المرض».وكان هو جنيتاو قد واصل زيارته الرسمية اليوم لروسيا، والتقى رئيس الوزراء ميخائيل كاسيانوف، ورئيس المجلس الاتحادي، سرغي ميرونوف، ورئيس مجلس النواب «الدوما» غينادي سيليزنيوف الذي قال خلال اجتماعه برئيس جمهورية الصين الشعبية: إن مجلس الدوما يسعى «لإغناء كل بنود معاهدتنا الكبرى بالمضامين والتقدم إلى الأمام كشركاء استراتيجيين حقيقيين».وافتتحت اليوم في موسكو بمشاركة هو جينتاو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالإضافة إلى رؤساء كازاخستان وقرغيزيا وأوزبكستان وطاجكستان قمة منظمة شنغهاي للتعاون.
|