* القاهرة - مكتب الجزيرة - طه محمد:
كشفت مناقشات ندوة صورة الآخر في شاشات التلفزيون التي نظمتها مكتبة الأسكندرية أن احتكار الإعلام الغربي لتغطية الحرب الثانية في الخليج تسبب في تحرك الإعلام العربي لمواجهة هذا التحدي بإنشاء قنوات خاصة استطاعت أن تنافس الإعلام الغربي.
وذكر المشاركون أن هذه المواجهة الإعلامية جاءت حرصاً من الإعلام العربي على ألا يخسر الجزء المتبقي من جمهور مشاهديه إلا أن سياسة الحكومات العربية والرقابة المفروضة والمحظورات الرسمية والخطوط الحمراء كانت حافزاً للقطاع الخاص العربي في إيجاد فرصة لبث قنوات فضائية خاصة قادرة على العمل بصورة منفردة.
وحاول المشاركون الإجابة عن تساؤلات طرحتها محاور الندوة حول هل أصبح سهلاً على الصحفيين أن يحققوا سبقهم الصحفي؟ مَنْ الذي يأخذ قرارات الأسلوب العام في الصحافة؟ هل تلعب المؤسسات الصحفية الدور الذي تريده؟
ومن جانبه علق جيم راونيج المصور الصحفي السويدي على أن الصحافة السويدية تسعى دائماً لتغطية الحدث والحصول على السبق ولا علاقة لها بتداعياته وبما أنه مسؤول عن تدريب الصحفيين في مناطق مثل فلسطين وفيتنام فأشار إلى حرصه على تدريب الصحفيين في مثل هذه المناطق المشتعلة قائلا إن السبق الصحفي وتغطية الحدث لا علاقة له بالانعكاسات التي تحدث بالسياسة فيما ذكرت الدكتورة ناعومي صقر الأستاذة بقسم الإعلام والاتصالات العامة بجامعة وستمينر البريطانية أن وسائل الإعلام لها أكثر من طريقة للتعبير لتحليل القوى التي تسيطر على الصحافة وحددتها في ملاك وجمهور وصحفيين ومحررين وإن كان الملاك ليس لديهم دائماً الحق في السيطرة على طريق التعبير ليأتي دور الصحفيين وقدرتهم في صياغة أشكال التعبير والتأثير على القرار أو المشاهدين.
وقالت إن البث التلفزيوني ساعد الكثيرين من القنوات الخاصة على الظهور في الساحة التي كانت في يوم من الأيام مقصورة على القنوات الخاصة بالدولة وبذلك انتهى احتكار الحكومات لأجهزة الإعلام في الوطن العربي في الوقت الذي سبقت فيه أوروبا العالم العربي.
وأضافت أنه مع ازدياد عدد القنوات تزداد قوة المشاهدين ولهذا يقوم الإعلاميون باتخاذ القرارات المبنية على أسس سياسية واقتصادية وإحصائية مأخوذة من الرأي العام ولذلك فإن معظم القنوات والمتخصصين في الإعلام يضعون القوة والاعتبار في أيدي المشاهير والشخصيات التلفزيونية البارزة لتنمية قوة المشاهدين واستحواذهم.
واعتبرت أن التغير في شكل الإعلام يأتي مع التغير في كل المجالات من حقوق ملكية وسائل الإعلام وأنه من الضروري فهم الأساليب الحديثة في وسائل الإذاعة والتلفزيون.
أما عادل سليمان الصحفي بشبكة b.b.c البريطانية فتعرض لمدى تأثر القنوات الفضائية بالحكومات المسيطرة عليها وامكانية الثقة فيما تقدمه وقال إن الشبكة البريطانية لها خصوصيتها وإن العاملين بها مرتبطون بقواعد محددة مشيراً إلى أنه لا يمكن التفريق بين الإعلام والسياسة لأنهما مرتبطان ببعضهم البعض.
وتساءل عن كيفية اتفاق الثقافة العربية مع الآخر بطريقة عادلة وعن كيفية جعل الآخر يقدر ما تقوم به أجهزة الإعلام من دور مشيراً إلى أن القنوات الأوروبية تتناول أخباراً مثل القضية الفلسطينية والعمليات الاستشهادية للدفاع عنها وتسميتها إرهاباً في الوقت الذي تتناول فيه القنوات العربية هذه العمليات على أنها عمليات استشهادية وهو ما يتطلب من الإعلام العربي العمل على إبراز حقيقة قضاياه.
|