يقول مصطفى الجندي «كيف تدمرني.. وأقبل عهدك بالأمان»؟!!
بعد أحداث الفترة المتأزمة هذه.. يبدو أن.. الحريات انكشفت على أنها سجون في الوطن العربي.. أمام سقوط ديمقراطية أمريكا.. وآرائها المبهرة..
بدت جلية.. لأولئك المنبهرين..
أولئك المتكئين على آرائك الديمقراطية الوهمية.. والحريات المكفولة.. الذين ينطلقون بأحلام واهية.. ومبادئ واهنة.. حين انطلقت أصوات صحفية زاعقة مجلجلة.. مخبوء فيها صوت الإعجاب مثقوب منها الثقة بما كان.. معترضة على الفصل التعسفي الذي طال اثنين من الصحفيين العرب المشهود لهما بكفاءة عالية وحضور بارز من «البي. بي. سي» بدون النظر للوائح الخاصة ولا الحقوق المكفولة لهما لتحميهما من الفصل المباغت بدون جرمة جنوها..
هنا نسأل أين الحريات..؟؟
أين المواعيد الجميلة وحرير الكلمات الملونة؟؟
أين الربيع.. بعد شتاء موحش ريحه تضرب أوتادها في قلوب المنتظرين الحريات من العراقيين الذين يئنون ألماً مضاعفاً بعد أمن زائل ورغد مرتقب..
أين الحريات التي كانت زيفاً انبهارياً لكل من نزل بضيافتهم.. وعاش بريق خدائعهم وتشرب بتنظيراتهم وفلسفاتهم الواهمة.. من يعيد للعراق بلحاً سلب من نخلاته الباكية..؟
من يمسح دمعات حارة سخية ساخنة لأمهات ثكلى.. فقدن شباباً نضراً.. وعائلاً يحمل على أكتاف السنين صبراً مله..
وعمراً ينقضي في حرب ومجاعة..؟
من يعيدإعمار ثقة العراق وأهل العراق.. وحرب العراق وصبر العراق..؟
هنا الحرب الحقيقية في حريات سقطت أقنعتها وزالت منعتها..
هذا القتل والتشريد.. والاحتلال.. هنا الثروات المهدرة والأنفس المزهقة، هنا هانت الروح المسلمة بأيد فاجرة..
هنا لا تقبل الأمان من يد مصبوغة بدمائنا وكرامتنا وحرياااتنا..
|