ألا تلاحظون..
اننا بدأنا نفقد «دهشة السفر» ونكاد نفقد - أيضاً - «ذاكرتنا» بسبب عدم استخدامها!.
أما السبب أو أحد الأسباب المهمة فهو:
هذا «الجوال» الذي تلاشى الحديث عن «أضراره» في نطاق ضرورته!.
أما كون «الجوال» سبباً في فقدان «دهشة السفر» فذلك أن الواحد منا كان إذا سافر - ولو سفراً قصيراً - ثم عاد ينتظر ويسمع عندها أخباراً جديدة وكثيرة جدت عليه وهو لم يعلم بها.
من هنا فإن الإنسان «يشتاق» للعودة ليعرف ما غاب عنه، ويرى اشياء تمت بعده!.
أما الآن وأنت مسافر في البعيد - فكأنك مقيم لم تبرح خيمتك!.
«الجوال» في جيبك يجول معك أينما كنت وحيثما كنت، وقد تعلم عما يتم داخل جدران بيتك ولو كنت في أقصى الدنيا - ربما بأسرع مما يعلم أحد أفراد بيتك!.
لقد افتقدنا دهشة السفر ومفاجآت الأشياء الجميلة التي كنا ننتظرها ونفاجأ بها ونحن نعود من سفرنا.
***
الأمر لم يقتصر على فقداننا مفاجآت الأخبار السارة، بل أضحى هناك - بسبب الجوال - أمر أسوأ من ذلك «فالجوال» لا ينقل إليك في سفرك الأخبار الحسنة والمفرحة وحسب بل ينقل إليك الأخبار السيئة والمحزنة حال وقوعها والتي سرعان ما «تنكد» عليك متعة السفر، وهدوء التأمل.. والسياحة الجميلة في فضاءات هذا الكون!.
كانت الأخبار السيئة - على الأقل - مؤجلة خلال أيام السفر - أما الآن فإنها أقرب إليك من سماعة هاتفك الجوال.
***
أما «فقدان الذاكرة «فقد أصبح» الجوال ومعه ذواكر الآلات الحاسبة وأجهزة الكمبيوتر البديل عن ذاكرتنا..!.
«الجوال» أضحى يخزن الأرقام وحتى المعلومات وإذا ما فقد الإنسان هذا الجوال فإنه يفقد كماً من المعلومات والأرقام المختزنة ولو حاول أن يستنجد بذاكرته فإنها لا تمنحه رقماً ولا تغنيه شيئاً.. كيف وقد هجرها واستعاض عنها بالتقنية.
لقد كان الإنسان يدرب ذاكرته على حفظ الأرقام، وبعض المعلومات.
أما الآن فإنه أحال ذاكرته على التقاعد.. وصار يفقد متعة التذكر والحصول على المعلومة من مخدع ذهنه.
إنني أخشى أن يحتاج الإنسان منا يوماً إلى ذاكرته فلا يجدها.
أيتها المدينة كم فيك من روائع وفواجع!.
***
حوار..!
* قال لصاحبه وهو يحاوره:
ليست المشكلة في حصول المشكلة - كما يقول الحكماء - ولكن المشكلة كيف تنظر إليها.
* قال: بل في كليهما مشكلة.. فعند حصولها تحتار - أيضاً - في النظر إليها وفي البحث عن حل لها، ألم تقرأ قول الحكيم:
(يُقضى على المرء في أيام محنته
حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن)
* رد عليه صاحبه بصوت خفيض: هذا صحيح ولكن لم تعدم صديقاً ذا مروءة تستشيره فيهديك للصواب، ويرشدك إلى حل مناسب لها.
* قال: المشكلة ليست في اجتراح الحلول ولكن المشكلة في تطبيقها.
* قال: إذا شخصت المشكلة فذلك يساعدك على الحل ثم - بعدها - إذا عزمت على القضاء عليها فأقدم وتوكل على ربك.
* قال: سأفعل «ومن اتكل على الله كفاه».
***
آخر الجداول
* للشاعر / زاهر الألمعي:
« يا رعي الله موطناً قد غُذينا
حُبَّه في نشوئنا والمآل
واستَبقْنا مع الزمان ليبقى
معقلَ المجد والهدى والمعالي
ف : 014766464
|