اذا كان هدف هذه الزاوية هو دغدغة الرياضيين ليس من جنوبهم ولكن من قلوبهم فاني استميحكم عذرا لأعمل «طبق سلطة مشكل» وبالمناسبة فاني اعيش هذه الايام وحيدا.. في بيت من الطين في غرفة واحدة من غرفه.. وليس لي مطلقا اي علم بباقي الغرف ولكني سأحدثكم عن غرفتي التي اعيش فيها في وسط ذلك البيت..
لا تتصوروها مبردة.. اللهم الا من مروحة تلف في سقفها وأظل ارقب مكتبتي الحبيبة والتي يجلس على رفوفها اكثر من اربعمائة مؤلف.. فتبدأ عيوني تتابع دوران المروحة.. حتى اصاب بالدوار من جراء المتابعة مع العلم اني اكون في مثل هذه الحالة بعد غداء طيب لدى أحد الاصدقاء من ذوي القلوب الرحيمة.. او بعد عودة «الفله» التي اخذت مني كل مأخذ.. وأصوات اليمانيين تتردد في اذني.. فأتخيل طلب الفلوس.. والاسمنت والحديد.. ثم انسى ذلك بعد أن تكون المروحة قد سحرتني تماما.. فاستسلم للنوم.. لأجد امامي في الاحلام صفحة اتلوها.. هي عبارة عن ارقام لعدة فواتير.
ولا شك اني قبل الاستلقاء قد نزعت ملابسي وبقيت وحيدا في المكتبة وقد اقفلت النوافذ لأتمتع بالوحشة ووحدتي..وخشية من ازعاج المارين من جسمي «المضلع» وكم ساورني الاقدام على معاودة التمارين.. ولكن تبرز امامي «الفله» ويبرز احمد السعد.. او ابن الرومي.. مع العلم انه بامكاني مزاولة «السويدي في نفس البيت.. خاصة وان الدرج يكاد يشابه الحيطان فهو يقف.. وكأنما اصحاب هذه البيوت يفعلون ذلك لإشباع رغبة امثالي..
وغرفة مكتبتي تشبه ارض القمر.. فالاصدقاء الذين يأتون الي لشرب الشاي فقط تبقى ذكراهم خالدة فوق «الزولية» مثلما بقيت ارجل رواد الفضاء.. نتيجة الغبار العالق بها.
اما المطبخ فاني ادخله غصبا عني.. لأني لا اريد ان ارقب الزملاء الثلاثة من الجراوه.. والتي اخرجتها من الثلاجة ونسيتها في المطبخ فالتوت على نفسها.. وبدأت تصفر.. سبحان الله.. لقد اصبحت جلدتها كجلدة الانسان في السبعين.. كل شيء يتلاشى.. ويتحول الى المتجعد حتى الجراوه.
بعد هذا الكلام كله.. نخرج بزبدة.. اصنعها لكم من الحروف وهي.. ان من تزوج لا يسمح لزوجته بالسفر طويلا..حتى ولو كونت لديه بحراً اطول من البحر الاحمر.. من الدموع.
| 
