قال المسؤولون في شركة «اتلانتيك تشفيلد» لمؤتمر منظمة التعاون والتطوير الاقتصادي الذي انعقد مؤخرا في باريس ان ما تستورده الولايات المتحدة من النفط الاجنبي قد يصل بحلول عام 1980م الى 46% من مجموع استهلاكها من منتجات البترول السائلة ثم يرتفع الى 61% منه بحلول عام 1985، اذا لم يتم تطوير احتياطي المنحدر الشمالي من الاسكا.
فقد قال روبرت بي نيكولاس سكرتير اللجنة التنفيذية ومدير التخطيط في الشركة انه بحلول عام 1980 ينتظر ان يصل استهلاك الولايات المتحدة من منتجات البترول السائلة الى نحو 20 مليون ب/ي وربما 22 مليونا، وبذلك فان المليار برميل الحالي لا تكفي اكثر من عامين وفق معدل الاستهلاك المذكور.
وقال نيكولاس وهو يصب جام غضبه على التوصيات التي طالبت بزيادة وارادت الولايات المتحدة من النفط الاجنبي ان اي محاولة لتخفيض تكاليف الطاقة عن طريق زيادة الواردات كفيلة بأن «تثبط همة العمل على تنمية مصادر البلاد من المواد الهيدروكربونية ومن ثم فانها لا تتفق مع احسن مصالح الولايات المتحدة».
وقال نيكولاس الذي كان يتحدث امام جمع من اعضاء منظمة التعاون والتطوير الاقتصادي ان انتاج النفط في الولايات المتحدة سيبدأ في التدهور اعتبارا من عام 1974م عندما تبدأ حقول النفط في الولايات الجنوبية بالنضوب. وقال اننا اذا اقمنا تقديراتنا على اساس الطاقة الانتاجية 7 ،1 مليون برميل لكل 10 مليارات برميل مكتشفة فان الثغرة بين الطلب والعرض تحتاج بحلول عام 1980م الى احتياطي «لا يقل عن 29 مليار برميل» إذا بقيت الواردات على معدلها الحالي البالغ 21% من مجموع الطلب.
وهكذا يقدر الاحتياطي اللازم بحلول عام 1985م طبقا لحسابات نيكولاس بنحو 53 مليار برميل اي اكثر من احتياطي الاسكا كما هو مقدر حالياً بأكثر من اربع مرات.
اما الثغرة بين الطلب والعرض على اساس تقديرات الانتاج من الولايات الجنوبية وعلى اساس مستوى الاستيراد الحالي البالغ نسببته 21% من جميع احتياجات البلاد فيقدر انه سيكون بحلول عام 1980، 5 ملايين ب/ي اي نحو 25% من مجموع الطلب. وبحلول عام 1985 ينتظر ان تتسع الثغرة لتبلغ 9 ملايين ب/ي او نحو 40% من مجموع الطلب.
وألقى نيكولاس مسؤولية اختيار واحد من الطريقين، طريق الاستيراد او طريق امدادات الاسكا لسد حاجات البلاد على كاهل الحكومة الامريكية فقال ان المدى الذي يسهم به كل من هذين المصديرن لإنتاج النفط الخام في سد الثغرة لا يعتمد على احتياطي النفط في الاسكا وحسب بل يعتمد اكثر من ذلك على القرار النهائي للحكومة الامريكية بشأن سياسات استيراد النفط.
وقال كل من نيكولاس ورولن اكيس نائب رئيس مجلس ادارة «أركو» (الذي اوردنا مقتطفات من حديثه في «عالم النفط»، عدد 6/6/1970م) بصراحة، انه الى ان يتخذ قرار بهذا الصدد ستظل صناعة النفط الامريكية «تواجه فترة يكتنفها الغموض والشك على نحو يزيد على ما كان عليه في اي وقت مضى منذ الحرب العالمية الثانية».
واضاف اكيس يقول:« اننا نعتقد ان في وسع الولايات المتحدة ان تختار توفير مزيد من المرونة في حركة نقل امدادات النفط العالمية ولاسيما في اوقات الطوارئ اذا قررت، كجزء من عملية مراجعة برنامج استيراد النفط، ان تستمر في الابقاء على حوافز ملائمة للتشجيع على مزيد من التنقيب عن النفط في المنحدر الشمالي وغيره من المناطق الواعدة في الاسكا».
واوجز نيكولاس وجهات نظر «أركو» بشأن الاسواق المحتملة لنفط الاسكا فقال ان حالة العرض والطلب على الساحل الغربي من الولايات المتحدة هي منذ الآن غير متوازية.. وقدر الثغرة بين العرض والطلب في هذه المنطقة بنحو 500000 ب/ي واشار الى انه على الرغم من بقاء هذه الثغرة ثابتة طيلة عدة سنوات «الا انه لا يرجى حدوث اية زيادات جديدة في الانتاج من هذه المصادر». وقدر نيكولاس ان الثغرة بين العرض والطلب في الساحل الغربي من الولايات المتحدة ستتسع بحلول عام 1975م لتصل الي مليون ب/ي وتواصل بعد ذلك الاتساع لتصل بحلول عام 1980م الى نحو مليوني ب/ي.
ومع الأخذ بعين الاعتبار نمو الواردات من النفط الخام الكندي وغيره، قدر نيكولاس الحاجة الاضافية للنفط الخام من مصادر اخرى بنحو 5 ،1 مليون ب/ي.
واضاف يقول: «ان مجرد سرعة المعدل الذي يبدو ان الثغرة ستتسع وفقاً له، يشكل السبب الذي يوجب بناء خط انابيب الاسكا بأسرع ما يمكن».
|