* كتب عبدالكريم الجاسر
انتزع الاتحاد لقب بطولة الدوري وحافظ على صدارته للدور التمهيدي بفوز كبير على الأهلي قوامه ثلاثة أهداف مقابل هدفين.. ليعود العميد للانتصارات والبطولات التي ابتعد عنها العام الماضي فقط..
الاتحاد قدَّم مباراة جيدة وكان الأفضل أمام منافسه وسجل تفوقاً طفيفاً كان كافياً لمنحه اللقب الكبير.. حيث قدم الفريقان مباراة متوسطة لم ترتق للمستوى المطلوب من حيث المستوى الفني والإثارة.. رغم الأهداف الخمسة التي شهدتها.. وظهر شوطها الثاني بشكل أفضل من الفريقين لكن المستوى العام كان ربما أقل من المتوسط اجمالاً.الفوز الاتحادي جاء انتصاراً لصدارته التي حققها في المرحلة التمهيدية.. فهو البطل الحقيقي للدوري منذ مرحلته التمهيدية.. ورفض الاتحاديون التخلي عن هذه الصدارة ليحولوا خسارتهم المفاجئة خلال دقيقتين من الشوط الثاني إلى انتصار مستحق وثمين بثلاثة أهداف غالية.. فقد كان نجوم الاتحاد الأكثر حرصاً ورغبة في تحقيق الفوز والبحث عن اللقب.. حيث تألق معظم اللاعبين وقدموا جهداً كبيراً تفوقوا به على الانخفاض الفني الذي تسبب به ابتعادهم عن أجواء المباريات لثلاثة أسابيع كاملة في حين دخل الأهلاويون اللقاء لتسلّم الكأس وليس للسعي لتحقيقه وهو ما لم يحدث لعدم تقديم اللاعبين ما يستحقون به اللقب.
معجب يفشل في أسهل اللقاءات والقروني يكشف السر الاتحادي!
السر الاتحادي
هل السر الكبير الذي وقف خلف تحقيق العميد اللقب يعود للروح الاتحادية الكبيرة التي كان عليها نجوم العميد، فالاتحاديون دخلوا اللقاء بحثاً عن اللقب فقدموا أقصى ما لديهم وقاتلوا على الكرة ولعبوا كرة أسرع من الأهلى وأكثر حيوية مستفيدين من التهيئة النفسية الجيدة التي وقف خلفها المدرب القدير خالد القروني.. حيث لعب الفريق كرة منتظمة باستقرار فني ونفسي كبيرين.. رغم أنه كما قلت لم يصل للمستوى المطلوب وللإمكانات الحقيقية للفريق الاتحادي..
أسباب سقوط الأهلي؟!
** أبرز الملاحظات التي أظهرتها المباراة على أداء الأهلاويين كانت غياب الرغبة والروح والاصرار لدى اللاعبين، فالمباريات النهائية ومباريات الكؤوس تحتاج للحماس والاندفاع والأداء القوي وهو ما افتقده الأهلاويون.. فالبذل والعطاء المطلوب في مثل هذه المباريات استبدله الأهلاويون بالتوتر والعصبية واللعب الحذر.. وإن كان الأسلوب الأهلاوي طوال الموسم اعتمد استراتيجية دفاعية واضحة فإن الفريق في النهائي كان بعيداً جداً عن المواصفات المطلوبة لفريق يبحث عن الكأس.
ولعل الروح الأهلاوية الضعيفة خلال اللقاء واتكالية اللاعبين وعدم قتاليتهم على الكرة وبالذات لاعبو الوسط والمهاجمون سهل المهمة للاتحاد وتسبب في خسارة الأهلي للنهائي المحلي الثالث هذا الموسم ليكتفي الأهلاويون ببطولة الصداقة والبطولة العربية.. حيث استمر الغياب الأهلاوي الطويل عن بطولة الدوري وأيضاً عن البطولات المحلية هذا الموسم.
على الصعيد الفني فإن الأهلي طوال الموسم كان يسير بدون مدرب حقيقي.. فإيليا هو مدرب لياقة لا يناسب فريقاً كبيراً كالأهلي بما يضمه من نجوم منهم سبعة لاعبين دوليين وثلاثة محترفين أجانب.. وخلال اللقاء لم يخرج إيليا عن نهجه السابق المعتمد على لاعبين فقط يؤديان الأدوار الهجومية من بين 11 لاعباً فلم يكن هناك سوى طلال المشعل ومحمد بركات فيما كانت المهام الموكلة للبقية كلها دفاعية وهذا ما سهل مهمة القروني وفريقه للعب مهاجماً طوال المباراة.
كما ارتكب إيليا خطأ آخر تمثَّل في الابقاء على مهاجمه بوشعيب المباركي لفترة طويلة على دكة الاحتياط رغم وضوح حاجة الهجوم الأهلاوي للتفعيل وهو ما وضح عند مشاركته حيث تسبب في ضربة الجزاء وسجلها ثم صنع الهدف الثاني للمشعل الغائب تماماً عن اللقاء.
فقد ظهر أن إيليا لم يستطع اختيار الأجهز من لاعبيه وشارك بتشكيلته المعتادة الذين يلعبون كل المباريات بغض النظر عن حالتهم الفنية!
القروني يكسب
التشكيل الاتحادي الذي خاض اللقاء وحقق اللقب الأهم في المسابقات السعودية كشف ان المدرب الاتحادي القدير خالد القروني نجح بالفعل في اختيار التشكيل الأفضل والأجهز من لاعبيه.. فلم يخضع للأسماء أو الخبرة أو غيرها من المعايير.. لكنه لعب بأفضل تشكيل ليه فأبعد ماريللو والحسن اليامي وأشرك حمزة بجوار كمارا واكتفى بالعويران ونور وأبو شقير في الوسط مع وجود ظهيرين يجيدان الأدوار الهجومية تماماً وهو ما منح الاتحاد التفوق وسط الميدان وفي الاستحواذ على الكرة.. كما أن تغييرات القروني جاءت مناسبة جداً وأكدت أنه مدرب قدير كانت له بصمة واضحة في الانجاز الاتحادي الكبير..
معجب يسقط نفسه!!
لم يكن هناك لا قبل المباراة ولا أثناءها ما يستوجب ظهور الحكم الدولي معجب الدوسري بهذا المستوى المهزوز وعدم الثقة بالنفس والتردد الذي كان عليه.. فقد سعى معجب إلى إرضاء الطرفين وليس إلى تطبيق القانون.. ولذلك وقع في العديد من الأخطاء السهلة جداً والتي بإمكان أي حكم أن يتجاوزها.. فالمباراة نفسها لم تفرض على الحكم هذا الاهتزاز لكنه فشل تماماً في العديد من القرارات التي أبرزها تغاضيه عن الاعتراض الذي تعرض له حمزة ادريس من قبل خالد بدرة داخل منطقة الجزاء في الشوط الأول ثم الشد الذي تعرض له المشعل من اليامي في نهاية الشوط الأول على خط منطقة الجزاء ولديه بطاقة صفراء.. ثم قراره الضعيف بمنح بطاقة صفراء للسويد في عملية ضرب بدون كرة لولا تدخل مساعد الحكم ليستبدلها بالبطاقة الحمراء وأيضاً الضربة الركنية التي احتسبها للاتحاد وسجل منها الهدف الثالث لم تكن صحيحة وكانت تسديدة اتحادية إلى خارج المرمى.. بالاضافة للعديد من الأخطاء التقديرية التي أخطأ في احتسابها..
ومعجب الدوسري أكد مرة جديدة أن شخصية الحكم وثقته في نفسه وقراراته وقوة تحمله هي الأسس التي ينطلق منها نحو النجاح!
من النهائي
* نجوم الاتحاد كانوا في مستوى المسؤولية والثقة ولعبوا بروح وحماس ورغبة كبيرة لتحقيق اللقب فتحقق لهم ما أرادوا!
* كان لاعبو الأهلي بعيدين جداً عن مستواتهم المعتاد ولكنهم قدموا نفس المستوى المعروف عنهم في النهائيات.. حيث البرود واللامبالاة.
* المشعل نجم كبير لكنه في النهائي افتقد للجدية ولعب بدون هدف واضح.. باختصار لعب كما يلعب في التمارين!
* نحترم في نجوم العميد هذه الروح الكبيرة والاخلاص والغيرة على الشعار الذي كان ثمنه كأس البطولة.
* جمهور جيد حضر اللقاء.. لكن المستوى الفني كان أقل من الطموح.. وابتعد الفريقان عن مستواهما المعهود.
* الحارس تيسير النتيف كان نقطة ضعف كبرى في المرمى الأهلاوي بينما نجح زايد في التصدي لعدد من الكرات الأهلاوية.
* محمد بركات كان ضيف شرف في النهائي!
* الانجاز الاتحادي أعاد العميد للمشاركات الخارجية حيث سيشارك مع الهلال الموسم القادم في البطولة الآسيوية الموحدة.
|