* إعداد / سامي اليوسف:
وجه الحكم الدولي الخبير انتقاداً حاداً لحكم مباراة النهائي الدولي معجب الدوسري ومعه لجنة الحكام التي يرى بأنها سجلت فشلا ذريعاً في ترشيح الحكام للاختيار النهائي لادارة اللقاء الكبير الى جانب اخفاقها أيضا في مسألة التهيئة النفسية لحكم المباراة.
وكان انتقاده لأداء وقرارات الحكم الدولي الدوسري مرتكزاً على عدة ملاحظات رئيسية تدخلت تدخلا مباشراً في تغيير مجرى نتيجة المباراة من أبرزها عدم احتسابه ركلة جزاء واضحة لمهاجم الاتحاد حمزة إدريس وفاول مباشر لمهاجم الأهلي خلال المشعل وطرد المدافع الاتحادي باسم اليامي في الشوط الأول، مع اخفاقه في اتخاذ القرار الشجاع والحاسم بطرد السويد دونما الرجوع لمساعدة الثاني.. واحتسابه لركلة جزاء مشكوك في صحتها للأهلي وعدم طرده لحسين عبدالغني في الشوط الثاني.
يجدر بنا أن نؤكد بأن تقييم الحكم الدولي الخبير تحتفظ الجزيرة باسمه للحكم الدولي معجب ومساعديه الدوليين فهد الملحم ومحمد حامد الغامدي «درجة أولى» جاء بناء على نقاط فنية واضحة مستنداً خلالها على مواد قانون كرة القدم وخبرته العريضة في الملاعب.
***
بلنتي للاتحاد وطرد
** في البداية ذكر الحكم الدولي الخبير بأن الحكم الدولي معجب الدوسري تداخل في اللعب مراراً طيلة الشوطين مكرراً سيناريو تداخله في اللعب عندما أدار مباراة الأهلي والقادسية.. قائلا: لعل حرصه على أن يكون قريبا من موقع الكرة جعله يتداخل في اللعب ويضايق اللاعبين ولا يختار المواقع السليمة.
وأشار الى أن الحكم وقع في خطأ لا يفترض ان يقع فيه حكم دولي صاحب خبرة في الملاعب عندما احتسب خطأ للاتحاد ضد الأهلي على اعتبار أنه ضربة حرة غير مباشرة نتيجة دخول أحد لاعبي الاهلي بطريقة «الكبس» على قدم اللاعب الاتحادي بصورة تلامست فيها قدم الأهلاوي مع قدم الاتحادي.. وهنا القانون واضح في مادة سوء السلوك حيث يحتسب الخطأ ضربة مباشرة عندما يتوفر عامل أو عنصر التلامس بين اللاعبين في مثل هذه الاخطاء التي تصنف من الالعاب الخطرة.
ثم انتقل بالحديث عما حدث في الدقيقة «43» من الشوط الاول عندما اعترض مدافع الأهلي بدرا مهاجم الاتحاد حمزة إدريس داخل منطقة الجزاء.. حيث مد الاهلاوي النصف الاعلى من جسمه ليعترض انطلاقة إدريس نحو الكرة وتلامس معه داخل منطقة الجزاء بوضوح والاعتراض يعني وجود ضربة حرة غير مباشرة وطالما توفر «التلامس» يتحول الخطأ إلى ضربة حرة مباشرة وطالما ان الخطأ في منطقة الجزاء فذلك يعني احتساب ركلة جزاء للاعب المهاجم.. وهنا كان حريا بالحكم ان يتخذ القرار الصحيح باحتساب ركلة جزاء خصوصا وانه قريب من موقع الخطأ وزاوية الرؤية كانت واضحة له.. لكن معجب لم يتخذ القرار السليم في هذه اللعبة لذلك فقد حرم الاتحاد من ركلة جزاء لكن - والكلام مازال للحكم الدولي الخبير - علينا الرجوع الى الوراء قليلا لنرى أساس اللعبة أو انطلاقة الكرة.. وهنا سنرى بأن أساسها كان من رمية تماس «آوت» للاتحاد تم تنفيذها بشكل غير قانوني حيث رمى اللاعب الاتحادي الكرة وهو في المضمار وهذه اللعبة تعد مخالفة ويجب على المساعد الثاني الغامدي ان يرفع رايته ليحتسب الحكم «فاول آوت» لمصلحة الاهلي ويتحول الآوت ضد الاتحاد.
إذن.. الحالة تعتبر خطأ مشتركا بين المساعد الثاني والحكم..
بعد ذلك تحول الحكم الدولي الخبير بالتعليق على حالة الانفراد لمصلحة المهاجم الاهلاوي طلال المشعل في الدقيقة 47 من الوقت بدل الضائع للشوط الاول وسقوطه داخل منطقة الجزاء الاتحادية.. حيث قال:
كان واضحا بما لا يدع مجالا للشك فيه عملية الشد لقميص المشعل من المدافع الاتحادي باسم اليامي في منطقة رأس القوس الاتحادية بعد ذلك اختل توازن المهاجم الاهلاوي وسقط داخل منطقة الجزاء.. وهنا كان يفترض من الحكم ان يحتسب ضربة حرة مباشرة خارج منطقة الثمانية عشر وداخل منطقة القوس الاتحادية مع طرد المدافع الاتحادي باسم اليامي لاعاقته المهاجم الاهلاوي في حالة انفراد أو لمنعه تسجيل هدف محقق.. لا سيما وان اليامي كان لديه كارت أصفر مع أن هذه الحالة تحديداً تستوجب الطرد مباشرة.
***
طرد سويد وعبدالغني
** انتقل الحكم الدولي الخبير بالحديث عن شوط المباراة الثاني.. ذاكراًَ أولى ملاحظاته فيه عن حالة الدخول العنيف الذي قصد الاضرار باللاعب الخصم من قبل المدافع الاهلاوي حسين عبدالغني على أقدام أحد لاعبي الاتحاد في ملعب الاتحاد وبالقرب من منطقة الجزاء الاتحادية الأمر الذي اضطر اللاعب الاتحادي معه للخروج من الملعب للعلاج.. قائلا إن القرار في هذه الحالة واضح وهو طرد اللاعب عبدالغني لتعمده اللعب العنيف على قدم اللاعب الاتحادي للاضرار به وهذا ما حصل بالفعل.. لكن الغريب ان الحكم الدولي معجب الدوسري لم يتخذ حتى قراراً بانذار اللاعب الأهلاوي.. حيث سمح للعب الخشن ولم يحافظ على سلامة اللاعب!
بعد ذلك.. تعرض بالتعليق لحالة الطرد للاعب الأهلي إبراهيم سويد في الدقيقة «23» من الشوط الثاني قائلا: حقيقة لقد كان موقف الحكم الدولي معجب الدوسري في هذه الحالة تحديدا ضعيفا للغاية وانكشف من خلالها عدم مقدرته السيطرة على المباراة كحكم دولي لديه الخبرة والقوة مع الشجاعة في اتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب بعيدا عن الحسابات الخاصة أو المؤثرات الخارجية.. فالدوسري شاهد اللعبة وراقب اللاعبين سويد ونور بعد انتقال الكرة وابتعادها عنهما.. ثم اتخذ قراره بمنح السويد بطاقة صفراء.. وهنا حري بنا أن نتساءل على أي أساس تم منح اللاعب الأهلاوي الانذار؟
والاجابة تأتي.. نظراً لأنه شاهد السويد يضرب بتعمد اللاعب نور بدون كرة وهذا معناه أحقية السويد بنيل البطاقة الحمراء على الفور ودنما ارتياب أو تأخير.. لأن مواد القانون واضحة لا لبس فيها بمثل هذه الحالات.. لكن الاختلاف يقع عند التطبيق.. إذن زاوية الرؤية كانت واضحة والحكم قريب من موقع اللاعبين ومكان الخطأ.. وهذه جميعها عوامل يجب أن تؤدي في نهاية الامر الى اتخاذ القرار السليم.. فلماذا يكتفي الدولي معجب بالانذار فقط؟!
ولماذا يتجه الى مساعده الثاني ثم يأتي للاعب ويطرده؟! هنا أوقع الحكم نفسه في «مطب» حرج هو في غنى عنه.. فهل يُعقل أن يكون مساعده الثاني قد لاحظ (لكمة) السويد لزميله نور رغم بعده الكبير عن موقعهما بينما لا يشاهد حكم الساحة الضرب المتعمد رغم قربه الشديد من اللاعبين ومراقبته لهما..؟!
هذه الحالة.. كشفت ضعف السيطرة من لدن الحكم على المباراة الى جانب خطئه في عدم اتخاذ القرار السليم..!
كما أن هذه الحالة.. غاب عن الحكم فيها انذار محمد نور لاثارته للسويد عندما سقط عليه بيده.. فالقرار الصحيح الذي كان يجب اتخاذه على الفور دون التشاور مع المساعد.. طرد سويد وإنذار نور.
***
بلنتي مشكوك فيه
** كما علق حكمنا الدولي الخبير على ركلة الجزاء الأهلاوية التي احتسبها معجب الدوسري قائلا: الكرة لم تكن واضحة تماما بأنها داخل منطقة الجزاء هذا أولاً.. ثم إن دخول المدافع الاتحادي كان على الكرة بدليل انه استطاع تخليصها من بين أقدام المهاجم الاهلاوي الذي تعمد السقوط بعد أن فقد الكرة تحايلا على الحكم..
وبالفعل قد نجح في تحايله واحتسب له الحكم «بلنتي» غير صحيح وهنا يجدر بنا أن نتساءل.. أين كان موقع الحكم؟ وهل كانت زاوية الرؤية واضحة لديه بدرجة يستطيع معها اتخاذ قرار ركلة الجزاء؟!
المدافع الاتحادي لعب على الكرة وخلصها ببراعة.
ثم تحدث عن الضربة الحرة غير المباشرة التي احتسبها معجب على مهاجم الاتحاد الحسن اليامي في الدقيقة «27» من الشوط الثاني والبطاقة الصفراء التي منحها إياه الحكم.. بقوله: لقد منح المهاجم الاتحادي الانذار بحجة تعمده التحايل أو التمثيل لكسب ركلة جزاء.. وهذا قرار برأيي خاطئ لأن اللعبة كان فيها تلاحم وعندما يتوفر عنصر التلاحم بين اللاعبين لا مجال للتمثيل او التحايل خصوصا وأن الكرة تحولت للأهلي.
كما أشار الحكم الدولي الخبير الى أن أساس الكرة الاتحادية التي سجل بواسطتها المدافع أسامة المولد الهدف الثالث.. جاءت من ضربة ركنية للاتحاد نتيجة تسديدة الحسن اليامي.. وهذا القرار كان خاطئا تماما.. فالكرة التي سددها اليامي او المهاجم الاتحادي اتجهت خارج الملعب دون ان تصطدم بمدافع أو لاعب أهلاوي أو حتى يتغير اتجاهها فهي إذن ضربة مرمى للاهلي.. فكيف تم احتسابها أو تحويلها الى ضربة زاوية للاتحاد؟!
***
تقييم
** قال الحكم الدولي الخبير.. إن اللياقة البدنية للحكم الدوسري كانت جيدة وتوزيعه للجهد على مدار الشوطين كان جيداً.. وكذلك تعاونه مع مساعديه لكنه تداخل في اللعب وظهرت بعض البطاقات الصفراء في غير محلها.. ولم يطرد مدافع الاتحاد باسم اليامي وكذلك مدافع الاهلي حسين عبدالغني ولم يحتسب ضربة للاتحاد واضحة واحتسب ضربة زاوية غير صحيحة للاتحاد جاء منها الهدف الثالث وهذه جميعها أخطاء أثرت على مجرى ونتيجة المباراة.. وهذا يؤثر على تقييم درجته النهائية لمستواه في إدارة اللقاء.. كما انه لم ينجح في السيطرة على المباراة ووضح عليه التوتر والشد العصبي وكأنه لم يكن مهيأ نفسيا بشكل جيد لإدارة اللقاء.
وبالنسبة لتعامله مع مبدأ اتاحة الفرصة.. فقط طبق ذلك مرة واحدة في الكرة التي أنذر فيها المهاجم الاتحادي حمزة إدريس.
لذلك فإن درجة تقييمه لن تزيد على سبعة ونصف ولن تقل عن سبع درجات.
***
أداء المساعدين
** وعن أداء ومستوى المساعدين فهد الملحم «دولي» ومحمد حامد الغامدي «أولى» قال الحكم الدولي الخبير.. لقد كان أفضل حالا من حكم الساحة.. وإن كان الخطأ في رمية التماس الذي لم يشر إليها حامد في الشوط الأول والتي سبقت ضربة الجزاء التي لم يحتسبها الحكم لمصلحته حيث التدخل الحاسم والجريء بشجاعة تسجل له.
بينما سجلت خطأ يحسب على المساعد الدولي فهد الملحم عندما أشار برايته الى احتساب (فاول) لمصلحة الاتحاد في ملعب الاهلي على المدافع حسين عبدالغني حيث تعامل مع الخطأ بإشارة التسلل عندما رفع رايته ولم يوضح الخطأ بشكل سليم وصحيح وهذا خطأ يجب ألا يقع فيه مساعد دولي بحجم خبرة الملحم.
بخلاف ذلك فإن المساعدين وفقا في قراراتهما بشكل كبير وشاركا في اتخاذ القرار مع حكم الساحة وضبطا حالات التسلل جيداً.. وتفوق المساعد الثاني بدرجة على المساعد الأول.
***
المعيار
** انتقد الحكم الدولي الخبير سياسة لجنة الحكم في اختيار طاقم حكام النهائي قائلا: حقيقة لا أعلم ما هي الاسس أو المعايير التي يتم على ضوئها اختيار أو ترشيح الحكام للنهائي.. فكيف يتم تكليف الحكمين الدوليين معجب الدوسري وفهد الملحم بإدارة المباراة النهائية وهما اللذان شاركا في تحكيم مباراة الأهلي والقادسية على المركزين الثاني والثالث في المربع الأسبوع الفائت؟ ولماذا تم استدعاء الحكم الدولي خليل جلال كحكم رابع في النهائي؟ هل ذلك يعد نوعا من التكريم له لتألقه أو بروزه أو نجاحاته في الموسم.. فالمباراة النهائية لا مجال فيها للتكريم.. فكيف سيكون الحال عليه لو أن «معجب» تعرض لاصابة خلال المباراة لم يستطع معها اكمال المباراة.. هل سيدير اللقاء جلال وهو الحكم القادم من نفس منطقة الفريقين وصاحب الميول الأهلاوية؟!
ثم أين التخطيط المستقبلي والقراءة الجيدة للاحداث من قبل لجنة الحكام؟ أين حكامها الدوليون ومساعدوها عن المباراة النهائية؟! هل خلت الساحة إلا من معجب والملحم..؟!
ولماذا لم يتم تكليف الحكم الدولي عبدالرحمن الزيد بإدارة المباراة..؟!
ولماذا أيضا تم استبعاد الحكم الدولي عمر المهنا من الترشيح منذ البداية رغم اني على يقين - والكلام ما زال لحكمنا الدولي الخبير - بأن المهنا قد طلب قيادة المباراة النهائية في اتصال هاتفي أجراه مع نائب رئيس اللجنة عبدالله الناصر في حال ان يكون طرفا المباراة الاتحاد والاهلي وعدم وصول القادسية أو النصر..
نظراً لرغبته الجادة والأكيدة بالاعتزال هذا الموسم ورغبة منه أن يختم مشواره التحكيمي بإدارة نهائي كأس الملك.. مع العلم بأن الناصر قد وعد المهنا بعرض رأيه على اللجنة ورئيسها.
وعندما نذكر الحكمين الدوليين الزيد والمهنا لأنهما الأكثر جدارة في إدارة نزال كروي من العيار الثقيل كالأهلي والاتحاد بحكم خبرتهما وتجاربهما السابقة في إدارة مباريات تنافسية سابقة بين هذين الفريقين.. وتفاديا لما حدث في النهائي الذي يعد «كارثة» حقيقية ووبالا على التحكيم المحلي..!
|