* بقلم: سعود عبدالعزيز
لحظة دك صغار الرياض مرمى هاني العويض وحرمان القادسية.. من الوصول لدور نصف النهائي من كأس الأمير فيصل بن فهد.. كان هناك إداري «غشيم» هو بالتأكيد ليس من أبناء المدرسة.. يرسم اقالة المدرب الوطني القدير خالد القروني.. ليحتل الخبر مكانة واسعة من الاهتمام الرياضي.. وهل صحيح غادر أبو عبدالرحمن فريقه وتركه في نصف الطريق.. وقبل أن يجف حبر ابعاد المدرب القصير الكبير.. انهالت عليه العروض من أندية عدة محلية وخارجية.. ليقرر العمل في الوحدة قابلاً التحدي في إعادتها لدوري الأضواء ليتحول الفريق الأحمر من محطة استراحة إلى فرسان.. ليحقق الفوز وراء الفوز لتعيد الوحدة أيامها وأمجادها.. لتكون بالفعل وكما قيل عنها سابقاً الوحدة ما يغلبها غلاب..!! لتتصدر فرق أندية الدرجة الأولى وتصعد بجدارة لدوري الكبار.. وبعد أن نالت الدرع وعاد الفرسان للأضواء.. قرر الاتحادين العودة مجدداً لمفاوضة القروني.. الذي فضل في المرة الأولى البقاء في ناديه الرياض والتخلي عن العميد.. لكن تضحياته واخلاصه قوبل بالجحود والنكران من «غشماء» الإدارة..
ثقة القروني بقدراته التدريبية جعلته يوافق.. على قيادة الاتحاد في أخطر المباريات وأهمها!! فالخسارة ستعيده للوراء كثيراً والفوز سيجعله بطلاً..
وبعد أن قبل المهمة بدأ العمل لتصحيح ما أفسده البرازيليان أوسكار ثم بيدرو اللذان تركا النجوم المحليين وفضلا مشاركة العنصر الأجنبي.. ورغم قصر المدة وتفشي الاصابات في جسد العميد.. إلا أن العمل الجاد والاخلاص من كافة أبناء الاتحاد.. أعاد الروح للمجموعة الذين تعاهدوا على المحافظة على الصدارة.. وحضر القروني ونجوم العميد للرياض لإقامة معسكر تدريبي.. لإبعاد الفريق عن أجواء جدة ولضمان مراقبة تصرفات اللاعبين عن قرب..
نجح المعسكر وبات كل نجم جاهز لخدمة العميد في يوم الفصل..وبدأ اللقاء الكبير ومنازلة المنافس الخطير المتسلح بالنجوم والجمهور.. ومع القائمة التي اعتمدها القروني للعميد تأكد أنه وضع اللاعب المناسب في المكان المناسب فلا اختراع ولا اتكالية.. وقدم الاتحاد والأهلي مباراة هجومية فكثرت الكرات أمام المرمى.. لا خوف ولا وجل من الطرفين فالكل يريد هز الشباك.. ونجح مبروك زايد وآل نتيف في احتواء الهجمات.. رغم الحالة الرديئة للحكم معجب الدوسري الذي رفض اعطاء حمزة ادريس وطلال المشعل ضربتي جزاء صريحتين مع طرد باسم اليامي.. لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي. وفي الثاني فاجأ القروني نظيره إيليا بهجوم خاطف.. نجح فيه حمزة ادريس من خطف هدف التقدم.. ليفرض العميد أسلوبه على المباراة.. ثم يرتكب ابراهيم السويد خطأ العمر ليقرر الدوسري منحه البطاقة الحمراء ليلعب بطل العرب أهم أوقات المباراة ناقصاً لاعباً هو أبرز عناصره الذي قدم مباراة مميزة هجوماً ودفاعاً.. لكن النادي الأهلي المليء بالخبرة تمكن من احراز هدفين سريعين ليتقدم بهما في وقت كان الجميع يتوقع أن يحافظ العميد على تقدمه..وبعد تفوق النادي الأهلي تدخل القروني واستخدم البدلاء ليشرك الحسن اليامي وماريليو بدلاً من حمزة ادريس ومسفر القحطاني ليعود التفوق للعميد.. ويخطف مناف أبو شقير هدف التعادل ثم يحرز المدافع الصلب أسامة هدف البطولة ليعيد الكأس إلى دولابها.. للمرة الخامسة في سبع سنوات.. ليدخل معها القروني التاريخ من الباب الواسع.. فهو أول مدرب من هذا النوع ينال لقبين كبيرين في عام واحد.. بعد أن حصل على الدرع مع الوحدة وبعدها وبأقل من شهر خطف الكأس الغالية لنادي الاتحاد.. القروني بهذا الانجاز بات منافساً للمدربين التاريخيين في أوطانهم أمثال زاجالو في البرازيل الذي حقق كأس العالم لاعباً ومدرباً ومستشاراً ليستحق القروني لقب زاجالو الكرة السعودية.. أبو عبدالرحمن حقق اللقب الكبير لثقته الكاملة بنفسه فعندما طلبت منه الإدارة اغلاق التدريبات.. رفض ذلك مرحباً بجواسيس الأهلي..!!؟
|