تحية طيبة وبعد:استجابة لما طرحته «عزيزتي الجزيرة» بقلم صالح محمد عجرم العنزي بعدد الجزيرة 11192 الصادر يوم الأربعاء الموافق 20/3/1424هـ عن مدى تذبذب آراء الفلكيين حول الظواهر التي نتعرض لها هذه الأيام والغبار الكثيف الذي تكرر كثيراً واتجاه عدد من الباحثين من الوصف الحسن للأجواء ثم نفاجأ بعكس ذلك! ومحاولتهم بعد ذلك تبرير ما ذكروه. ولقد تابعنا تضارب ما أوضحه الباحث الفلكي خالد بن صالح الزعاق بعدد الجزيرة 11193 في 21/3/1424هـ الصفحة الأخيرة مع تصريحاته السابقة من ان الأجواء ستكون في أفضل حالاتها حيث ذكر في حديثه الأخير وجود مفاجآت مثيرة للغبار لمرور الرياح على أراضٍ مقفرة وذكر أننا نعيش في موسم السريات ونجد أيضا الباحث الفلكي جبر صالح الدوسري في نفس اليوم بجريدة الرياض بالعدد 12750 يخالف نوعاً زميله أن هذا الغبار مصدره الصحراء العراقية! وذكر أن أجواء الربيع دائما ما تمتاز بالتقلب وتوقع استمرار موسم البوارج!!.
وإنني أقدر رأي الباحثين واجتهادهما وخبرتهما الطويلة في هذا المجال. ولست إلا تلميذاً لهما ولكن من باب طرح الرأي ووجهة النظر واستجابة لطلب «العنزي» عبر «العزيزة» أقول ان الأحوال بيد الله سبحانه يقلبها حيث يشاء وما من نازلة تسوء الخاطر وتكدر الصفو إلا بسبب ذنوبنا وبعدنا عن الله. وهذه الأغبرة والأعاصير جاءت لتيقظ العباد من سُبات الغفلة وما تصريحات أولئك إلا اجتهادات قد تصيب وقد تخطئ. فهي بمثابة تجارب مرت وهواية صقلت حتى أضحت فناً يمارسه أولئك المهتمون بعلوم الفلك فهو علم قديم أجبر الأجداد بالأخذ به لأنه في السابق لا يوجد علوم ومعرفة تقنية حيث ندر في الآونة الأخيرة أصحابه وهواته. وليس كل ما يقال يجب ان يقع فالعلم بيد الله هو المدبر للأشياء وأسوق هنا بعض المعلومات المعاصرة راجياً أن تحقق الهدف المنشود ومنها كوكب نيوتن مثلا هذه الأيام يسوده موسم الربيع وهذا الكوكب الثامن بعيداً عن الشمس بطقسه غير المألوف لسرعة عواصفه ورياحه التي تصل سرعتها 1448كم/س ويبعد نيوتن عن الشمس بنحو 3 مرات مقارنة ببعد الأرض عن الشمس مما يعني ان تأثير الشمس على نيوتن أضعف بنحو 900 مرة ولكن هذه الأيام تغيرت الأحوال وأصبح نيوتن ربيعاً وقد سجل علماء الفلك تعليلاً لهذه الظاهرة بضعف الطاقة الشمسية عند وصولها الى نيوتن حيث تكون قوية بدرجة تجعلها قادرة على إحداث تغيير في الفصول هناك. فمن باب أولى تغير الفصول على سطح الأرض ذات الفصول الثابتة فليس غريباً حدوث هذه الظواهر مطلقاً.ولا داعي لتفسيرات الزعاق والدوسري فهي أمور غيبية تأتي قدرة الواحد الأحد.ثم إنني أقول لهما إن العلم أثبت وجود الحياة على الأرض منذ ما يقارب 1 ،3 مليارات سنة في شكل طحالب وقد تم العثور على حفريات الانسان الأول منذ ما يقارب الأربعين مليون سنة أما الحياة بما فيها الانسان والحيوان والنبات لم تظهر إلا منذ ثلاثة ملايين سنة وهذه حقائق دامغة جاءت من معرفة الماضي وليس كما يدعيه البعض من معرفة المستقبل، فالمستقبل بيد الله وحده هو العالم والمدبر. وهذه المعلومات موثقة صادرة من مركز زايد للتنسيق والمتابعة تحت عنوان «الأرض والزمن والتقاويم» وليست من نسج الخيال أو أفكاراً هلامية. وخوفاً من الإطالة التي تُهدد بعدم النشر لأبحرت في عالم الأفلاك وأرويت القارئ أبوعجرم وغيره من هذا العلم الذي اهتم به الأجداد ونسيه هذا الجيل.وأختتم حديثي بكوكب مرَّ من هنا يوم الأربعاء 6 ربيع الأول 1424هـ وتم رصده وهو كوكب عطارد بمرصد جامعة الملك عبدالعزيز بجدة حيث بدأ من الساعة 8 صباحا حتى الساعة الواحدة والنصف ظهراً وهذا الحدث «عبور عطارد أمام الشمس» يحدث حوالي مرة كل عقد من الزمان وهو أقرب الكواكب الى الشمس وسمّاه العرب عطارد لعطردته في سرعة حركته حول الشمس في حوالي 88 يوما ويمكن مشاهدته بعد الغروب أو قبل الشروق بفترة وجيزة حيث لا يظهر في السماء بتاتاً ويمر أمام الشمس كنقطة سوداء وتشبه ما يحدث للقمر في كسوفه عندما يكون بين الأرض والشمس والله أعلم.
وأحب أن أعرج على أبوعجرم بصفته مُعلماً وطالب علم أن يبحث في الكتب التي قد تغنيه عن السؤال ففيها ما يكفي ويروي ظمأه ويحقق مبتغاه والباب مفتوح لأن ينضم كعالم فلك كما هو بارع في التدريس والارشاد الطلابي.
حمد بن عبدالله بن خنين
|