* سيول واس:
اكد معالي وزير العدل الدكتور عبدالله بن محمد بن ابراهيم آل الشيخ الذي يرأس وفد المملكة المشارك في المنتدى العالمي الثالث لمكافحة الفساد والمحافظة على الامانة حرص المملكة من خلال تطبيقها لشرع الله تعالى على تحقيق العدالة والنزاهة ونشر القيم الخيرة لكل البشرية ومكافحة الفساد والجريمة مشيراً الى اسهام المملكة مع دول العالم في مكافحة الفساد حيث سنت الانظمة الحقوقية والجزائية الى جانب مشاركة المملكة الفاعلة في المؤتمرات والندوات والاتفاقيات التي تسهم في حفظ الامن ومكافحة الجريمة.
جاء ذلك في كلمة القاها معاليه في حفل افتتاح نشاطات المنتدى الذي بدأت فعالياته امس في عاصمة كوريا الجنوبية «سيول».
ونقل معالي وزير العدل في مستهل كلمته تقدير وتحيات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز الى المنتدى العالمي الثالث لمكافحة الفساد والمحافظة على الامانة وتمنياتهما بالتوفيق والنجاح لاعمال المنتدى وان يحقق اهدافه في خدمة الانسانية ومكافحة الفساد. وشدد معاليه على ان الوازع الديني والقيم هي اهم مقومات محاربة الفساد في المجتمعات معبراً عن تقديره وجميع الوفود للحكومة الكورية لاهتمامها ودعوتها للمؤتمر الحادي عشر لمكافحة الفساد في وقت يتزامن مع المنتدى الثالث لمكافحة الفساد حتى يكون ذلك فرصة لالتقاء رجال القضاء ورجال الادارة المعنيون بمكافحة الفساد مما سيكون له اثر طيب وانعكاس ايجابي على اعمال المنتدى.واشار معالي وزير العدل الى ان الفساد بجميع اشكاله والوانه يعتبر سبباً رئيساً في اعاقة نمو الدول ونهضتها كما انه يصبح مانعاً اكيداً من تحقيق العدالة وبسط الامان في المجتمعات ولهذا فان هذه المنتديات التي تعقد من وقت لآخر تسعى جاهدة الى وضع الفساد في حده الطبيعي والحد من انتشاره وتأثيره في المجتمعات. واكد معاليه ان الفساد من الامور التي سببت اثراً في حياة الامم الاقتصادية وكانت عاملاً رئيساً في انتشار الجريمة على مختلف انواعها.
واوضح معالي وزير العدل ان المملكة العربية السعودية اولت هذا الموضوع عناية فائقة فسنت العديد من الانظمة التي تنبع من الشريعة الاسلامية للحد من انتشارالفساد.. كما انها وضعت خططاً مستقبلية تحسباً لأي ارتفاع في معدلات الفساد نتيجة تأثرها بما يحدث في العالم. وبين ان مكافحة الفساد في المملكة العربية السعودية تختلف عن غيرها من الدول لان مكافحتها تنطلق من منطلق ديني دعت اليه الشريعة الاسلامية لمكافحة الفساد على مختلف انواعه لافتاً الى ان الانسان مهما وضعت له من انظمة وقوانين فان العامل الروحي والباعث الديني هو افضل وسيلة للحد من الفساد.
ودعا معاليه في ختام كلمته شعوب العالم الى التمسك بالاخلاقيات التي كانت سائدة في العالم منذ زمن مؤكداً ان زيادة نمو الفساد وانتشاره يقترن بزيادة البعد عن الدين والتخلي عن القيم.
وكان المنتدى العالمي الثالث لمكافحة الفساد قد استهل اعماله بكلمة لرئيس اللجنة المنظمة رحب فيها بمعالي وزير العدل الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ ورئيس المنظمة الدولية للتنمية والتعاون والمشاركين في المنتدى والحضور.
بعد ذلك اعلن معالي وزير العدل بجمهورية كوريا الجنوبية كيم ميل كنج الافتتاح الرسمي للمنتدى العالمي الثالث ثم القى كلمة رحب فيها بالمشاركين والحضور.
وابرز معاليه اهمية المنتدى في مكافحة الفساد والجريمة وتعزيز الخبرات وتحديث آليات العمل للقضاء على الفساد وعده فرصة للاطلاع على كل جديد في هذا المجال وبحث الحلول والسبل لمزيد من التعاون الدولي فيه.
ثم القيت مشاركة مصورة لرئيس الولايات المتحدة الامريكية جورج دبليو بوش اكد فيها ضرورة محاربة الفساد والجريمة المنظمة بتضافر المجتمعات للقضاء على الارهاب وتحقيق العدالة وتعزيز التنمية حول العالم بما يعزز الثقة والتجارة والاستثمار لخدمة الاقتصاد العالمي وينعكس ايجاباً على الجميع.واشار الى التزام الولايات المتحدة الامريكية في اطار حرية التجارة بمكافحة الفساد والفقر معاً.. داعياً الى تعاون الجميع للقضاء على الفساد لخدمة جميع الشعوب.
اثر ذلك القيت مشاركة مصورة لامين عام الاتحاد الاوروبي خافير سولانا اثنى فيها على المنتدى والتعاون الدولي في مجال مكافحة الجريمة والفساد.
واكد اهمية المنتدى كون الفساد ضرر اقتصادي وامني كبير معتبراً هذه المنتديات من اهم ساحات تعزيز التعاون لتحقيق حياة افضل للمجتمع.
بعدها القى النائب العام الياباني كلمة اوضح فيها مدى تدمير الفساد للمجتمعات من كل جوانبها داعياً الى القضاء عليه وتبني كل دول العالم سياسة عدم التسامح فيه.
واهاب بالجميع العمل على وضع استراتيجية عامة دولية شاملة تنطلق منها كل الاجراءات المضادة للفساد مع وضع اجراءات وقائية بالتعاون بين القطاع العام والخاص ووسائل الاعلام والتربية.
ثم قدمت كلمة الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان تلاها نائبه داني نايل شدد فيها على ضرورة مواصلة الكفاح ضد الفساد الذي تنوع وتزايد بشكل خفي يهددالاقتصاديات الدولية.
وعبر عن امله في ان يسهم المنتدى في بناء تكتل دولي لمحاربة الفساد وتحسين القوانين والانظمة عبر اجراءات تتسم بالشفافية وتعزيز النزاهة والتوصل لمعاهدات في ذات السياق لافتاً النظر الى ان الامم المتحدة اطلقت مبادرة للنزاهة الدولية.وفي الختام تحدث رئيس مجلس مؤتمر مكافحة الفساد باري اوكيف مقدماً عرضاً للنتائج والتوصيات للمؤتمر وخلاصة الخبرات والافكار التي طرحت والموضوعات التي تم تناولها لافتاً النظر الى ان مكافحة الفساد طريق لتحقيق تجارة واستثمار واستقرار افضل ونجاح للمجتمعات.واشاد بكلمة معالي وزير العدل الدكتور عبدالله آل الشيخ وتأييده لما ورد فيها وما تحمله من معاني وقيم سامية يجب توظيفها. واكد ان هناك ارتباطاً قوياً بين الفساد وسوء الاداء الاقتصادي.. كما اكد ان الفساد لا يعود لاسباب ثقافية.. مشدداً على ان الاديان تجمع على ادانة الفساد كالكذب والسرقة والرشوة فكلها امور سلبية تدينها وترفضها كل الاديان، ورأى ان الفساد بمثابة ازمة اخلاقيات تضعف من الاداء في خدمة الشعوب ويجب مكافحته والسعي لتحقيق العدالة للجميع والانضباط الذاتي.وعقب الجلسة الختامية تم تقسيم المشاركين وفقاً لحلقات العمل التي اختص كل منها بجانب معين لبحثه وسبل مكافحته كالرشوة وغسيل الاموال وغيرها.
|