* الرياض الجزيرة:
قدر السفير الأمريكي في المملكة الجهود الإنسانية والصحية والإغاثة السريعة التي قدمها المسؤولون الصحيون والأمنيون ورجال الدفاع المدني والإغاثة للمصابين والجرحى السعوديين والأمريكيين وغيرهم الذين أصيبوا جراء العمليات الإرهابية التي شهدتها الرياض مؤخراً.
وقال السفير روبرت جوردان في رسالة لوسائل الإعلام السعودية قال فيها:
حدث مثل تفجيرات الرياض في 12 مايو يركز نظرنا مؤقتا على وحشية أولئك الذين ارتكبوا تلك الأعمال الشريرة. إلا أن نسيان شجاعة وشفقة الأطباء والممرضين ورجال الدفاع المدني والمواطنين الذين تدافعوا لإنقاذ أرواح الناس والعناية باحتياجات المصابين والقتلى هو أن نسمح لسم الضغينة القاتل بدخول دمنا.
في فترة زمنية أقل من ساعتين بعد الانفجارات، عالج العاملون في مستشفى الملك فهد للحرس الوطني 119 مصاباً، وعند وصولي للمستشفى لمعاودة المواطنين الأمريكيين المصابين في تلك الليلة، كان المستشفى أنشأ مركزاً فعالا جداً للسيطرة على الكارثة. كما أدار مستشفيات أخرى في الرياض ومراكز عناية مهنية ورحيمة شبيهة للمصابين إصابات بليغة. وقد زرت المواطنين الأمريكيين الذين ما زالوا في المستشفى وقلبي مفعم بالعرفان الجميل عند مشاهدتي مباشرة أنهم يتلقون أفضل عناية موجودة في العالم، الذي سرني ليس فقط نوعية العناية الطبية الاحترافية لكن روح العناية واللطف والرحمة الذي تميز بها العاملون في المستشفى.
ويصارع بعض الذين ما زالوا في المستشفيات على الحفاظ بحياتهم اليوم. قد ينجو بعضهم لكنهم سيعانون من إصابات وتلف دائم على مدى حياتهم. وعندما تحدثت هاتفياً مع أقرباء المصابين في الولايات المتحدة، كان في وسعي أن أؤكد لأسرهم أن الجرحى يتلقون أفضل عناية ممكنة وبأنهم غير بعيدين على الإطلاق عن نظر الأطباء والممرضين اليقظين.
وبالنسبة لأفراد تلك الأسر البعيدة في الولايات المتحدة الذين اتصلت بهم لأنقل لهم التعازي في فقدهم الكبير، كان في وسعي أن أقدم لهم المواساة أن الأمريكيين والسعوديين يشاطرونهم الحزن العميق ولا يدخر رجال الإنقاذ والطوارئ، الذين تدافعوا للمساعدة، ما في وسعهم.
وأقدم للسعوديين والأردنيين والفليبينيين والهنود ولكل الجنسيات الأخرى الذين قدموا عناية ومساعدة للجرحى ولأهلهم في ليلة 12 مايو أقدم لهم خالص شكري وعظيم امتناني. لم أشاهد في تلك الليلة تعصباً لقومية معينة أو لجنس أو دين. وشاهدت في خدماتكم صفات الإنسانية وعظمة ستهزم بالتأكيد الكراهية التي شاهدناها في تلك الليلة.
منذ 11 سبتمبر، كان هنالك تركيز كبير في بعض النواحي على ما يفرق بين الولايات المتحدة والمملكة. ودعائي هو أنه من تاريخ 12 مايو 2003م، سنتذكر أولاً وقبل كل شيء ما يوحدنا - إنسانيتنا المشتركة، حبنا للحياة وإخلاصنا وولاؤنا المشترك. لا شر ولا ضغينة يستطيع أن يقهر الطيبة فينا. فقد ذكرنا الإرهابيون ما نشترك فيه وما نستطيع تحقيقه معاً إذا ما سخرنا الطيبة الحقيقية الكامنة في نفوس السعوديين والأمريكيين.
|