يسألني إبني: هل أنت إرهابي؟؟!، قلت ولماذا تسأل هذا السؤال؟!، قال في الصحيفة «الفلانية» رسموا أكثر من مرة رجلاً ملتحياً وثوبه قصير مثلك بالضبط وصوروه على أنه إرهابي وفي الأخرى كتب أحدهم أكثر من مرة يحذر من وجود شاب ملتحٍ في البيت حتى لا يكون إرهابياً!!، قلت وماذا تعرف عن كلمة إرهابي؟! قال هو الشرير الذي يفجر ويدمر ويقتل الأبرياء!!، قلت وهل تراني بتلك الصفات؟!، قال «لا»، قلت وماذا عن فلان وفلان ممن يعرفهم شخصياً وهم ملتحون وثيابهم قصيرة هل يتصفون بتلك الصفات؟، فقال «لا» فقلت بل ماذا تعرف عن شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!، قال عن ماذا بالضبط في تلك الشخصية؟!، قلت عن لحيته وثوبه!!، قال هو معفي لحيته مقصر ثوبه!!، فقلت وهل يعقل أو يقبل أن يقال عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الصفات؟!!،
فقال «لا - والله - ومن ذا الذي يعقل هذا ويقبله»!!. قلت إذاً هذا طرح بعيد كل البعد عن الواقعية والمصداقية!!، فحرك رأسه وخرج من عندي!!، عندها تساءلت أيهما أقوى وقعاً على ذلك الفكر الناشئ والقلب الغض أهي محصلة حواري معه، أم ذلك الطرح؟!!.
هذا الحوار العفوي لا أظنه هو الحوار الفريد بل زامنه حوارات مماثلة بين آباء ملتحين وذوي ثياب قصيرة وبين أبنائهم، وثمة اسئلة تطرح نفسها لمصلحة من ياترى يتم تشويه إعفاء اللحية وتقصير الثوب في أذهان أولئك الناشئة؟!، ماذا نجني من ذلك التيه وذلك الصراع الذي تعيشه تلك العقول الغضة وهي ترى ذلك التصادم؟!، كيف لنا أن نوصل إلى أذهانهم ومن ثم قناعاتهم الوسطية في الطرح وتبني الرؤى والأفكار واتخاذ المواقف المعتدلة؟، كيف لنا أن نحدثهم بأن الوسطية تعني لا تفريط ولا إفراط؟!، لماذا تكون تلك الأقلام نقيضاً عملياً للتربية على الوسطية بذلك الطرح؟!، ألا يولد ذلك الطرح تطرفاً يتفرع باتجاهين متغايرين وهو إما كره ومن ثم عداء لكل ذي لحية وثوب قصير، وإما كره ومن ثم عداء لكل من يطرح ذلك الطرح ويتبناه؟!!.
محاذير هذا الطرح لا تخفى على كل ذي لب، كما أن فيها مساس بما يردده حملة تلك الأقلام ويطالبون به بمناسبة وبدون مناسبة كخطورة تعميم الأخطاء وأهمية الاتزان في الطرح وضرورة قبول الآخر وأهمية أدب الحوار!!!.
(*) مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بالرئاسة.
|