«يارا».. زهرة بريئة عمرها «9» سنوات وتدرس في الصف الرابع الابتدائي.. لم تكن تتخيل بأحلامها الطفولية البريئة، وهي تلهو وتلعب كفراشة بين زميلاتها في فناء المدرسة، ان هناك غولاً متوحشاً اسمه «السرطان»، يتربص بها ليغتال احلام طفولتها!.
في البداية شعرت «يارا» بآلام في أعلى مفصل الفخذ مع اطلالة شهر ذي الحجة الماضي، أفقدتها القدرة على الحركة، والرغبة في اللعب، واللهو مع رفيقاتها في أيام العيد.
أثار الأمر قلق والديها، مما دفعهما الى زيارة اكثر من مستوصف ومستشفى لاجراء الفحوصات والتحاليل، لعلّهما يعثران على اجابة شافية من الحيرة والقلق اللذين انتاباهما على طفلتهما.
لم يجدا جواباً شافياً، فبادرا الى ادخالها مستشفى الشميسي «مركز الرياض الطبي» ولاسيما أن أمها تعمل طبيبة بمستوصف حكومي. وهناك أُجريت الفحوصات والتحاليل مرة اخرى، ولم يتوصل الاطباء الى اكتشاف السبب في الآلام المبرحة التي ألمت بـ «يارا».
هنا قرر الاطباء اخذ عينة من نخاع «يارا» وتحليله، فاكتشفوا فاجعة الطفولة، ان «يارا» مصابة بسرطان الدم!؟.. وكاد الحزن والالم يعتصر قلبي أبويها.. ولكن الايمان والتسليم بقضاء الله وقدره كان أقوى.
في الشميسي، بدأ الاطباء معالجة «يارا» بالعلاج الكيماوي، وتغيرت حال «يارا» البريئة الجميلة، وتساقط شعرها، واصبحت تقتات على آلام السرطان وسلبيات العلاج الكيماوي، ساعات عمرها الغض الصغير.. ففضلا عن تساقط شعرها، اخذ العلاج الكيماوي في قتل مناعتها، لأنه يهدم كريات الدم الحمراء والبيضاء في الدم؟!
وبعد اربعين يوماً من العلاج الكيماوي، قام الاطباء بإجراء تحليل لدم «يارا» كانت نتيجته اكتشاف بقاء الخلايا السرطانية بالدم.. وهناك وجد الاطباء انه لا مفر من عمل عملية زرع نخاع لـ «يارا».. وهو علاج غالٍ ودقيق ولا يتوافر الا في المستشفيات الكبرى كالتخصصي والعسكري والحرس الوطني.. وهناك دار أبوها يسأل عن السبيل لاجراء عملية الزراعة، ففوجئ بما هو اشد وطأة،.. فقد قالوا له في التخصصي إن عملية زراعة النخاع تتكلف حوالي «نصف مليون ريال»، تعقبها سنة اخرى كاملة من العلاج؟! وأسقط في يد الاب والام اللذين لا يستطيعان مواجهة تكاليف عملية الزراعة والعلاج بإمكانياتهما المحدودة.. بينما يأكلهما العجز امام حالة طفلتهما التي يغتال السرطان براءتها ببطء وشراسة؟!
«يارا» تناشد اصحاب القلوب الرحيمة ورواد المشاعر الانسانية لمد يد العون إليها، وإنقاذ طفولتها من وحشية السرطان الذي لا يرحم.
فمن ينهض بإغاثة «يارا»؟!
|