في البداية أود الاشارة الى انني لست من المتابعين الجيدين للقناة الرياضية وعليه فإن ما سأطرحه من رأي ينطلق من متابعتي غير المنتظمة لبعض البرامج الحوارية التي تقدمها القناة، فالقناة الرياضية وما تقدمه من برامج وأفكار منذ انطلاقها وحتى اليوم تظل مجالا خصبا للنقد الهادف من قبل المختصين في مجال الإعلام الرياضي وكذلك المتابعين لاجل الارتقاء بمستواها، وهنا بعض المرئيات حول القناة الرياضية اوجزها في النقاط الآتية:
1- لعل ابرز ما يميز قناتنا الرياضية عن باقي القنوات الاخرى الاهتمام بتوعية الشباب في امور دينهم ودنياهم عبر برامج مستقلة موجهة اليهم، وهنا اشيد بدور المسؤولين في القناة الذين استشعروا عظم الامانة الملقاة على عواتقهم والدور المنتظر منهم تجاه شباب وطنهم، هذا الدور الذي لا يقف عند نقل المباريات وتغطية الانشطة والفعاليات فحسب بل يتعداه الى مفهوم اوسع واشمل لما يجب ان تكون عليه القناة الرياضية من خلال توجيه الشباب الوجهة الصحيحة والسويّة ليصبحوا اعضاء فاعلين في مجتمعهم نافعين لوطنهم، فالشباب هم عماد الامة ودرعها الواقي وهم السند - بعد الله - في الملمات، وبحسب بعض الاحصائيات فإن نصف سكان المملكة العربية السعودية هم من الشباب، فمن اجل هذا وذاك كان لزاماً على قناتنا الرياضية الاهتمام بهذا الجانب ورعايته حق الرعاية.
2- «نبض الشباب» برنامج حواري مميز ورائع ترتكز اطروحته على واقع الشباب والمشكلات المحدقة بهم بكل صراحة وواقعية وقد وفق القائمون عليه باستضافة نخبة مميزة من اصحاب الفضيلة والمشايخ الذين اثروا حلقات البرنامج بتوجيهاتهم ونصائحهم التي - ولله الحمد - تجد الآذان الصاغية والافئدة الواعية من شبابنا، ولعل ابرز ضيوف البرنامج فضيلة الداعية المعروف الدكتور سعد بن عبد الله البريك الذي عرفناه منذ سنوات طويلة مهتماً بقضايا الشباب وهمومهم، واسهاماته البارزة في هذا المجال معروفة عبر المحاضرات والندوات التي ملأت اروقة التسجيلات السمعية - بارك الله في جهود الجميع - وهنا اقتراح بسيط اسوقه الى الاخوة الفضلاء في برنامج «نبض الشباب» وهو ان يتضمن البرنامج تقارير ميدانية حول موضوع كل حلقة - قدر الامكان - حتى يكتمل العقد روعة وجمالا ويصبح الطرح اكثر تميزا.
3- برنامج «شباب» نقلة نوعية لبرامجنا الحوارية المباشرة اثبت وجوده وحضوره القوي، تتجلى فيه الشفافية بأبهى صورها عندما يستضاف ثلة من الشباب داخل الاستديو ليعبروا عن رأيهم بكل وضوح ازاء كل قضية تطرح للنقاش في حلقات البرنامج، وهذا بحد ذاته يدعو للسرور عندما نرى شبابنا السعودي يناقش همومه وقضاياه ويعبر عما في داخله، وهنا رسالة ابعثها لبعض اولياء الامور واقول لهم ان مشكلات ابنائكم الشباب لا يمكن حلها بالضرب والاجبار وفرض الرأي بل بالاستماع اليهم والحوار معهم بشكل حضاري واذا ما سلكتم هذا الاسلوب الناجح فسترون منهم الاستجابة والايجابية والسمع والطاعة، فأبناؤكم بحاجة الى من يستمع اليهم ويشاطرهم آلامهم وآمالهم، اعود مرة اخرى الى برنامج «شباب» واقول بكل صراحة انه اثبت تميّزه في اطروحته التي تنطلق من تعاليم ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا الاصيلة ويتضح ذلك بجلاء في الحلقة التي خصصت للحديث عن «عيد الحب» او «فالنتاين داي» فقد رأينا الطرح الراقي وتسليط الضوء على التقليد الاعمى من بعض شبابنا - هداهم الله - في الاحتفال بهذا العيد ونقد هذا التصرف بأسلوب واعٍ ومؤدب ثم تبيين حكم الشرع في مثل هذه الاعياد والطقوس المبتدعة. اقول اذا كان برنامج «شباب» يتبنى قضايا الشباب بهذه الخلفية الواعية، فانه لم يكن مستغربا ابدا حصوله على جائزة افضل برنامج حواري، كل التوفيق والتقدم الدائم ارجوه للقائمين عليه.
4- ان من الثمرات اليانعة التي جنتها القناة الرياضية قبل ان تكمل عامها الاول بروز المواهب الواعدة في الاعداد والتقديم والاخراج، فأغلب العاملين في القناة هم من الكوادر السعودية الشابة ولا غرو في ذلك فشبابنا نشأوا على ارض لا تعرف المستحيل وتفتحت اعينهم على المعجزات يحققها ايمانهم بالله - سبحانه وتعالى - وتمسكهم بتعاليم دينهم ثم اخلاصهم لوطنهم مهبط الوحي ومئرز الاسلام، نعم هؤلاء هم شبابنا في كل المجالات والميادين يثبتون للجميع يوما بعد يوم بأنهم رجال واهل للمسؤولية عندما تمنح لهم الفرصة ويجدون الدعم والتشجيع والمؤازرة والشواهد على ذلك كثيرة لا يتسع المجال لسردها وانما اوردت القناة الرياضية كمثال حي ونموذج مشرف. وفي الختام اسأل الله العلي القدير ان يحفظ بلادنا وحكامنا وعلماءنا وشيبنا وشبابنا ونساءنا من كل حاقد وحاسد، وان يجمع شملنا على الخير والمحبة ويديم علينا نعمة الامن والأمان انه سميع مجيب، والله من وراء القصد وهو نعم المستعان.
|