* واشنطن كرستيان أولريتش د. ب. أ:
بعد الأزمة الدبلوماسية بسبب الحرب في العراق اعتمدت الإدارة الأمريكية نهجا يقضي بالتماس العذر للروس وتجاهل الألمان ومعاقبة الفرنسيين.
وإن صح هذا فسيكون للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحده أن يأمل في مصافحة حارة من الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش في قمة مجموعة الثماني التي ستبدأ في أول حزيران/يونيو في إيفيان بفرنسا.وكل المؤشرات في واشنطن تقول إن بوش يريد وقتا أكبر قبل المصالحة مع البلدان التي لا حظوة لها وإن كانت تأمل في أن تكون لها حظوة، أما وقد انتهت الحرب العراقية فإن المحافظين المقربين من بوش يعتقدون بأنهم أخذوا بالرأي الأفضل أخلاقيا مشيرين في ذلك إلى زوال الحاكم المستبد وقصرالحرب وقلة عدد ضحاياها، وهم يرون كذلك أنه لم تتحقق حتى الآن المخاوف من أن تزعزع الحرب الاستقرار في الشرق الأوسط، ويرون أن الحرب نجحت في جعل العالم مكانا أكثر أمنا وهو إنجاز باعتقادهم جدير بالتقدير، ويتساءلون عن سبب عدم تقدير الأوروبيين له. وكان رئيس وزراء ولاية هيس الألمانية رولاند كوش قد سئل بعد لقاء مفاجئ مع بوش في البيت الأبيض عما أخبره به بوش، فنقل عن الرئيس قوله «لماذا لا تتفهمون أننا قضينا على ديكتاتور؟ لماذا لا تعترفون بأننا نجحنا إلى حد كبير في إنقاذ السكان المدنيين؟» لكن إذا أخذنا الأمور على ظواهرها فستبدو تصريحات مستشاري بوش أكثر ميلا للتصالح.تقول كوندوليزا رايس مستشارة بوش للأمن القومي «من المهم أن نعترف أننا مررنا بفترة صعبة لكن ذلك بات وراء ظهورنا الآن، نحن الآن في عملية تقوم بها الأمم المتحدة.. يجب أن تستهدف مساعدة الشعب العراقي، هذا كل ما يجب أن نقلق بشأنه»، لكن ليست هذه رغبة في الاهتمام بدرجة أكبر بآراء البلدان الأخرى، إذ إن الأمم المتحدة لم تدع مجالا للشك في تصدرها للزعامة.
وبكلمات بوش «إما أن تكونوا معنا وإما أن تكونوا ضدنا»، وبشكل ما بدا هذا الموقف في تصريح لوزير الخارجية كولن باول قال فيه إنه لا بد لفرنسا من تحمل عواقب موقفها.
وكان وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد أكثر وضوحا حينما وصف الحلفاء التقليديين بأوروبا القديمة، وهو وصف اعتبر إشارة إلى أن الولايات المتحدة تبحث إمكانية إيجاد حلفاء مستقبليين في أوروبا الجديدة فيما وراء ألمانيا، أما فيما يتعلق بألمانيا فإن المراقبين يرون أنه لا يكاد توجد فرصة للمصالحة التامة بين واشنطن وبرلين ما دام بوش والمستشار جيرهارد شرودر في السلطة في نفس الوقت، ونجد ما يشير إلى ذلك في تصريح لباول قال فيه إن من المحتمل ألا يكون هناك وقت لاجتماع مباشر بين الزعيمين خلال قمة مجموعة الثماني.
|