في التقرير الذي أعدته منظمة التعاون والتطوير الاقتصادي عن الصناعات الكيماوية في أقطار المنظمة خلال 1968 - 1969 يظهر ان التفوق الذي أحرزه النفط والغاز الطبيعي من حيث استخدامهما في انتاج المواد الكيماوية يزداد زخما. وان أهمية دورهما في انتاج هذه المواد في أقطار المنظمة تتعاظم يوما بعد يوم. ومع ان كمية المواد العطرية الهيدروكربونية التي تستخرج من الفحم الحجري لا تزال في ازدياد إلا ان النسبة المئوية لاستخدام الفحم الحجري كمادة أولية هي في تضاؤل متواصل. ففي أوروبا الغربية انخفضت نسبة استخدام الفحم الحجري في قطاع المواد العطرية من 32 في المائة في عام 1967 الى 28% عام 1968، في حين ان الانخفاض في قطاع المواد الدهنية كان من 5% الى 4%، ولقد لوحظ اتجاه مماثل نحو الانخفاض في اليابان أيضا حيث انخفضت حصة المواد العطرية من 37% الى 31 وحصة المواد الدهنية من 16% الى 12%. أما في الولايات المتحدة فقد كان الانخفاض أقل بروزاً إذ كان فيما يتعلق بالمواد العطرية 9% فأصبح 8%. ولكن الوضع مختلف عن ذلك في أوروبا الغربية واليابان حيث ازدادت حصة النفط والغاز الطبيعي الذين تستخرج منهما المواد العضوية الكيماوية «المواد العطرية والمواد الدهنية» ازدياداً كبيراً، ففيما يتعلق بالمواد العطرية في أوروبا الغربية بلغ الارتفاع خمس نقط فأصبحت نسبة استخدامها في انتاجها تبلغ 72% بينما بلغت الزيادة فيما يتعلق بالمواد الدهنية نقطتين فبلغت نسبة استخدامها فيها 93%. أما الزيادة المقابلة في اليابان فكانت من 63% الى 69% ومن 84% الى 88% على التوالي. غير أنه يبدو ان استخدام النفط والغاز كمادتين أوليتين في كلا قطاعي المواد العطرية والمواد الدهنية بلغ في الولايات المتحدة حده الأقصى. ففي قطاع المواد الدهنية بلغت حصة النفط والغاز عام 1967، 98% في حين ان حصة الفحم الحجري كانت 2% فقط. أما في قطاع المواد العطرية فقد وصلت حصتها عام 1968 الى 92% تاركة 8% فقط للفحم الحجري.
المواد الكيماوية غير العضوية
ويتغلغل النفط والغاز الطبيعي، اللذان يمكن استخدامهما أيضا في انتاج الامونيا «النشادر» والكبريت وسناج الكربون، في صناعة المواد الكيماوية غير العضوية في أوروبا الغربية واليابان. ففيما يتعلق بالامونيا يظهر ذلك بوضوح في الأرقام التي تضمنها تقرير منظمة التعاون والتطوير الاقتصادي. فقد ارتفع انتاج الامونيا في أوروبا الغربية بنسبة تبلغ نحو 9% فوصل خلال عام 1968 الى أكثر من 8 ملايين طن. أما الانتاج في الولايات المتحدة الذي بلغ خلال عام 1968 نحو 9 ملايين طن فقد كان أقل مما كان في عام 1967 وذلك بسبب بلوغه الى حدود تفوق طاقته من جهة وبسبب انخفاض الأسعار في صناعة الأسمدة الكيماوية من جهة أخرى. وهي ظروف ولدت بعض الصعوبات في معظم الاقطار التابعة لمنظمة التعاون والتطوير الاقتصادي خلال عام 69م.
البلاستيك والمطاط
إذا نظرنا الى الصناعات الكيماوية كمجموع نجد ان انتاجها قد ارتفع في غضون الأشهر الستة الأولى من عام 1969 بنسبة قدرت بنحو 10 في المائة مع العلم بأن اليابان وأوروبا الغربية سجلتا مرة أخرى نسبة أسرع مما سجلتاه في العام السابق. وهذا النمو في منطقة الأقطار التابعة لمنظمة التعاون والتطوير الاقتصادي يعود في الدرجة الأولى الى التقدم الكبير الذي تم احرازه في صناعتي البلاستيك والمطاط اللتين يستخرج الجانب الأكبر من انتاجهما من البترول. وفي غضون عام 1968 ارتفع انتاج أوروبا من المواد البلاستيكية بنسبة 21 في المائة فوصل الى 5 ،8 ملايين طن مع ملاحظة ان المانيا الغربية سجلت الرقم الأول في الانتاج فضلا عن تسجيلها معدل نمو سنوي بلغ أكثر من 24%. ومع ذلك فقد كان معدل نموها هذا أدنى من معدل النمو الذي سجلته اليابان التي بلغ مجموع انتاجها في نفس العام 4 ،3 ملايين طن مع تسجيل معدل نمو بلغ 26 في المائة. أما في الولايات المتحدة فقد ارتفع الانتاج بمعدل 5 ،16 في المائة فوصل في العام السابق الذكر نفسه الى أكثر من 2 ،7 ملايين طن.
وارتفع انتاج المطاط الاصطناعي في أوروبا من 853000 طن في عام 1967 الى 1037000 طن في عام 1968 في حين ان الانتاج في الولايات المتحدة زاد في نفس الفترة بنسبة 5 ،11 في المائة فبلغ 2165000 طن وانخفض انتاج كندا انخفاضا ضئيلا فهبط من 200000 طن في عام 1967 الى 197000 في العام التالي وأما اليابان فقط سجلت أكبر نسبة للنمو إذ بلغت هذه النسبة 36 في المائة فبلغ انتاجها في عام 1968، 381000 طن.
(*) الأقطار الأعضاء في منظمة التعاون والتطوير الاقتصادي هي: النمسا، بلجيكا، لوكسمبورغ، كندا، فرنسا، ألمانيا الغربية، ايطاليا، هولندا، المملكة المتحدة، دانمارك، النرويج، السويد، سويسرا، ايرلندا، اليونان، تركيا، اسبانيا، فنلندا، الولايات المتحدة الأمريكية، البرتغال وايسلندا.
|