قرأت ما كتبه الاستاذ الشاعر د. عبدالرحمن بن صالح العشماوي في زاوية دفق قلم بعنوان «لن يعدو الحاقد قدره».
وسررت بما كتب وبما بين وبما توصل اليه الكاتب، فما حدا بي الى كتابة هذه الاسطر وفيها:
1- اشكر الاستاذ الكريم عبدالرحمن العشماوي على مقالته المهمة التي فيها تنبيه لبعض ما يغيب عن كثير من الناس، حول خلق كثير أشربوا في قلوبهم الحقد والكره على المسلمين من جميع اصنافهم واشكالهم، ومع الاسف الشديد أمنهم ممن ينتسب الى المسلمين والعرب.
2- احث الكاتب على مواصلة الكتابة حول هذا الموضوع والترابط مع بعض الكتاب الآخرين، وبعض رجالات التعليم حول ما يحاك لهذه البلاد، ولهذا المجتمع، وما يدس له وما يكذب حوله، وان كان يظهر في بعض الاحيان على صورة النصيحة او بأي شكل آخر.
3- هذا الموضوع حين التأمل نجد انه من اعظم المواضيع واهمها ولاسيما في هذه الفترة العصيبة المحيرة التي تمر بها أمة الاسلام عامة، وهذا البلد الامين خاصة، وعلماؤها وساستها خاصة خاصة،ذلك ان الحسد والحقد من اصول المعاصي التي عصي الله بها في الارض فهو من الصفات التي يتسم بها عدو الله ابليس، الذي هو عدو عباده وخلقه، الذي يحرص على ان يغرس هذه الخصال في الخلق فكان من ذلك حسد ولد آدم لاخيه الذي انتهى به الى القتل لأخيه وهو اول قاتل من ولد ادم، والمملكة العربية السعودية التي هي ارض البقاع الطاهرة، وبها قبلة المسلمين، ومهوى افئدتهم ما سلمت من ويلات هذه الامراض ولا سلمت من حسد الاعداء وحقدهم وكيدهم وأذاهم حكومةً وعلماء وشعباً، والله حسبنا ونعم الوكيل.
ويزداد الفؤاد ألماً حين يجد الناظر ان اعداء هذه البلاد اكثرهم ممن كان مستظلاً بظلها، متنعماً بخيراتها، وممن عاش مرعياً في كنفها بحفظ الله ونعمه ورعايته.
ومما يندى له الجبين ان الفطن يجد بعضاً أو كثيراً من حساد هذه البلاد قد عملوا في مناصب علمية في جامعات هذه البلاد ومجالاتها التعليمية، وكانوا يخفون مطامعاً بسمات الضعف تخفيها، فلا تكاد تجد احدهم الا وهمه الطعن والنقيصة من حكام هذه البلاد وعلمائها وشعبها، بحق او بغير حق، وكذلك يحاول هؤلاء زعزعة ثقة ابناء المسلمين في هذه البلاد بشعبهم وبأهلهم وعلمائهم.
وانا من هذا المنطلق انصح نفسي واخوتي المؤمنين بالله ولقائه، بأخذ الحذر والحيطة من فتن هذا الزمان، ومما يحيكه ويدبره الاعداء والحقدة والمردة على المسلمين، وان كنت لا ادعي العصمة وكمال الحال وزكاء السيرة لمجتمعنا، فعندنا اخطاء، وعندما مآخذ وملاحظات كما ان غيرنا عنده وكما هي عادة الخلق، وفي كل واد بنو سعد.
كما انصح نفسي وغيري من المسلمين ممن يطلع على المقال ان يحرص على سلامة نفسه من الفتن ومن امراض القلوب الخطيرة التي من اشدها فتكاً الحقد والحسد، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يروي عنه:« ان الحسد ليأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب».
واوصي كل مؤمن ومسلم ابتلي بأحد من اهل هذه الخصال الذميمة بالصبر، والاحتمال، والبعد عن كل ما يشين بسيرة المرء، وما احسن ما قاله الشاعر:
اصبر على حسد الحسود فإن صبرك قاتله
فالنار تأكل بعضها ان لم تجد ما تأكله
|
راشد بن عبدالله القحطاني - الخبر
|