|
|
كما أن للكاتب أسلوباً من ذاته فله كذلك قاموس مفردات بذاتها، وتتراكم هذه المفردات بمضي الزمن واحتراف الكتابة حيث يبدأ الكاتب يحب مفردة ويكره أخرى، والتحليل البسيط «المفردة» أي كاتب كفيل بتوضيح ما أعنيه هنا، ومضامين هذا القول تنطبق على «شدو» فهي مثل بقية زميلاتها من الزوايا الكتابية قد وصلت بفعل تواتر السنين الى مشارف التشبع «المفرداتي» ان صح التعبير، ودليل ذلك أن شدو تمتلك الآن قاموسين: قاموس لما تحب من مفردات وآخر لما تكره منها، وفي هذه المقالة وعلى العكس مما هو معتاد تستعرض شدو قاموس بعض مفرداتها سيئة السمعة «نفسيا»، من ضمنها تمثيلا لا حصرا كلمة «نقل» بكافة اشتقاقاتها اللغوية، فهذه الكلمة - رغم الضآلة الهجائية - حبلى بكل ما هو غث وسمين، فوظيفيا هناك النقل التأديبي وتعليميا لا يخفاكم «حيص بيص» تنقلات المدرسين والمدرسات، أما مروريا فيكفينا من كلمة نقل شاحنات النقل وحوادثها المميتة في شوارعنا، بل يكفي كلمة «نقل» سوء سمعة تطبيقاتها العسكرية حيث ان مجرد كلمة نقل قوات تعني المزيد من القتل والوحشية في عالم مليء أصلا بالوحشية القاتلة، ولا تهون بالطبع كلمة فترة (انتقالية) بكل آفات الاستعمار السابق واللاحق، وحتى رياضيا فلهذه الكلمة أبعاد سيئة حيث ان مجرد «انتقال» الكرة من ملعب الهلال الى ملعب خصمه غير اللدود قط وابدا لا يعني للأخير سوى الهزيمة النكراء، اما طبيا فبالطبع يكفينا من كلمة نقل عمليات «نقل» الأعضاء الفاشلة التي غالبا ما يكون ختامها «الانتقال» الى رحمة الله. |
![]()
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |