صدر أمس البيان المشترك عن المحادثات التي تمت في جدة بين وفد المملكة العربية السعودية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ووفد الجمهورية العربية اليمنية برئاسة دولة الفريق حسن العمري عضو المجلس الجمهوري والقائد العام للقوات المسلحة وهذا هو نص البيان:
ترسيخاً للصلات الروحية والروابط التاريخية التي تربط الشعب اليمني بأخيه الشعب العربي السعودي وإيماناً بوحدة الهدف والمصير للبلدين الشقيقين قام وفد من الجمهورية العربية اليمنية على مستوى عال يضم كبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين ورؤساء للقبائل برئاسة دولة الفريق حسن العمري عضو المجلس الجمهوري والقائد العام للقوات المسلحة بزيارة للمملكة العربية السعودية في الفترة ما بين 17 إلى 23 جمادى الأولى 1390هـ الموافق 21 إلى 27 من شهر يوليو 1970م . وقد استقبل وفد الجمهورية العربية اليمنية من قبل الشعب السعودي وحكومته استقبالاً ودياً وحاراً عبر عما يكنه هذا الشعب لشقيقه الشعب اليمني الذي تربطه به أواصر الدين واللغة والدم والجوار من محبة وتقدير تعززهما وحدة الآمال والمصير المشترك.
وقد قام الوفد اليمني بأداء مناسك العمرة في مكة المكرمة وزار المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة.
كما قام بزيارة جلالة الملك فيصل عاهل المملكة العربية السعودية وكبار المسؤولين فيها. وقد أتاحت هذه الزيارة للوفد اليمني فرصة الاطلاع على ما حققته المملكة العربية السعودية من منجزات حيوية تهدف إلى إسعاد الشعب ورفاهيته بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك فيصل المعظم وحكومته الرشيدة. وخلال هذه الزيارة وبعد ان تأكدت المملكة العربية السعودية من وفاء الجمهورية العربية اليمنية بالتزاماتها تجاه جميع إخوانها اليمنيين حسبما تم الاتفاق عليه فيما بينهم اعترفت المملكة العربية السعودية بالجمهورية العربية اليمنية كخطوة بناءة لإرساء قواعد التعاون المثمر بين البلدين الشقيقين. وانطلاقاً من هذا المبدأ تشكل وفد المفاوضات الرسمي عن الجانب اليمني برئاسة دولة الفريق حسن العمري عضو المجلس الجمهوري والقائد العام للقوات المسلحة وعضوية كل من دولة السيد أحمد الشامي عضو المجلس الجمهوري ، دولة السيد محسن العيني رئيس الوزراء ووزير الخارجية، معالي الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس المجلس الوطني، معالي السيد أحمد عبده سعيد نائب رئيس الوزراء للشؤون المالية، معالي المهندس محمد أحمد الجنيد وزير الزراعة، معالي القاضي حسين مرفق وزير العدل. ومن الجانب السعودي برئاسة سمو الأمير فهد بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية وعضوية كل من سمو الأمير مساعد بن عبدالرحمن وزير المالية والاقتصاد الوطني، سمو الأمير نواف بن عبدالعزيز المستشار الخاص لجلالة الملك المعظم، معالي الدكتور رشاد فرعون المستشار الخاص لجلالة الملك المعظم، معالي السيد عمر السقاف وزير الدولة للشؤون الخارجية.
وقد أجرى الجانبان مباحثات اتسمت بروح الود والصراحة والتفاهم التام على جميع الأمور التي كانت مدار البحث والتي تناولت الأمور التي تهم البلدين بصورة خاصة والعالم العربي والإسلامي بصورة عامة.
ففي مجال مستقبل العلاقات بين البلدين اتفق الجانبان على تبادل التمثيل الدبلوماسي بين البلدين بدرجة سفارة وتبادل الوفود الاقتصادية والتجارية والثقافية بينهما على مختلف المستويات لعقد اتفاقيات ثنائية في جميع هذه الميادين.
وأكد الجانبان عزمهما على التعاون البناء المثمر الهادف لمصلحة البلدين الشقيقين. وفي النطاق العربي يؤمن الجانبان إيماناً عميقاً بأن قضية فلسطين هي قضية كل عربي وكل مسلم وان على الدول العربية والاسلامية ان تتضافر جهودها وتحشد طاقاتها لتحرير الأراضي العربية المغتصبة والأماكن الدينية المقدسة من براثن الصهيونية الغادرة ويقف الجانبان بعزم وتصميم إلى جانب الشعب الفلسطيني في كفاحه العادل لاسترجاع وطنه السليب واسترداد حقوقه المغتصبة.
ويؤكد الجانبان تمسكهما بتعاليم الشريعة الإسلامية السمحة وهما يعتقدان اعتقاداً جازماً أن الإسلام هو دين السلام والحرية والعدالة الاجتماعية الحقيقية وان في تعاليمه ما يحقق الخير والرخاء لجميع بني البشر.
وقد شكر الوفد اليمني جلالة الملك فيصل وأعضاء حكومته والشعب السعودي على الترحيب الحار الذي قوبل به والمنبثق عن عروبة أصيلة وروح اسلامية عميقة الجذور في نفوس أبناء الشعب السعودي النبيل وقيادته الواعية الرشيدة.
| 
