*تبوك - عبدالرحمن العطوي:
بمناسبة زيارة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية لمنطقة تبوك تحدث ل «الجزيرة» فضيلة رئيس محاكم منطقة تبوك الشيخ عبدالعزيز بن صالح الحميد حيث قال لا شك أن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية لمنطقة تبوك تأتي في ظل حرص واهتمام قيادة هذا البلد وللوقوف على ما تحقق من إنجازات في منطقة تبوك وللاجتماع بالمواطنين سواء كانوا مسئولين أو مواطنين.
وإنني ونيابة عن أصحاب الفضيلة القضاة في محاكم منطقة تبوك وكتاب العدل وطلبة العلم والدعاة نرحب بسمو الأمير نايف وندعو الله سبحانه وتعالى أن يكلل هذه الزيارة بما يصبو إليه ولاة أمر هذه البلاد وبما يصبو إليه سموه وسمو أمير المنطقة وسمو نائبه والمواطنون وإذ أرحب بسموه الكريم بهذه الزيارة الميمونة لأؤكد على عدة ثوابت أولاً أن الله سبحانه وتعالى حبى هذه البلاد المملكة العربية السعودية بنعمة كبيرة وهي نعمة الالتفاف والوحدة الوطنية قيادة وشعباً هذه الوحدة الوطنية التي هي بحمد الله مضرب مثل وافتخار لكل منصف ومطلع على ما تعيشه مملكتنا وسائر مناطقها من أمنٍ وتطور حضاري في شتى المجالات والأمر الثاني أن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وهو على قمة الأمن الداخلي في المملكة العربية السعودية نعلم ما يقوم به سموه من حرص ومتابعة على أمن هذه البلاد في شتى مناطقها بل في كل شبر من البلاد واستطاع سموه بحمد الله من خلال تجربته وما منحه الله سبحانه وتعالى من بعد نظر أن يسير دفة هذا الأمن لما يصبو إليه كل مواطن في ربوع المملكة العربية السعودية بأمن وطمأنينة وتطور ووحدة كلمة وهذا في الحقيقة إذ يسجل لقيادة هذه البلاد أيضاً يسجل لسموه وسمو نائبه لما يقوم به بمتابعة صادقة. والأمر الثالث أن هذه البلاد الآمنة تنعم بتطور حضاري في شتى المجالات والمنصف يدرك ما وصلت إليه المملكة العربية السعودية من تطور في مختلف المجالات التنموية والمجالات الثقافية والعلمية الذي وصل إلى كل مدينة وهجرة وقرية وكل هذا لم يأت من فراغ وإنما أتى بحمد الله من سياسة حكيمة رسمت من عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله وحتى قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني الأمير سلطان بن عبدالعزيز والأمر الرابع أن المملكة العربية السعودية وهي تعيش هذه المنجزات الحضارية لها ثقلها الاسلامي والعربي فهي تضم أعظم بقعتين في الأرض هما المسجد الحرام والكعبة المشرفة ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم ونفخر بأن هذه البلاد لتتميز بهذه القدسية الدينية والإسلامية ونعلم أن المملكة العربية السعودية تطبق الشريعة الإسلامية وتحتكم إلى الشريعة الإسلامية وأيضاً تبرز للعالم صلاحية الشريعة الإسلامية لتكون دستور حياة ولتكون مرجعية للعالم الإسلامي ومثالاً حياً على صلاحية الإسلام مع تطور الزمان والمكان والأمر السادس الذي يسجل لهذه البلاد أن ما أشرت إليه ينطوي تحت وحدة سياسة ووطنية استطاعت هذه الوحدة أن تبرهن للعالم مدى التماسك الوطني وفخر الشعب السعودي بهذه المنجزات أقول التماسك الوطني لأنه من الأهمية بمكان وهو يأتي تحقيقاً لدعوة الله سبحانه وتعالى إذ يقول في كتابه (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) وفي قوله تعالى ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) وإنني لا أدرك إدراكاً تاماً كأي مواطن يطلع على هذه الحقائق ويشهد بها عن قرب أدرك أن هذه البلاد محسودة على ما تنعم به من هذه المنجزات وفي نفس الوقت أدرك ما تواجه من صعاب وتحديات من أعداء الإسلام سواء من داخلها أو خارجها ورغم هذه الصعوبات إلا أنني على يقين أولاً بالله سبحانه وتعالى ثم بتماسك هذه البلاد ثم بالوحدة الوطنية التي تعيشها هذه البلاد ولهذا أثبتت الأيام على مر التاريخ منذ توحيد هذه المملكة إنها تواجه مثل هذه الصعاب بل وأشد منه ولكن تخرج منه وهي أشد قوة وتماسكاً. إنني أجد هذه المناسبة التي تشهد زيارة سمو وزير الداخلية لمنطقة تبوك لأشيد بما وصلت إليه منطقة تبوك من تقدم حضاري واجتماعي وتطور مدني كل ذلك بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بجهود ومتابعة صادقة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك وسمو نائبه الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود وأن من يعيش في هذه المنطقة يلمس التطور الحضاري خلال العشرين سنة الماضية كماً ونوعاً وندرك ما وصلت إليه من تطور عمراني وزراعي واجتماعي وهذا يوجب علينا شكر المنعم سبحانه وتعالى ثم شكر ولاة أمرنا وقدم شكري الخاص لسمو أمير منطقة تبوك وسمو نائبه.
وقدم رئيس محاكم منطقة تبوك في نهاية كلمته لهذا الملحق نصيحة توجيهية للشباب قال فيها ونحن نمر بهذه الظروف التي نسأل الله أن تمر بسلام لما أشرت إليه من تماسك وطني ووحدة سياسية متماسكة، أذكر إخواني الشباب بأن بلادهم مستهدفة وأن أمنها ورعاية منجزاتها لا تقتصر على رجال الأمن وأن كل مواطن من أبناء هذا الوطن مسؤول عن ذلك وأذكرهم بأن دينهم بمفهومه الصحيح وبعقيدته السليمة وبنصوص كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا تجيز مثل هذه الأفعال التي تصدر من فئة ضالة سلكت طريق الغلوفي الدين وأذكر إخواني الشباب بأن عليهم واجباً وطنياً تجاه وطنهم وأسرهم وقبل ذلك تجاه أنفسهم وتمسكهم بدينهم بمفهومه الصحيح بدون إفراط ولا تفريط لأن الشباب مستهدف من أعدائه ومن لا يدرك خطورة هذا الترصد وهذا العدو المتربص به قد يخسر شيئاً كثيراً إن لم يعلم حقيقة ما يراد له ونحن على ثقة بأن غالبية شباب هذا الوطن يدركون ما أشرت إليه وإذ وقع ما وقع من بعض الشباب فهم لا يمثلون إلا نسبة قليلة وهي نسبة قد أضرت بنفسها وانخدعت بما سول لها هذه الأعمال المشينة التي هي بعيدة كل البعد عن المفهوم الصحيح لعقيدتنا وديننا ولشريعتنا السمحة المبنية على التسامح ولهذا فإن من يدرس عقيدة أهل السلف الصالح عقيدة أهل السنة والجماعة يعلم أنه لا يمكن لهذه العقيدة أن تجيز هذه الأحداث وهذا الاعتداء الآثم سواء كان على مواطنين أو مستأمنين لهم علينا حق الأمان بموجب ما قرره العلماء رحمهم الله في أحكام أهل الذمة ومطالب من الشباب الالتفاف حول علمائه وقادته والمصلحين من الدعاة الغيورين على دينهم الفاهمين لعقيدتهم وإننا ندعو الشباب في هذا الوقت لذلك.لأن الله عز وجل يقول (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون).والرسول صلى الله عليه وسلم بين أنه تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك وأن معرفة ضوء النهار من ظلام الليل لا يمكن أن يدرك إلا عن طريق الفهم الصحيح لهذا الدين العظيم الذي ختم الله به الشرائع السماوية وجعله المنقذ للبشرية (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر).
|