ليس بالضرورة أن تتناسب شعبية النادي وجماهيريته طردياً مع عدد سنوات عمره، لأن المساحة الجماهيرية لها عوامل عدة تؤثر فيها سلباً أو إيجاباً ومن جملة تلك العوامل إنجازات النادي وبالأخص في لعبة كرة القدم وبطولاته ووفرة النجوم فيه، كما تقاس الشعبية والقاعدة الجماهيرية بدلائل وبراهين لا بالتخمين والعاطفة والادعاء والمغالطات.
وفي ظل غياب الإحصاءات الرقمية الموثقة والدراسات العلمية الاستقصائية لأعداد جماهير كل ناد فإن القياس سيكون حسب الأدلة والبراهين مثل اتساع قاعدة الالعاب الممارسة في النادي ووفرة اللاعبين والنجوم الذين يبرزهم النادي ومقدار دعمه للمنتخبات الوطنية المختلفة باللاعبين وأعداد الجماهير التي تحضر مبارياته في مختلف المناطق وليس في منطقة واحدة وقدرته على إبراز مدربين وإداريين مميزين في مختلف الألعاب.. وهكذا. والقاعدة الجماهيرية بالنسبة لأي ناد هي كالبحر الذي يستمد منه النادي مقوماته وموارده البشرية ففي حين نرى جماهيرية بعض الاندية كالمحيطات العميقة والهادرة نرى أخرى كالبحار.. وأخرى كالانهار وغيرها كالأودية والبعض منها كالسواقي ومنها من تغير مجراها وأصبحت تصب في أحواض أندية أخرى وهناك من أصابها الجفاف.. وهكذا.
وحسب المؤرخين فنادي الاتحاد هو الأول تأسيساً بين الأندية السعودية ولذلك أصبحت له الريادة والأولوية في هذا الجانب ولا يمكن لأحد أن ينازعه فيه، ولكن الأقدمية في التأسيس لا تعني أبداً اتساع القاعدة الجماهيرية، ولست هنا في وارد التشكيك في شعبية الاتحاد ولا في جماهيريته ولكن بعض الدلائل تعطينا مؤشرات ربما لا تعجب الاتحاديين عن واقع جماهيرية ناديهم وحجمها، فمثلا الفريق الاتحادي الأول لكرة القدم يتكون 90% من أفراده من لاعبين جاءوا من خارج النادي كما يدربه وطني معار من ناد شقيق حيث عجز النادي طوال تاريخه المديد عن صنع مدرب وطني (عليه القيمة) وكذلك حاله مع الكفاءات الادارية فقد حارت الإدارات الاتحادية المتعاقبة في منصب مدير الكرة ولم تفلح في الوصول لكفاءة إدارية من أبناء النادي تشغل هذا المنصب ممار اضطر الإدارة الحالية للاستعانة بأحد الاشقاء الوافدين للقيام بهذه المهمة، ولم يبق ما يشير إلى جماهيرية الاتحاد إلا مجموعة الرابطة المرابطة في المدرج الجنوبي من ستاد جدة والتي لا ترى إلا في هذا الموقع بينما يلف الصمت مباريات الاتحاد في المناطق الأخرى.
|