أرفقت إسرائيل موافقتها على خريطة الطريق بتصويت آخر منفصل رفضت من خلاله مناقشة حق العودة الفلسطيني، وعلى الرغم من أن خريطة الطريق لا تشير تحديداً إلى حق العودة لكنها تدعو إلى حلٍ عادل ومنطقي في المرحلة النهائية لعملية السلام.
وبينما تجنبت حكومة شارون بهذه الموافقة الشكلية على خريطة الطريق إحراج الولايات المتحدة التي تلقي بثقلها خلف الخطة فانها امتصت جانباً من غضب المتطرفين اليهود برفضها مسبقاً حق العودة.. لكن المحصلة النهائية هي ان إسرائيل تضع المزيد من العراقيل امام السلام برفضها بنداً أساسيا في هذا السلام وهو حق عودة أكثر من خمسة ملايين لاجىء فلسطيني ينص عليه قرار دولي..
وقد جاءت موافقة إسرائيل على هذه الخريطة بعد تسويف امتد طويلاً فاسرائيل أصلاً لا ترى مستقبلاً لخطة تتحدث عن دولة فلسطينية وعن وقف بناء المستوطنات وإزالة الجديدة منها كما تتحدث عن امكانية مناقشة قضية اللاجئين.
ويراهن شارون وهو يقبل هذه الخطة على انها لن ترى النور حيث ستموت تحت وقع العمليات الفلسطينية، فهو واثق من انه سيستدرج الفلسطينيين لتنفيذ عدة هجمات ويومها سيعلن شارون على الملأ انه لا يستطيع أن يلتزم بخطة لم يلتزم بها الفلسطينيون ذاتهم.
ولهذا فان إسرائيل اشترطت مسبقا ان يتم تنفيذ الالتزامات الفلسطينية حول خريطة الطريق قبل ان تقوم إسرائيل بالمطلوب منها.
إن إسرائيل هي التي تحتل الأرض وهي التي تمنع أصحاب هذه الأرض من العودة ولا يمكن في كل مرة التساهل مع إسرائيل لكي تقبل هذه المبادرة أو تلك ثم تتحلل من التزاماتها بكل سهولة وذلك في سياق مستمر لا ينتهي من المراوغات السياسية التي تدفع الجانب الآخر إلى اليأس، وهو يرى ان عدم الالتزام الإسرائيلي لا يكلف إسرائيل أي ثمن سياسي ولا يجلب عليها أي ضغوط.
|