لماذا الهجوم على شيخ الإسلام؟

  لقد أنعم الله علينا معشر المسلمين في بلاد الحرمين الشريفين بالأمن والأمان وتحكيم شريعة الرحمن وقدحُرِمَها خلق كثير في هذا الزمان، وهذا أمر يذكر فيشكر لولاة الأمر وفَّقهم الله لكل خير.
وإن مما يُسر به كل مؤمن ومؤمنة ما نسمعه من ولاة الأمر من تأكيد تطبيق الشريعة الإسلامية وتحكيم الكتاب والسنة والسير على طريق السلف الصالح فهنيئاً للمسلمين في بلاد الحرمين الشريفين هذه القيادة الموفقة الثابتة الراسخة.
إننا في هذه البلاد ولله الحمد، ننعم بنعم عظيمة:
فالأمن لا مثيل له في العالم.. وطيب الحياة والاطمئنان مضرب الأمثال وإعجاب الشعوب، ودور العبادة وجدت من العناية ما يفوق الوصف، فها هنا الحرمان الشريفان، شاهدا صدق على ذلك، وها هي منائر المساجد تعلو في كل مكان، والدعوة إلى الله أساس عظيم تبنته هذه البلاد منذ تأسيسها إلى يومنا هذا ولم يكن في الداخل فحسب، بل شمل العالم بأسره، فها هي منائر الدعوة في بلاد الغرب والشرق تشهد بذلك.
وأما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهو ركن ركين وقد تميزت به بلادنا عن غيرها من بلاد المسلمين، وكم أثلج صدورنا ورفع رؤوسنا، تلك الكلمات العظيمة التي خرجت شاهد صدق على اتخاذ ولاة الأمر الشريعة الإسلامية دستوراً للبلاد لا مساومة عليه، تلك الكلمات التي صرَّح بها سمو وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز أيَّده الله، في عدم التفكير في إلغاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأنها هيئة دولة وهي أساس في الدولة.
إن بلاد الحرمين الشريفين، هي معقل الإسلام وقبلة المؤمنين، وعلى كل مسلم فيها أن يعتز بذلك وأن يحافظ على القيم الإسلامية الأصيلة والترابط بين الحاكم والمحكوم الذي نصت عليه آيات القرآن وأحاديث النبي عليه الصلاة والسلام.
وإن الواجب على الجميع تقوى الله تعالى، ولزوم الجماعة والبعد عن إثارة الفتنة أو السعي إلى إشاعة البلبلة في صفوف المسلمين، وإن من الناس من شطح قلمه أو زاغ فكره، فأخذ يكيل الاتهام لمؤسسات الدولة الإسلامية أو المناهج الدراسية التي اختيرت بعناية تحت إشراف مختصين ووزارات في الدولة التي أخذت على نفسها العهد والميثاق ألا تزيغ عن الشريعة الإسلامية.. وإن من الناس أيضاً من صبَّ جام غضبه على الوسائل الدعوية أو اللوحات الإرشادية التي تذكِّر الناس وتعلِّم الجاهل، ولا أدري لماذا شرق أولئك بهذا وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ومن آخر ما اطلعت عليه ذلك الهجوم السافر على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ولا يدري من هاجمه انه حَمَّل كلام شيخ الإسلام ما لا يحتمل وأنزله في غير موضعه، ونسي أو تناسى أن كتب شيخ الإسلام قد تبنتها حكومة بلاد الحرمين الشريفين منذ القدم، وتدرس في مراحل التعليم الجامعي، ويشرحها كبار العلماء وتسابق المحسنون من ملوك وأمراء وأثرياء لطبع كتبه وتوزيعها مجاناً، فما هذا الافتراء والله المستعان.
وإلى كل مسلم أقول:
ما أحوجنا اليوم إلى وحدة الكلمة ولم الشمل ونبذ كل ما يهدد أمننا أو يفرِّق جمعنا، كيف لا وأعداء الإسلام يتربصون بنا الدوائر.
اللهم احفظ أمننا ورغد عيشنا وأعذنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم أعزنا بالإسلام وأعز الإسلام بنا، اللهم لا تسلط علينا عدواً ولا حاسداً يا رب العالمين.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.