* واشنطن طهران الوكالات:
يشهد البيت الأبيض اليوم الثلاثاء اجتماعا على مستوى عال لبحث الاستراتيجية الأمريكية حيال إيران وسط تباين في الآراء بين فريقين من أعضاء الكونجرس والادارة الأمريكية يساند أحدهما تبني سياسة متشددة ويحذر الأخر من النتائج السلبية لتشديد الضغوط على الإيرانييين خاصة مؤيدي الاصلاح.
وسوف يشارك في لقاء اليوم الرئيس الأمريكي جورج بوش بالاضافة الى كبار مساعديه مثل وزير الخارجية كولين باول ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد ومستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جورج تينيت فضلا عن نواب وزيري الدفاع والخارجية مثل المتشدد بول ولفويتز.
وقد سيطرت قضية إيران على التغطية الاعلامية في الولايات المتحدة خاصة عقب نشر صحيفة واشنطن بوست تقريرها الذي نقل عن مسئولين أمريكيين قولهم ان واشنطن قد تتبنى سياسة متشددة حيال إيران من بينها زعزعة الحكومة.وقد علق «جافاد ظريف» المندوب الإيراني لدى الأمم المتحدة على تلك الأنباء بتوجيه عبارات نقد لاذعة ضد الحكومة الأمريكية وأكد أن إيران ستقاومها.
وقال ظريف في تصريحات لمحطة تلفازية: هذا دليل على المدى الممكن أن تتعامل بها الحكومة الأمريكية مع القانون الدولي وأصول التصرف المتحضر.
وحين سئل السفير الإيراني عما إذا كانت الولايات المتحدة تريد تغيير النظام الحاكم في إيران قال ان بعض العناصر في الولايات المتحدة حاولت القيام بذلك، وأعتقد أنه في النهاية سوف يسيطر بعض التعقل في واشنطن.
وقال السفير الإيراني ان بلاده تتبع سياسة جادة للغاية من أجل تخفيف التوتر مع كل دول العالم بما في ذلك الولايات المتحدة، وإذا كانت الولايات المتحدة مهتمة بتخفيف التوتر فان إيران مستعدة للقيام بالشيء ذاته.. وفي الوقت ذاته إذا كانت الولايات المتحدة تريد فقط التحدث عبر لغة الضغط فان إيران سوف تقاوم.
ويقف وراء تبني لهجة متشددة ضد إيران الجناح اليميني المتطرف في الولايات المتحدة وبعض كبار المسئولين بوزارة الدفاع مثل رامسفيلد ونائبه ولفويتز، والفريق الذي يتشدد ضد إيران هو ذات الفريق الذي دفع بالحرب ضد العراق الى المقدمة.
وتتركز القضايا محل الخلاف بين واشنطن وطهران في زعم الأمريكيين بمساندة إيران للارهاب ودعمها المالي والسياسي لحزب الله اللبناني ومعارضة إيران لجهود السلام بالشرق الأوسط وتطويرها لبرنامج أسلحة دمار شامل، وقد أضيف لتلك البنود موخرا مزاعم توفير إيران ملاذا آمناً لعناصر تنظيم القاعدة الهاربين من أفغانستان وكانت الحكومتان الأمريكية والإيرانية قد بدأتا حوارا غير رسمي في إطار ما يسمى بعملية جنيف.غير أن صحيفة واشنطن بوست ذكرت في تقريرها الأخير أن تلك الاتصالات توقفت عقب الهجوم الذي وقع في الرياض في الثاني عشر من الشهر الحالي حيث يقول الأمريكيون ان عناصر من تنظيم القاعدة الموجودة في إيران تورطت في تخطيط الهجوم.
غير أن السفير الإيراني ظريف قال في حديثه للمحطة الأمريكية ان المزاعم التي تكررها الادارة الأمريكية ضد بلاده في هذا الصدد ليست جديدة مشيراً الى أن أعضاء تنظيم القاعدة الموجودين في إيران يخضعون للتحقيق والمحاكمة وليسوا في ملاذ آمن.
ويقول المراقبون ان الموقف في إيران يختلف عنه في العراق من حيث وجود فريقين يتصارعان على السلطة في إيران أحدهما فريق الاصلاح الذي يقوده الرئيس الإيراني محمد خاتمي في مقابل فريق المحافظين الذي يقوده مرشد الجمهورية على خامنئي.
كما تطال الخلافات المجال النووي فقد أكد الرئيس الإيراني محمد خاتمي الاحد الماضي على حق إيران في استخدام التكنولوجيا النووية لاغراض سلمية.
وقال خلال اجتماع مع وزير الخارجية الاسترالي الكسندر داونر الذي زار إيران: نحن لا نسعى إلى الحصول على أسلحة الدمار الشامل. والحق في الاستخدام السلمي للطاقة النووية يجب منحه إلى البلاد التي تحتاج إليه.
واستبعد خاتمي اتهامات تتعلق بالنشاط النووي أثارتها الولايات المتحدة، وكرر القول أن إيران وقعت بروتوكولات بشأن حظر نشر أسلحة الدمار الشامل وأنها تعاونت دوما مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومما يذكر أن الادارة الامريكية عبرت عن اعتقادها أن إيران تتحرك سريعا صوب إنتاج أسلحة نووية وكثفت مؤخرا جهودها لرصد المخاوف الدولية وحشدها إزاء البرنامج النووي الإيراني.وزعمت جماعة إيرانية معارضة في المنفى ان لديها ادلة جديدة على ان إيران تطور أسلحة نووية.
وقال متحدث باسم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية انه علم من مصادر رفيعة في إيران بوجود موقعين نووية سريين ومنشآت ابحاث يديرها النظام الديني.
وأبلغ علي صفوي عضو لجنة الشؤون الخارجية للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية رويترز انه لا توجد لديه تفصيلات كاملة بشأن هذه الادلة ولكنه توقع تقديم تقرير أشمل اليوم الثلاثاء.
| 
