الحرب المدمرة التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية على أفغانستان وانتهت بسقوط نظام طالبان، سواء كانت انتقاماً للعمليات الارهابية التي حدثت في 11 سبتمبر من عام 2001، أو لمحاصرة الارهاب الدولي والقضاء عليه، فإن هدفها الأساسي هو محاربة تنظيم القاعدة الذي يعد المسؤول الرئيسي عن العمليات الارهابية التي طالت المصالح الأمريكية وغير الأمريكية في العديد من الدول الافريقية والعربية، كما أن الحرب على العراق، وما انتهت إليه من إسقاط نظام صدام حسين واحتلال العراق، تعود أسبابها الرئيسية إلى اتهام النظام السابق بمساندته ودعمه للإرهاب الدولي.
وسواء كانت الأسباب والحجج الأمريكية صحيحة، أولها جزء يسير من الصحة أو كانت حتى مجرد مزاعم، إلا ان المحصلة النهائية ان واشنطن وجدت في دعم نظام طالبان للأعمال الإرهابية التي تنفذها منظمة القاعدة وعناصرها الذين يتدربون ويتخذون من أفغانستان مقراً لهم المبرر والعذر الذي اتخذته لتدمير واحتلال افغانستان، وقد تعززت أعذار وحجج الأمريكيين باعتراف قيادة القاعدة بارتكابهم وتخطيطهم للعمليات الارهابية في أكثر من بلد عربي وفي البلدان الافريقية بل حتى في أمريكا، وحثهم لأنصارهم وغير أنصارهم لارتكاب مثل هذه الأعمال، مما أعطى المبرر لأمريكا وكل الدول التي تضررت من هذه العمليات الارهابية لدعم الحرب الدولية ضد الارهاب التي تقودها واشنطن بنجاح.
والشيء المؤكد ان أمريكا والدول المتحالفة معها لن تتهاون ولا تتردد في مواجهة بل وحتى إعلان الحرب على أية دولة أو نظام يتعاون مع تنظيم القاعدة أو يتستر على أعماله، فهذا التنظيم يجهر قادته بارتكابهم الأعمال الارهابية ويدعون لها ويخططون للقيام بالمزيد منها، وهذا ما يعطي الحق لكل الدول المتضررة والمستهدفة ان تواجهه بمثل أدواته، ولأن الدول لا تنتهج أساليب المنظمات السرية، فإن أسلوبها في المواجهة هو شن الحروب الوقائية، ولذلك فقد كانت التحذيرات واضحة لجمهورية إيران الإسلامية التي يتواجد على أراضيها بعض رموز وقادة القاعدة الذين تقول طهران إنهم في الحجز وإن السلطات الأمنية تستجوبهم وهو ما أكده السفير الإيراني في الأمم المتحدة جواد ظريف، في حين يؤكد المسؤولون الأمريكيون أن أعضاء القاعدة الموجودين في إيران مسؤولون عن التوجيه والتخطيط للعمليات الارهابية والتي منها ما حصل في الرياض أخيراً.
التهم الأمريكية الموجهة لإيران والتهديدات جدية وتزداد وتيرتها وهي تذكِّرنا بما وجه لأفغانستان والعراق، وحتى لا تكون القاعدة وأعضاؤها سبباً في تدمير إيران وخرابها مثلما حصل لأفغانستان والعراق، فإن على إيران، وقادتها خير من يتعامل مع المتغيرات الدولية، أن يبادروا إلى إبعاد هؤلاء وتسليم من يثبت تورطه في التخطيط للعمليات الارهابية إلى الدول التي نفذت تلك العمليات على أراضيها.
|