* واشنطن - بقلم جيم أندرسون - د.ب.أ:
هناك عقبات ومطبات كثيرة في خريطة الطريق إلى السلام ولكن أكبر عقبة شائكة هي المستعمرات الاسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة والمشاكل التي تنطوي عليها، وقد رفع اسحق رابين الجنرال والدبلوماسي ورئيس الوزراء راية الدفاع عن المستعمرات الاسرائيلية كشكل من أشكال الدفاع ثم تحول إلى وجهة نظر أخرى هي أن المستعمرات عبء على القوات الاسرائيلية وأن عناصر أجنبية تقطن معظمها. وفي عام 1995 قتل رابين بيد إسرائيلي متطرف كان يدعو إلى مزيد من اتساع نطاق المستعمرات اليهودية ضمن أهداف أخرى.
وتنص خارطة الطريق التي صاغها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والامم المتحدة وروسيا على إزالة المستعمرات الجديدة وتجميد بناء مستعمرات إضافية أو توسيع مستعمرات حالية كخطوات أولى من ضمن الخطوات المتبادلة بين الجانبين.
ولكن رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون دعم منذ بداية حياته السياسية توسيع المستعمرات واعتبر ذلك قضية سياسية وأمنية.
وتحت هذا الشعار جمع بعض الاحزاب المحافظة المتشددة للغاية في ائتلافه، وأصرت هذه الاحزاب على أنها ستترك الحكومة إذا حدث تجميد للمستعمرات، وقد اجتمعت حكومة شارون ووافقت مع التحفظ على خارطة الطريق.
وإذا سقطت حكومة شارون فذلك سيمهد السبيل أمام إجراء انتخابات جديدة وستمضي أشهر تطول خلالها مدة الشلل السياسي، ولا أحد يسعه القول بما يمكن أن يحدث في هذه الفترة الفاصلة ولكن الحكومة الامريكية تفزع من مثل هذا الاحتمال، ولم يؤد التأخير في مفاوضات الشرق الاوسط الذي يرجع إلى أسباب من ضمنها انشغال الامريكيين بأمور أخرى مثل العراق إلى وقف توسيع المستعمرات الاسرائيلية.
وفي العامين الماضيين أعلنت مؤسسة السلام في الشرق الاوسط التي تعنى بالبحث العلمي وتقع في واشنطن أن عدد المستوطنين الاسرائيليين زاد بنسبة عشرة في المئة ليصل إلى 208 آلاف إسرائيلي واستندت إلى الارقام الرسمية للحكومة الاسرائيلية، وشيد المستوطنون المساكن الجديدة على الاراضي ذات القيمة العالية التي تتوافر فيها المياه وكذا المزارع والقرى التي تم اجبار أهلها الفلسطينيين على النزوح منها، ومن ثم أصبحت هناك قضية سياسية حقيقية، والحجج السياسية تجاوز المجال السياسي إلى المجال الديني الخطر، فأعضاء حكومة شارون المتشددون ومن ضمنهم وزيرة التعليم ليمور ليفنات يزعمون أن كل يهودي من حقه أن يعيش على ما يسمونه أرض إسرائيل ولكن أين هي حدود ما تسمى الارض الاسرائيلية؟ يزعم بعض الدارسين اليهود أنهم يعتقدون أن أرض إسرائيل تمتد من النيل إلى الفرات، فتشمل لبنان وسوريا وأجزاء كبيرة من العراق.
ومن الواضح أن هذه النظرة التوسعية الكاذبة لا تتفق حتى مع وجهة نظر الولايات المتحدة ووزير خارجيتها كولن باول.
|