* الثقافية علي سعد القحطاني:
قام الأستاذ عبدالله بن إدريس بترجمة الشاعر عبدالله بن إبراهيم الجلهم مع ايراد نماذج من شعره في كتابه «شعراء نجد المعاصرون» وقال عنه: عبدالله بن إبراهيم الجلهم شاعر ولد في عنيزة عام 1350ه وتلقى دراسته الأولية في كتاب من كتاتيب عنيزة ثم سافر إلى مكة وهناك درس المرحلة الابتدائية ورجع إلى عنيزة ليتعين مدرساً في المدرسة السعودية الابتدائية عام 1368ه وفي هذه الأثناء واصل دراسته الثانوية القسم الأدبي منتسباً وقد حصل على الشهادة الثانوية عام 1379ه وعمل في مساعدية إدارة المعهد العلمي بعنيزة ثم عمل في وزارة العمل. كانت هوايته الوحيدة منذ عهد الدراسة الابتدائية مطالعة الكتب والمجلات والصحف الأدبية وبوجه خاص ما له صلة بالشعر، وقد بذل في هذا السبيل جهوداً كبيرة ولكن تلك الجهود لم تذهب سدى بل صقلت ذهنه وركزت مثاليته في تجاربه الرومانطيقية غير المتطرفة إلا ان شاعرنا هذا إلى جانب قلة إنتاجه الشعري يحب الانطواء على نفسه والتواري عن حياة المجتمع الديناميكية والتي تلوب في معركة حامية لغرض البناء والبقاء.. حتى انه في حال نشر قصائده في بعض الصحف المحلية لا يذيلها باسمه الصريح بل كثيراً ما يوقعها تحت «ابن عنيزة» أو يرمز لها بسوى ذلك مبالغة في الانزواء وحرصاً على الاختفاء.
ولعلنا نستشف من وراء ذلك ظاهرة جديرة بالالتفات في حياة أكثر أدبائنا وهي فقدان الشجاعة في مواجهة الحقائق وخدمة قضايا الفكر.. ومع ان للجبن هنا ما يبرره فإنه ليس من المستساغ لنا التمادي في سلبيته والتواري خلف أبراجنا خوفاً بما قد يخبئه لنا القدر، رغم ان رب القلم في بلادنا كالماشي على الشوك. وكان الأستاذ الجلهم ينشر في مجلة الاشعاع بتوقيع: ابن عنيزة.
|