حبذا لو حدثنا أحد من مرتزقة الصحافة والفضائيات العربية، فمن كانوا محسوبين على صدام حسين، ومن هم من الأكلة على فتات مائدته ماهو شعورهم بعد افتضاح أمر سيدهم .. وانهزامه المذل عند أول طلقة من مدفع أمريكي على بغداد التي كان جميع العرب والمسلمين ينتظرون صمودها اضعاف الايام التي صمدتها «البصرة» و«أم قصر» وغيرهما، حبذا لو حدثونا عن مشاعرهم وآرائهم حول انهزام سيدهم المستبد الأرعن..!
***
كان اعلاميو صدام حسين من خارج العراق.. وخارج الوطن العربي.. يقبحون النصائح والدعوات التي وجهها الحكماء من الزعماء العرب الى صدام حسين ليتنحى عن الحكم في العراق.. من اجل تفادي الحرب التي هددت بها أمريكا وبريطانيا.. ان لم يغادر حاكم العراق بلاده.. ويسلم الحكم الى حكومة مؤقتة تدير شؤون العراق ريثما يقوم فيه حكم ديمقراطي.
لو حدثونا عن مواقفهم الشائنة التي أعطت ذلك الدكتاتور المتوحش مزيدا من التصلب والتشبث بالحكم الى آخر طلقة رصاص.. ولو كانت تعني موت الشعب العراقي.. ما دام هو قد خطط لهروبه واختفائه.. ماذا سيقولون.. وبماذا سيبررون به مواقفهم الرعناء تلك..؟
هل سيعترفون بأنهم كانوا على خطأ كبير وفادح.. ولكن اللقم التي يملأ بها صدام حسين لهواتهم كانت تمنعهم من مواجهة النفس بشجاعة وأريحية وتجرد.. ولو لمرة واحدة في حياتهم الاعلامية..
هل بامكانهم - لحق التاريخ - ان يقرأوا بشاعة وشناعة المقابر التي ملأت الرحب من الأرض .. دفن فيها الآلاف من العراقيين المعارضين لبطش النظام الصدامي.. بدون وجه حق..؟!
هل سيعتذرون للشعب العراقي عما أسهموا به من نفاق الكلمة وشهادة الزور.. لصالح حاكم مجرم ضد شعبه وامته.. نفخوا فيه نفاقهم حتى انفجر فخروا هم لهوات العطاء كما خسر العراق حريته واستقلاله..؟
***
أعرف أن هذا كله لن يحصل.. وانما هي مجرد أمنيات.. وأحلام ترفرف بها الخيالات.. إلا ان شيئا مما نعتبره مستحيلا «قد» يحدث في صحوة ضمير.. في احدى ساعات التجلي المزعوم لدى الصوفيين..!
|