في السابق الذي يحمل «مفكاً» أو «مشرطاً» أو «ليوراً».. يمكن أن يتحكم في الآخرين بشكل أو بآخر وتحديداً عندما يحصل شجار بين أطراف متعادية.. وكان الطالب إذا حمل سكيناً أو مقصاً أو موس حلاقة.. عدَّ خارجا عن «القانون» فكان هؤلاء «العتاولة» بمقاييسنا السابقة شخصيات خطرة جداً نحتاط منهم ونخشاهم.
اليوم لم يعد الأمر كذلك.. فليست القضية «آلة حادة» يخفيها المتهور في «جيبه» ولكن القضية غدت أكبر، إنها القنبلة التي باتت أخطر الخيارات في هذا الزمن عندما أصبحت حلاً استرايتجياً.
لم يعد مدير المدرسة أو المعلم أو رئيس الشرطة الذي يتحرك ضد السيد «ليور» وإنما الدول هي التي بدأت تتحرك ضد الكابتن «عنف» باعتباره التحول الأخطر في أدبيات الحوار.
لقد بات «الليور» لعبة أطفال بإزاء زناد التفجير، والمشرط اقتصر عمله على «القص واللزق» والمفك عاد إلى جرابه مع بقية «العدة».هل يكفي أن تتحرك القوى العسكرية ضد «التفجيرات» أم أن هذا وحده لا يكفي؟هل يحتاج الأمر إلى قوة «ثقافية» مساندة؟
لعلنا نتفق جميعاً على الإجابة، بل نتفق أيضاً على أن الهيئة الاستشارية للثقافة التي تشكلت مؤخراً هي القوة الأكثر تأثيراً في تشكيل وعي ثقافي كفيل بحل الإشكالات الفكرية والسلوكية، فلو أتيح لها ما تريد لخفضت مستوى التأهب العسكري ولجعلت الخطابات أكثر قدرة على الموازنة بين العقل والنقل.
|