بمناسبة تكريم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني وزير الدفاع والطيران والمفتش العام في المملكة العربية السعودية لاختياره الشخصية الإنسانية لعام 2002م، وجهت «الجزيرة» عدة اسئلة لسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس دائرة الطيران المدني بدبي رئيس طيران الامارات ورئيس مجلس إدارة مركز راشد لعلاج ورعاية الأطفال فأجاب عنها سموه فيما يلي:
* في البداية لو حدثتمونا عن فكرة مركز راشد لعلاج ورعاية الأطفال وكيفية ترجمتها الى واقع والخدمات التي يقدمها هذا المركز.
- يعد مركز راشد لعلاج ورعاية الطفولة واحداً من أبرز وأهم المراكز المتخصصة بتقديم العلاج والاهتمام بشؤون ذوي الاحتياجات الخاصة في دولة الامارات والشرق الأوسط ويضم مجلس إدارة المركز الذي تم تأسيسه في العام 1996م، نخبة من رجال الأعمال والشخصيات الفاعلة في دولة الامارات. وطوال السنوات الماضية قدم المركز الذي يقع في منطقة البرشاء بدبي، خبراته وخدماته العلاجية على أيدي متخصصين وخبراء عرب وأجانب، الى مئات الأطفال من مختلف الجنسيات. ويرتبط المركز بعلاقات وثيقة مع مختلف الشرائح الاجتماعية، نتيجة لجهوده في مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة في الوطن العربي ولفت النظر الى همومهم وقضاياهم وكيفية تحسين حالاتهم المرضية. وينظم المركز عشرات الفعاليات والمؤتمرات وورش العمل الهامة سنويا منها اختيار «الشخصية الإنسانية» وهو حدث بارز ضمن قائمة الاحداث والانشطة الهامة التي تحتضنها دولة الامارات سنويا. وتم اختيار شخصيات بارزة اقليميا ودوليا لغاية الان كشخصيات انسانية، منها الأمير طلال بن عبدالعزيز ال سعود وسمو الشيخ حمدان بن راشد ال مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية والصناعة والفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود وغيرهم. ومن ضمن الفعاليات ايضا جائزة الشيخ راشد للدراسات الإنسانية وهي عبارة عن مشروع ثقافي متميز وواحدة من أبرز الجوائز العربية المختصة بالدراسات المعنية بشؤون الإعاقة بالإضافة الى مسابقة «إبداعات» لرسوم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في دول الخليج العربية التي لاقت صدى واسع النطاق وحظيت بترحيب كبير من مختلف الجهات المعنية بذوي الاحتياجات في الوطن العربي. عدا الكثير من المؤتمرات والأحداث الطبية والثقافية والرياضية الهامة التي يتم تنظيمها على مدار العام. وبالإضافة الى الخدمات العلاجية التخصصية التي يقدمها، يقوم المركز باصدار العديد من المطبوعات والدوريات أهمها مجلة «راشد» التي تعد واحدة من أبرز المجلات المتخصصة بشؤون ذوي الاحتياجات في الوطن العربي. وتنبع أهمية هذه المجلة التثقيفية من وجود نحو 15 مليون معوق في الدول العربية يحتاجون الى مطبوعة خاصة بهم تلبي طموحاتهم وتقدم لهم مواضيع تتيح لهم التعامل بشكل افضل مع مجتمعهم الكبير وتثقيف الجهات المعنية والاباء والأمهات داخل وخارج الدولة بقضايا ذوي الاحتياجات وكيفية تجنب الاصابات والعاهات وتحصين المجتمع من امراض الإعاقة قبل حدوثها.
* يحتاج المركز الى امكانات كبيرة مادية وغيرها فما هي وسائلكم في التمويل.
- نعم تحتاج عملية إعادة تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة الى المنشآت والخبرات الفنية القادرة على التعامل مع هذه الشريحة من الاطفال. وعلى هذا الصعيد انتقل المركز الى مبناه الجديد الضخم في منطقة البرشاء بدبي الذي اقيم عن طريق جمع التبرعات من قبل رجال الأعمال وشركات في الامارات، قدرها 12 مليون درهم.
ومركز راشد هو مركز خيري لا يتلقى أي دعم حكومي ويتم توفير احتياجاته المالية بواسطة عدة طرق منها تبرعات أصحاب الخير وتنظيم الأنشطة المتنوعة التي يعود ريعها لصالح المركز وتطوير خدماته. والحمد لله تم افتتاح المبنى الجديد مع بداية الموسم الدراسي الحالي ويقدم المركز في الوقت الراهن خدماته العلاجية لنحو 100 طفل من مختلف حالات الاعاقة. ويعمل لدى المركز مجموعة من الخبراء والاختصاصيين في مجال الإعاقة لتوفير افضل سبل العلاج للاطفال وتهيئتهم للعمل وتدبير شؤون حياتهم وعدم الاعتماد على الآخرين. ويحظى المركز بثقة كبيرة كمركز متخصص يوفر افضل الخدمات العلاجية بحيث يتم تصنيفه في الوقت الراهن ضمن قائمة ابرز المراكز المتخصصة في المنطقة.
* ينظم المركز كل سنتين مسابقة الشيخ راشد للدراسات الإنسانية، ما هي اهدافها وانعكاساتها على المركز؟
- مسابقة راشد للدراسات الإنسانية تم اطلاقها في العام 1997 ضمن تطلعات المركز وسياسته الداعية الى تسليط المزيد من الاضواء على قضايا هذه الشريحة من الاطفال والتوعية بشؤون الاعاقة واسبابها وكيفية تجنبها وتأثيراتها السلبية على المجتمع العربي.
وقد ساهمت هذه الجائزة لغاية الان برفد المكتبة العربية بعشرات الدراسات المتخصصة بشؤون ذوي الاحتياجات واتاحة الفرصة أمام الجهات المعنية لقراءة دراسات متخصصة في هذا المجال والاستفادة منها في تطوير خدماتها ووضع استراتيجيات تحمي المجتمع من خطر الإعاقة.
* حققتم للعرب في زمن الشتات «وحدة إنسانية» باعطاء جميع الدول العربية حق ترشيح الشخصية الإنسانية بعد اختيار خمس شخصيات حتى الآن. ما صدى الجائزة في تعميق هذا الشعور عربياً وما هي المعايير التي يتم بموجبها اختيار الشخصية الإنسانية؟
- تحظى جائزة الشيخ راشد للشخصية الإنسانية، بسمعة عربية طيبة انطلاقا من اسم صاحبها المغفور له الشيخ راشد بن سعيد ال مكتوم باني نهضة دبي وصاحب الإنجازات العظيمة في المجالات الإنسانية بالاضافة الى مقاصدها السامية الهادفة الى تكريم اصحاب الأيادي البيضاء في الوطن العربي الذين يعطون بصمات في سبيل الارتقاء بحياة الإنسان على الارض العربية ورد جزء من جميلهم.
والحمد لله هذا الوطن العربي مليء بشخصيات تعد بحق قدوة في مجال رعاية الطفولة وخدمة المجتمعات ومساعدتها على توفير الحياة الكريمة لابنائها من امثال صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود.
أما بخصوص المعايير الخاصة بالجائزة، نعم هناك معايير وهي تستند الى التاريخ الانساني للشخصية المختارة وإنجازاتها على هذا الصعيد. ويتم الاختيار عن طريق الجهات والمراكز والاشخاص المعنيين الذين يقومون بترشيح الشخصية الانسانية من خلال آلاف الاستبيانات التي يتم توزيعها عليهم بالتعاون مع السفارات العربية على أرض الامارات. وهناك لجنة خاصة تضم مجموعة من المسؤولين في الدولة مهمتها الاشراف على الجائزة وتطوير ادائها وتحقيق الأهداف المرجوة منها.
* اختيار سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، للشخصية الإنسانية لعام 2002م تقف وراءه أسباب عديدة معروفة، هل لكم تحديد أقوى هذه الأسباب جميعا من وجهة نظركم في دولة الامارات.
- ان أبرز الأسباب التي تم على أساسها اختيار سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود للفوز بالجائزة، هي كما ذكرت لكم سابقاً، هي التاريخ الإنساني العريق، والإنجازات المشرفة لهذه الشخصية الإنسانية التي تبدو للعيان، ان كان على أرض المملكة العربية السعودية او خارجها على شكل مشاريع تنموية تشمل مختلف مناحي الحياة والتخصصات الصحية والخدماتية والتربوية والاجتماعية والثقافية وغيرها.
* ما الذي يمكن ان يقوله مثل سموكم ومن هذا الموقع الإنساني المسؤول في دولة الامارات الشقيقة، للمملكة العربية السعودية الشقيقة ملكا تسمى بخادم الحرمين الشريفين وشعبا يقوم بخدمة الإنسان المسلم داخل وطنه وخارجه؟
- ان فوز سمو الأمير سلطان بهذه الجائزة، هو امتداد لتاريخ المملكة العربية السعودية الشقيقة وشعبها المعطاء، في خدمة الإنسانية جمعاء انطلاقا من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف الذي يحض على المحبة والسلام والاخاء بين الشعوب، والأعمال الخيرية والمشاريع التنموية التي تحمل اسم المملكة وطابعها الخاص، في مختلف دول العالم، ساهمت في الارتقاء بحياة الآف الأسر ورسمت البسمة على وجوه ملايين الأطفال.
|