صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز صاحب أسرة كبيرة لم يتوان يوماً في إعطائها حقها من التربية والرعاية والاهتمام والتفقد رغم مشاغله الجمة ومسؤولياته المتعددة، وله حفظهم الله جميعاً 33 من الأبناء والبنات، تربوا جميعاً على الخلق القويم، والتعاليم الإنسانية وعلى التمسك بالدين والحرص على أداء الصلوات.
أبناؤه وبناته وأحفاده يشهدون بتفقده لهم، وسؤاله عنهم، وجلوسه معهم، ومتابعة دروسهم وأدائهم لصلواتهم، حتى إن الواحد منهم في مراحل تربيته وتعليمه ينتظر سؤال بابا سلطان عن علامات نصف الفصل وآخر الفصل وآخر السنة، ويحسبون لذلك كل حساب.
صحيح أن أسرة سلطان بن عبدالعزيز كبيرة لكن قلبه أكبر، قلبه لا يتسع لهم وحدهم بل لشعبه وأمته والإنسانية التي يعيش لها ومن أجلها، وهذه عبارات
ما أكثر ما رددها سلطان بن عبدالعزيز على مسامع من حوله من أهله وأولاده وأحفاده، إنها حكمة الملك عبدالعزيز: إن الإنسان المسلم لا يعيش لنفسه
ولأهله بل يعيش لوطنه وأمته ودينه ولا يبتغي إلا مرضاة ربه. وعلى هذه التربية وهذه المبادئ نشأ أولاد سلطان وأحفاده وعلى سبيل المثال لهذه التربية
الجادة نروي ما حدث مع ابنه خالد عندما طلب الأمير خالد بن سلطان ان يلتحق بكلية سانت هيرت ولم يكن قد أكمل الثانوية. طلب منه الأب سلطان أن يكمل الثانوية أولاً «وقال له أريدك ان تنتهج النهج الصحيح، وإذا كنت تريد الالتحاق بها فعليك ان تفعل كما يفعل الشاب الإنجليزي تماماً لابد من الثانوية أولاً».
وعندما أنهى خالد الثانوية قال له والده سلطان «تستطيع أن تكمل دراستك في كلية سانت هيرت لكن الاختيار لابد ان يكون من داخلك، وإذا قررت فعليك أن تمضي إلى النهاية وإذا فشلت لا أريد أن أرى وجهك مرة أخرى».
وبالفعل دخل خالد الكلية.. وفي أثناء دراسته أصدر سلطان أوامره المشددة ألا يرسل أحد إليه أي أموال حتى أمه.
وقد كان ثمار هذه التربية، أن قال سمو الأمير خالد بن سلطان عن حب والده العظيم للعمل والإخلاص فيه: كان والدي.. ولا يزال.. دائم الانشغال بمهامه الحكومية وزيراً للدفاع، إذ يحتفظ بهذا المنصب حتى الآن، دون انقطاع.. فصورته التي انطبعت في ذاكرتي، وأنا طفل، هي استغراقه الدائم في العمل، منهمكاً
في الأوراق أو متحدثاً عبر الهاتف.
«عن كتاب مقاتل من الصحراء»
وهذا ليس بعجيب ولا غريب، فقد تربى سمو الأب الأمير سلطان بن عبدالعزيز في مدرسة الملك عبدالعزيز أعظم المدارس التربوية وتميز بصفات كثيرة من أبرزها التواضع وحب الشعب والقرب منهم وتلمس حاجاتهم.. يقول الملك عبدالعزيز: «إنني أود أن يكون اتصالي بالشعب وثيقاً دائماً، لأن هذا أدعى لتنفيذ رغبات الشعب.. لذلك سيكون مجلسي مفتوحاً لحضور من يريد الحضور.. أنا أود الاجتماع بكم دائماً، لأكون على اتصال تام بمطالب شعبنا وهذه غايتي من وراء هذا الاتصال».
ويقول الأمير سلطان بن عبدالعزيز: «الذي أحب أؤكده هو أنني لا أرد طلباً تليفونياً أو كتابياً أو لقاء من أي كان رجلاً أو امرأة شباباً أو شيباً بواسطة أو بغير واسطة لأنني اعتبر نفسي خادماً لهذه الأمة تحت توجيه ورعاية وحنان وعاطفة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين».
| 
