* حوار - فهمي عبدالعزيز(*)
عندما نتحدث عن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام يأخذنا الحديث الى أبعاد انسانية وخيرية بالاضافة الى صور ومبادرات من العمل الانساني الحضاري الشامل الخالص من الشوائب.
لقد برز صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود على ساحات العمل الانساني، وان كل ما يقدمه وما يضطلع به من اسهامات خيرية وانسانية في شتى المجالات في داخل المملكة وخارجها، شيء لا يخفى على أحد، ومن خلال مؤسساته الخيرية والانسانية يقدم خدمات ملموسة لفئات معينة من الناس مثل المرضى والمعاقين والمسنين، بالاضافة الى توفير الرعاية الاجتماعية والصحية، والتأهيل الشامل لكلا الجنسين من هذه الفئات، وغيرها الكثير من أعمال الخير والبر.
وبمناسبة فوز صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بالمملكة العربية السعودية بجائزة راشد للشخصية الانسانية للعام 2003م، تم اجراء هذا الحوار الذي خصنا به سموه، حيث تحدث عن الجائزة وأعمال الخير التي تقدمها المؤسسات الاجتماعية والانسانية لسموه، ومدى دعم القطاع الخاص في العمل الانساني والخيري، بالاضافة الى مجالات دعم الطفل المعاق، وغيرها من المواضيع، في سياق هذا الحوار.
* تعد جائزة الشيخ راشد للشخصية الانسانية، من أكبر الجوائز التي تمنح في الوطن العربي، فماذا تعني هذه الجائزة لسموكم؟
- إن جائزة الشيخ راشد للشخصية الانسانية تأخذ مكانة متميزة ومتنامية في العالم العربي لموضوعها الانساني ولبعدها العربي، وما يزيد من أهمية هذه الجائزة انها تصدر من بلد الخير، وإنها باسم شخصية انسانية تاريخية لها مواقفها في مجال العمل الانساني. إن الجهود التي يقوم بها القائمون على الجائزة كان لها الأثر في ريادة الجائزة في مجالها على مستوى العالم العربي، وتحقيق أهدافها النبيلة للمنافسة في تقديم الأعمال الانسانية الخيرية، ولهذه المكانة والمضامين الانسانية، فإن النفس تسعد بنيل هذه الجائزة التي اعتبرها شهادة مرموقة في مجال نبيل.
* لدى سموكم سجل حافل من أعمال الخير من خلال العديد من المؤسسات الاجتماعية والإنسانية، فماذا عن هذه المؤسسات؟
- إن جوانب الأعمال الخيرية متعددة وتنظيم هذه الأعمال يزيد من فعالياتها، وكل الهدف من اقامة المؤسسات الاجتماعية والانسانية توحيد الجهود والاستثمار الأمثل للموارد وتنسيق الروابط لجوانب العمل الخيري وتقديم الدراسات في هذا المجال. وبفضل الله تعالى فإن المؤسسات التي لنا علاقة بأعمالها قد خطت خطوات متقدمة في مجال تنظيم أعمالها مما سهل لها تقديم خدمات متعددة في مجال العمل الانساني، ومن ذلك توفير الخدمات التعليمية والتدريبية
المتخصصة وتقديم الخدمات العلاجية ومساعدة المعاقين وتأهيلهم، اضافة الى تقديم المساعدات لرعاية المحتاجين. وقد قامت مؤسسة الأمير سلطان الخيرية مؤخراً بافتتاح مدينة طبية لتقديم الخدمات العلاجية والتأهيلية. كما تقوم لجنة الأمير سلطان الإغاثية بتقديم الجهود الاغاثية في العديد من الدول الاسلامية المحتاجة.
* ما رأي سموكم في دعم القطاع الخاص للعمل الانساني، وهل يرقى الى طموح سموكم، وما المطلوب منه في المرحلة القادمة؟
- إن العمل الانساني ذو جوانب متعددة ويحتاج الى تضافر جميع الجهود، والقطاع الخاص بشرائحه المتعددة، هو أول من يساهم في هذه الجهود، وبحمد الله فإن القطاع الخاص لدينا يقدر أهمية هذه الأعمال الخيرية ويدرك دوره تجاه المجتمع. والجميل ان تأتي هذه الأعمال من غير الزام بل هي صادرة عن قناعة القائمين على مؤسسات القطاع الخاص بدورهم تجاه مجتمعهم امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم :«مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى».
والمتابع لنشاط القطاع الخاص في مجالات الأعمال الانسانية يرى نمواً متزايداً في حجم هذه الأعمال وتعدد جوانبها، وبإذن الله سنرى المزيد من الجهود والانجازات لهذا القطاع في المجالات الانسانية.
* الطفل هو أمل المستقبل، وقد انتشرت في وطننا العربي العديد من المراكز التي تُعنى بالطفل، والطفل المعاق بشكل خاص، كيف يمكن الارتقاء بمستويات هذه المراكز في رأي سموكم؟
- لقد أعطينا في مؤسساتنا الخيرية اهتماما خاصاً للطفل المعاق.. فالرجل الراشد المعاق ربما استطاع التعايش مع اعاقته والحصول على دور يلائم قدراته. كما إنه وفي الكثير من الحالات ربما يكون تحت رعاية الجهة التي يعمل بها، إذا كانت الاعاقة بسبب العمل أو من خلال أدائه، وقد يكون له أبناء كبار يرعونه، وفي كل هذه الحالات لا تكون خسارة المجتمع كبيرة ونهائية كما هو الوضع في حالة ضياع طفل يافع بسبب الفقر أو الاعاقة، الذي إن تركناه أضاف الى المجتمع شخصاً يجهل كل شيء، وربما شبَّ حاقداً على المجتمع الذي أهمله بينما في امكانه أداء دور، أو على الأقل يحس بحب الحياة، لو وجدت المؤسسة المتخصصة التي تهتم به. والطفل المعاق قد يأخذ اهتمام كل أفراد الأسرة ويشغلهم عن أداء مهامهم إذا لم يجد المؤسسة المتخصصة التي تجعل منه عضواً مفيداً للمجتمع، وعلى المؤسسات التي تهتم بالطفل سواء كان صحيحاً أو معاقاً ان تغرس في هذا الطفل احترام قيم العمل وتتحسس ميوله وقدراته، وأن تقدم التسهيلات التي تمكنه من تفجير ملكاته.. وعليها ان تعرف أنها تتعامل مع طفل يحب أي عمل بمقدار ما يحصل عليه من متعة في هذا العمل. لذا لابد من تقديم المعرفة اليه في جرعات محببة الى نفسه، كما ان عليها ان تربطه بقيم المجتمع وعقيدته، فالضياع الذي يعيش فيه شباب الغرب سببه اهمال هذا الجانب الروحي في مرحلة التعليم الأساسي، كذلك مراكز رعاية الأطفال يجب أن يكون المتخصصون بها مدربين للتعامل مع المعاقين بطرق علمية حديثة منظمة، كما ينبغي العناية بتكامل هذه المراكز، لأن رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة تتطلب عملية ذات مراحل متكاملة، وانعدام مرحلة منها يفقدها فاعليتها ودورها في تأهيل المعاقين ودمجهم في مجتمعهم. كذلك ينبغي التعاون المستمر والمتواصل بين المراكز المحلية والاقليمية والدولية للرقي بمستوى العناية بهذه الفئة الغالية علينا جميعا.
(*) عن إصدار خاص لمركز راشد لعلاج ورعاية الطفولة بهذه المناسبة.
|