ما زَالَ في أُفُقِ الجَزيرَة أَنْجُمُ
وَضَّاءةٌ أُفُقُ الجَزيرَة حَافِلُ
مَعَ أَنَّهُم قاَلُوا قَديماً حِكْمَةً:
إِنَّ النُجُومَ الزَّاهِرَاتِ قَلائِلُ
وَيُطِلُّ عُنْوانُ الرُّجُولَةِ وَالفِدَا
دِرْعُ الجَزيرَةِ والحُسَامُ الصَّاقِلُ
بُو خالِدٍ سُلطانُ فارِسُ نَخْوَةٍ
عَرَبِيَّةٍ، شَهْمٌ، شُجَاعٌ، بَاسِلُ
ألِفَتْ صَدَاقَتَهُ زُهُورُ مَشاعِري
فَمَشاعِري لَوْلاهُ زَهْرٌ ذَابِلُ
هُوَ مَنْ رَأَى شِعْرِي بَعَيْنَيْ شَاكِرٍ
وَأَنا بِثوْبِ الشُّكرِ هذا رافِلُ
سُلْطانُ مَا أَعْطاكَ مَدْحي شيمَةً
لَيسَتْ لَدَيْكَ فَكَمْ لَدَيْكَ شمائِلُ
أَنْتَ الَّذي أَعْطَيْتَ حَرْفي شُعْلةً
تُجْلَى بِهَا في المَكْرُمَاتِ نَوازِلُ
وَشمائِلُ الفُرسَان تُطْرِبُ خافِقي
وَ أَنَا إلى قِيَمِ البُطولَةِ مَائِلُ
أَعْلَيْتَ رَأْسَ ابْنِ الجَزيرَةِ عَالِياً
فَلأنْتَ دِرْعٌ للِجَزيرَةِ وَائِلُ
وَفَتحْتَ أبْوابَ التَواصُل بَيْنَنَا
وَبِدايَةٌ للاِتِّحَادِ تَواصُلُ
وَصَرَخْتَ فينَا، لا تَضِلُّوا في دُجَى
زَمَنِ الرَّدَاءَةِ فالدُّروبُ حَبَائِلُ
كُونوا جَميعاً نَبْضَ قلْبٍ وَاحِدٍ
فالخُلْفُ يَا أهْلَ العُروبَةِ قاتِلُ
في رُوحِكَ الإيمانُ يُشْعِلُ نُورَهُ
وَلَدَيْكَ للإسْلامِ قَلْبٌ بَاذِلُ
وَكِتَابُ رَبِّكَ في يَمِينِكَ مُرْشِدٌ
وَسَنا النَّبيِّ عَلَى جَبينِكَ مَاثِلُ
وَسَمَاحَةُ الدِّينِ الحَنيفِ تُطِلُّ مِنْ
آفاقِكَ السَّمحَاءِ حينَ تُجائِلُ
سُلْطان أَعْطَتْكَ التَجارِبُ خيْرَهَا
فالحِلْمُ والصَّبْرُ الجَميلُ خَصَائِلُ
والعَفُوُ والغُفرانُ حِكْمَةُ قَادِرٍ
لا عَاجزٍ عَنْ خَصْمِهِ يَتشاغَلُ
وَأرَاكَ سَيْفاً للِحَقيقَةِ عِنْدَمَا
يَهْوِي بِخِنْجَرِهِ عَلَيْهَا البَاطِلُ
وَالذَّوْدُ عَنْ حَوْضِ الحَقيقَةِ وَاجبٌ
لا يَسٌتحِقُّ الحَقَّ مَنْ يَتنازَلُ
مَا كُنَتَ إلاَّ البَدْرَ في لَيْلٍ لَنَا
مَا قَصَّرَ البَدْرُ المُنيرُ الكَامِلُ
وَتظَلُ للإِسْلامَ فينَا مِشعَلاً
وَالمُسْلِمُونَ المُرْشِدُونَ مَشاعِلُ
فَإذا استغاثَ بِفضْل جُودِكَ مسْلمٌ
لَبَّيْتَ حَاجَتَهُ لأنَّكَ فَاضِلُ
وَإذَا دَعَاكَ الحَقُّ قُمْتَ مُجاهِداً
وَمَشتْ إلى النَّصْرِ العَظِيمِ جَحَافِلُ
فَاسلَمْ رَعَاكَ اللَّهُ إِنَّكَ فَخْرُنَا
وَأنَا بِمَدُحِكَ لِلْمَفاخِر نائِلُ