Monday 26th may,2003 11197العدد الأثنين 25 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

(أبو خالد) ومفهوم الضحية (أبو خالد) ومفهوم الضحية
صالح إبراهيم الطريقي

ميزة (أبوخالد) انه يطلق التهمة، ثم يطالب الآخرين ان يثبتوا عدم صحتها، وهذه ميزة من يرى أنه على صواب دائماً، وان إخفاقاته ليس مسؤولاً عنها.. بل الآخرون الذين يحاربونه ويحاولون منعه من حقوقه وهي البطولة، أي أنه لايرى بأن الكأس هدف كل أندية الدوري الممتاز، بل هي معوقات وضعت لمنعه من حقه.
وربما لو تأملنا التهمة التي أطلقها رئيس نادي النصر على الهلال لاتضحت الصورة أكثر، فأبو خالد خرج على الجميع في تصريح لا يحتمل التأويل لأنه مباشر وعلى الهواء ليقول هناك رشوة لمنعنا من التأهل.
ما الذي تعنيه كلمة (رشوة)؟
معناها: مال يدفع للغير من أجل اقتطاع حق مسلم بريء بها.. أي أخذ حق شخص ومنحه شخص آخر بهذا المفهوم يرى رئيس النصر المشهد أمامه والدوري، ومن يهزمه فهذا حدث بسبب الآخر وليس بسببه، لهذا نراه تارة يتهم التحكيم، وأخرى الأندية المنافسة، وأحيانا المصارعة من قبل لاعبي فريق الرياض.. وأكاد أجزم ان المتابع للدوري لن يجد إدارة نادي لم تعلن ان لاعبيها أو مدربها أو هي نفسها كانت السبب في خسارة نقاط مباريات سوى إدارة النصر، فهي الوحيدة التي تفردت بهذا الأمر وان لاعبيها ومدربها والإدارة نفسها لم يرتكبوا أي خطأ.
وهكذا هو الفكر التآمري الذي يظن أن الجميع يتآمر عليه، وربما هذا الفكر هو خاصية عربية لكنه يتجلى بوضوح في إدارة النصر، وميزة هذا الفكر أنه لايرى مشكلته الحقيقية والأزلية منذ غياب فريق النجوم الذي ساعد التاريخ بوجود هذه الكوكبة من النجوم في وقت واحد.
كذلك الفكر التآمري متناقض لدرجة واضحة ويمكن لأي محايد كشف هذا التناقض بسهولة فلو تأملنا ما حدث خلال هذا الشهر فقط للتصاريح المنطلقة من إدارة النصر لرأينا كيف هو متناقض فقبل مباراة (الرشوة) كانت التصاريح الصادرة من النصر تصب في وجه لجنة الحكام لدرجة انه أطلق عليها (لجنة حكام الهلال).. ثم فيما بعد خرج علينا بتهمة (الرشوة).
والمحايد سيندهش كيف استطاعت الإدارة التخلي عن تلك التهمة -تهمة التحكيم- وتحولت إلى إدارة نادي الرائد.. لأن الأمر سيكون أكثر مصداقية لو ان النصر استمر في تهمته للتحكيم أما القفز من اتهام هذا لاتهام آخر هذا دليل على عدم مصداقية التهم.. فلو كانت لجنة التحكيم هلالية كما يقال لما احتاج الهلاليون للجوء لدفع حوافز لفريق الرائد، ولحاربوا النصر من خلال التحكيم.
وهكذا هو الأمر في النصر، وهكذا يستمر الأمر مقبولاً، ربما قلة من النصراويين من يرى الأمر بشكل مختلف عما تراه الإدارة التي تحارب بعنف ضد الآخر حتى تتجنب النقد.
لهذا أود ان ابتعد عما تريد ان تجرنا له إدارة النصر ولن أنظر للنصر على انه ضحية لكل هذا التآمر ولنقرأ النصر بعيدا عن كل هذا.. ولنبدأ بسؤال ما الذي حدث ليبتعد النصر عن البطولات؟
النصر لم يعد كما كان في السابق، كان حراسه الثلاثة (مبروك، سالم، الصقعبي) في المنتخب ومهاجموه (ماجد، عبدربه درويش) في المنتخب، لاعبو الوسط والدفاع أيضا كانوا في المنتخب أي خلاصة لاعبي الدوري السعودي من النصر.
وكان النصر حاضراً في البطولات منذ عام 1396 - 1407هـ أي 11 عاماً (وهذا هو العمر الافتراضي للاعب السعودي) ثم ابتعد عن المنافسة كثيرا ولم يعد انتاج فريق جديد منذ تلك السنوات.
وكان سبب عدم صناعة فريق جديد، هو ذاك الهجوم المستمر من قبل إدارة النادي على الآخرين الذين يخططون للإطاحة بفريق النصر، واستمر هذا الهجوم والبكاء مايقارب العشرين عاماً، وسيستمر طالما لن يعيد المعنيون قراءة مشكلة النصر الحقيقية في ابتعاده عن البطولات.
حتى في هذا الموسم النصر ليس جاهزاً لتحقيق البطولات لو كانت البطولة كدوري أي من يحقق أعلى نقاط يحصل على الدوري.
كما شاهدنا في مسابقة كأس ولي العهد بدور الأربعة كيف خرج النصر أمام الأهلي، وكان بسبب عدم حضور مستوى (تينوريو) الذي أهدر الكثير من الفرص هو (وبوسكب)، ولم يكن للمدرب خيار في إخراج أحدهما لأن مستوى الاحتياط بعيد كل البعد عن الأساسي، وربما رأينا من كان نجماً في الموسم الماضي المهاجم (علي يزيد) لم يعد النجم المفضل لدى جماهير النصر لأن المهاجمين الجديدين كشفا للجماهير تواضع مستوى (علي يزيد).
يقول (مارادونا) وهو في أوج تألقه: لا أستطيع تقديم مستواي طوال الدوري، وأتمنى ان أخفق في أربع مباريات فقط.
وفريق (نابولي) الايطالي لم يكن حاضرا في كل البطولات، على الرغم من ان أفضل لاعب أنجبته الملاعب يلعب في صفوفها.
إن مقومات الفريق الذي ينافس على البطولات لابد ان يكون لديه في كل موسم أكثر من 20 لاعباً متقاربين في المستوى ليعوض الاحتياط الفريق حين يخفق الأساسي.. وهذا ما لا يمتلكه النصر.. وهذا مايحدث للنصر، وهذه هي أسباب ابتعاد النصر عن البطولات طوال تلك الفترات، هذه هي أزمته وإن أرادت إدارته لعب دور الضحية فهذا شأنها.
* الهلال قاب قوسين أو أدنى
إن الأزمة التي عاشها النصر ومازال يعيشها، بدت قاب قوسين أو أدنى ان يعيشها الهلال كيف سيحل هذه الأزمة بعد ان اختفت المدرسة وشحت السيولة؟
أيضاً الاتحاد سيلحق بالهلال قريباً وإن كانت السهولة موجودة لدى الاتحاد في الوقت الحالي، لكن الصرف العشوائي، وعدم وجود قاعدة سيجعل الاتحاد يواجه الأزمة نفسها.
وسيبقى الأهلي خلال السنوات العشر كعامل مشترك في البطولات، وستنافسه باقي الأندية، فكل المؤشرات تقول إن لدى الأهلي قاعدة مستمدة خلال العشر سنوات المقبلة ليكون حاضراً في البطولات... إن صناعة لاعب جيد تستغرق 3سنوات، ولاعب محترف 5 سنوات.. ولعب دور الضحية لن يصنع إلا أوهاماً سيصدقها البعض لبعض الوقت، ولكن مع الوقت لن يصدقك أحد.
بقي ان أقول.. إن الاتحادات السعودية وجدت لتساعد الأندية على تطوير مستوى اللاعب واللعبة وإن عدم وضع لوائح وأنظمة تمنع الآخرين من لعب دور الضحية وقذف التهم على التحكيم تارة وعلى الرشاوي تارة أخرى، والتشكيك في ضمائر الجميع، يجعلنا نؤكد ان كل من لديه امكانات لتطوير الرياضة سيهرب بعيدا عن الرياضة كي لا تطاله تهم هو في غنى عنها، ولن يبق سوى من يملك المقدرة على قذف الناس.. يجعلنا نتساءل مادور الاتحادات إذن؟

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved