يتطلع كل إنسان ذو همة عالية وطموح شامخ أن يكون ممن يشار إليه بأصابع البنان، قطفاً لثمار ما بذله من جهد في معركة الحياة، وهذا جانب حيوي يدفع الناس إلى البذل والعطاء والتحصيل الجاد المواقف لقول القائل:
ليس الفتى من يقول كان أبي
إن الفتى من يقول ها أناذا
|
ولم يعد هناك مجال لمن يولد وفي فيه ملعقة من ذهب لأن جميع مجالات الحياة تزخر بالمنافسة القوية، مما يعني أن من أراد أن يكون ذو شأن أو بالتعبير الحديث «متميزاً».
أن يجد ويجتهد ويثبت نفسه في الميدان ويخطىء بعض الشباب حينما يظن ان جميع الأبواب في هذا المجال قد أوصدت، فيصاب بالإحباط والخمول، ويركن إلى الاسترخاء والانزواء، لكن الأمر يحتاج إلى جهد وتعب وسهر وكفاح، وهذه الخطوات مر بها جميع المتميزين الذين يشار إليهم بالبنان اليوم كأصحاب الفضيلة العلماء وأصحاب المعالي الوزراء وكبار التجار، مما يعني أن النجاح يحتاج إلى نفس طويل.
إن الجدية في الحياة مدعاة إلى الفوز والافتخار والتميز، ولكن لا ننسى ولا نغفل أن كلاً بحسبه فلابد من الواقعية في هذا الأمر والاعتراف بوجود الفوارق في الطموح والتفكير والامكانات فجدير بمن لديه الإمكانات لأن يكون من علية القوم، وأن يربأ بنفسه أن يرعى مع الهمل وفي المقابل نقول لمن لا يملك من التميز إلا الأنفة المجردة. تعساً لهذه النفوس الثقيلة التي تعبت من حملها الأجسام.
|