في كارثة الزلزال الجزائري ما يسترعى التوقف من زاوية التعاون الدولي تجاه مصيبة إنسانية ذات حجم كبير..
ويدور الحديث الآن عن قتلى تتجاوز أعدادهم الألفين وتقترب من الثلاثة آلاف والارقام مرشحة للزيادة بين ساعة وأخرى.
كثير من الدول ومن بينها المملكة سارعت للحد من الآثار وتقديم المساعدات حيث بات من الواضح أن الكارثة تتجاوز إمكانيات بلاد افتقرت طوال سنوات عديدة للاستقرار بكل ما يعنيه ذلك من تضاؤل الاهتمام بالأولويات وهو أمر لا بد أن يكون قد ألقى بظلاله بصورة سلبية على مواجهة مثل هذه الكارثة.
إن الكوارث الطبيعية لا تستثني منطقة.. أو دولة، ومع ذلك فإن كل منطقة في العالم تكثر فيها أنواع معينة من الكوارث، فقد عرفت الجزائر على سبيل المثال مثل هذه الكوارث، وكذلك تركيا، ما يعني ضرورة الاستعداد بطريقة معينة لمثل هذه الكوارث كان ذلك في طريقة المباني أو درجة الاستعداد للتعامل مع مثل هذه الازمات.. ومع ذلك فإن المشاكل السياسية قد تصرف الانظار عن ذلك.
ومن بين صور التعامل الدولي وصول فرق متخصصة في الإنقاذ مثل تلك التي وصلت من عدة دول أوروبية وأنجزت عملاً إنسانياً رائعاً من خلال إنقاذ بعض الأشخاص وبينهم اطفال.. وذلك باستخدام أساليب ومعدات تقنية متقدمة.
وكل ذلك يذكر بأن الانسانية يمكن ان تفيد كثيراً من التقدم العلمي من أجل صالحها وليس من أجل تدميرها حيث إن التطبيق الأوسع انتشاراً لمستحدثات العلم يكون في الغالب في المعدات والأجهزة العسكرية التي تحصد أرواح الملايين في ميادين القتال وفي أوساط المدنيين، والمثال الأوضح هنا هو القنابل النووية والغازات السامة والقنابل العملاقة.
إن المشاكل والكوارث الإنسانية والأمراض التي تتخذ شكل الأوبئة كلها تفتك بالناس في انحاء العالم، ومن المؤكد أن العالم بحاجة أكثر الى تجمعات على غرار الأحلاف العسكرية والتجمعات الاقتصادية لمواجهة مثل هذه الكوارث.
فالنجاح في القضاء بصورة جماعية على أمراض الأيدز والسارس والملاريا وسوء التغذية فضلاً عن تطوير الأبحاث الخاصة بالكوارث من زلازل وفيضانات ضمن جهد دولي سيوجه انظار العالم إلى ساحات جديدة للتنافس الدولي الخيِّر من أجل إسعاد الإنسانية بدلاً عن التنافس المقيت الذي تحركه الأطماع السياسية.
ومع ذلك فلا يمكن تخيُّل عالم مثالي خالٍ من مثل تلك الأطماع، لكن المأمول هو إعطاء التعاون الإنساني الخيِّر ما يستحقه من اهتمامات ومن تطبيقات عملية تفيد الإنسانية وتقلل من المواجهات التي تنشأ من تصرفات أنانية ومن نفوس شريرة.
|