Monday 26th may,2003 11197العدد الأثنين 25 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وعلامات وعلامات
في رحاب نادي القصيم.! 1 - 3
عبدالفتاح أبو مدين

في الأسبوع الأخير من شهر ذي الحجة 1423هـ، عقد في رحاب نادي القصيم ببريدة المؤتمر السابع عشر لرؤساء الأندية الأدبية والثقافية برعاية سمو الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير المنطقة، وكان الافتتاح مساء الاثنين حافلاً بالترحيب والخطابة، بل إن تلك الأمسية كانت للشعر، حيث ارتفعت أصوات تسعة من شعرائنا، تنشد في شتى فنون الشعر، وكانت أدوار الشعراء تتردد منشدين قصائدهم، حتى إن الشاعر الناقد الدكتور محمد العيد الخطراوي المشارك في هذا الملتقى أخذ يردد تلك المقولة الشائعة: «ما بعنا بالكوم غير اليوم»، وكنا نضحك ونسر، ذلك أن الشعر الذي سمي بديوان العرب»، سيظل كذلك مهما ارتفع شأو الرواية، ومهما علا شأنها، ذلك أن الأذن العربية التي تردد على استقبالها لهذا النمط المميز من الإنشاد، منذ سبعة عشر قرنا، لن ترضى بغيره بديلاً مهما راهن المراهنون على الرواية وأدوارها وأثرها وتأثيرها، وستبقى نمطاً وجنساً من الأدب، الذي يجد المحتفين به والمتخصصين فيه، والمجال الرحب، ليشيع في أنحاء الدنيا تتردد أصداؤه ومعطياته ودوره وانتشاره، إلا أن الرواية لن تغني عن الشعر، مهما مارى أنصارها وأبدع المنشؤون في تجويدها، والارتفاع بمستواها الفني والإبداعي، وشاعت في رحاب الأرض، وبين الناس، في مشارق الأرض ومغاربها.. لأن للأدب ألواناً شتى، وكل لون له أنصاره ومبدعوه، وفي ساحة الرواية والقصيدة فإن أحدهما لا يغني عن الآخر، لأن لكل منهما مذاقه ومتذوقيه وأنصاره ومحبيه، فلا يغني جنس منهما عن الآخر.. وقديما كانت - الحكاية -، بجانب القصيدة، ومضى النمطان يسيران مع الحياة، وإن تضاءل دور الحكاية، مع غزو القصة والرواية، وإن ضعف الشعر في سني الإنحطاط، غير أن دولته بقيت، وتجددت، مع عصر النهضة والصحوة، وسيظل الشعر المتميز يتصدر ساحات الأدب، له متذوقوه وعشاقه وأنصاره، لأنه من جذور وجدت لتبقى مع الحياة، لأنه جزء منها، مهما ارتقت وتغيرت وتطورت، وسيبقى الشعر الحي، الذي يستحق أن يسمى شعراً، ديوان العرب، شاء الذين يصدعون بأن الرواية، قد أزاحت الشعر عن الساحة أم أبوا..!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved