* أبها - عبدالله الهاجري:
رعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير الليلة قبل الماضية حفل تخريج الدفعة الخامسة من طلاب وطالبات جامعة الملك خالد للعام الجامعى 1423هـ / 1424هـ وذلك على مسرح المفتاحة بأبها.
وفور وصول سموه مقر الحفل عزف السلام الملكي، ثم بدئ الحفل الخطابي الذي أقيم بهذه المناسبة بالقرآن الكريم.
بعد ذلك بدأت مسيرة الخريجين من جميع أقسام وتخصصات الجامعة من أمام سموه.
وقد ألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير كلمة خلال الحفل فيما يلي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين الذي انعم علينا بنعمة الاسلام والصلاة والسلام على رسول الهدى الذي بشر الأنام بالسلام.
صاحب المعالي مديرالجامعة أيها الإخوة هيئة التدريس أبنائي الطلبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إنني لسعيد جدا في هذا المساء المبارك ان أرى هذا الجمع الكبير في هذه الصالة الكبيرة في هذه المنطقة الكبيرة برجالها، وانني باسمكم جميعا أتقدم بالشكر والعرفان لصاحب اليد الطولى في رعاية العلم والمعرفة في المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله الذي كان أول وزير للتعليم في هذه البلاد والذي رفع مشعل العلم والمعرفة فى أبناء وبنات هذا الوطن العظيم. أيها الإخوة ان هذه البلاد لتنعم كذلك بقيادة حكيمة تتمثل في مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين الذي عندما زار هذه المنطقة قبل بضع سنوات كان له السبق واليد الطولى في اعلان وتأسيس هذه الجامعة وتسميتها بجامعة الملك خالد عرفانا من القيادة ومن هذه الأمة لذلك الرجل العظيم طيب الله ثراه الذي وهب كل وقته وكل سني حياته لخدمة هذه البلاد وأبناء هذه البلاد، وان ننسى فلن ننسى ما تجده هذه المنطقة من رعاية كريمة من سمو سيدي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام الذي يزور هذه المنطقة سنويا وفي كل زيارة ترافقه مشاريع جديدة ومشاريع نفذت إما وضع حجر أساس وإما افتتاح لمشروع نهضوي عظيم في هذه المنطقة.
أيها الإخوة ..منذ ثلاثين عاما عندما كنت أتحدث الى بعض الاخوان عن مشروع الجامعة في هذه المنطقة كانت تقابلني منهم ابتسامة مشرقة ويقولون تكفينا كلية وعندما كنت أتحدث معهم عن التنمية وعن الطرق وأقول ان هناك شبكة طرق سوف تقام في هذه المنطقة كانوا يسألونني متى تصل سياراتنا الى السودة وعندما كنت أتحدث اليهم بأن هذه المنطقة ستكون من أولى المناطق السياحية ليس في المملكة العربية السعودية بل في العالم العربي كانوا يقولون تكفينا تجارتنا الداخلية.
اليوم نحن نحتفل بهذا التخريج بهذا الحفل البهيج بهذه النخبة الجميلة من شبابنا الذين نسعد بدخولهم الجديد في معترك الحياة وفي معترك البناء وفي معترك التقدم لهذه الأمة ونقيم هذا الاحتفال في أكبر مسرح بالمملكة العربية السعودية الذي يشهد في كل عام أنواعا متعددة من النشاطات السياحية التي أصبحت محط الانظار لمن في داخل البلاد ومن في خارجها.
أيها الأخوة.. نحن في نعمة ولله الحمد وأول هذه النعم هي نعمة الاسلام وثانيها هي نعمة الأمن ونعمة الاستقرار ان شكرنا هذه النعمة فسوف يزيدنا الله سبحانه وتعالى من نعمه بالكثير وان جحدنا وان كفرنا بهذه النعمة فسوف تحل علينا نقمة الله لأنه غيور على نعمه.
سمعنا جميعا ما حدث ورأينا بأعيننا ما حدث من تفجير ومن تخريب ومن دمار قام به بعض من أدعى الاسلام وباع نفسه وباع روحه وباع وطنه وباع أمته للشيطان وخرب وهدم ما بناه الآباء وما سهر عليه الأجداد وما قدم الأوائل من تعب ومن جهد ومن عناء ومن آمال لهذه الأمة ولهذه البلاد وسمعنا ورأينا خطاب سيدي ولي العهد الذي تعهد بمحاربة هذا الفساد وبمحاربة هذا الفكر الهدام وبالتوعد والوعيد لكل من ساعد ومن ساهم ومن تعاطف مع هذه الأعمال التخريبية. وانني أطالبكم جميعا بأن نقف صفا واحدا خلف قيادتنا لمحاربة هذه الأفكار الهدامة وهذه الرؤى الشيطانية وهذه الاحلام العدوانية التي انصبت على بلادنا وانصبت على امتنا من زمرة من قادةالفكر المنحرف التي خانت وطنها وذهبت لتنشر الفساد في اوطان اخرى فهزموا فى كل مجال وهزموا في كل وطن وهزموا في كل جهة من جهات العالم فاستداروالآن لينتقموا منا لانهم وجدوا ان هذه البلاد ومن فيها هم على الحق ومن خان ومن بار بها ومن عاداها وجد نفسه مع الشريرين ومع المفسدين ومع عصبة السوءالذين بعدما خانوا وطنهم ذهبوا فافسدوا في ارض الغير حتى مزقوها واشعلوا نار الفتنة بين المسلمين في افغانستان فكانت الدائرة عليهم فشردوا في البدايةمن بلادهم ثم شردوا من بلاد المسلمين في كافة انحاء العالم واصبحوا الآن مطاردين في متاهات الفكر المنحرف على جبال افغانستان وعلى جبال حدود باكستان يكيدون المكايد ويدبرون المفاسد لهذه البلاد ويرسلون الفكر المنحرف يسيء لشبابنا وليسئ لديننا وليساعد جميع اعداء الاسلام على التشهير بهذا الدين والتشهير بالمسلمين بانهم ارهابيون وبان دينهم ارهابي الفكر والمذهب فمن اعانهم فهو منهم وسوف نحاربه في جميع الاتجاهات ومن حاربهم فهو من امة الاسلام الغيورين على هذا الدين والغيورين على هذه الأمة والغيورين على هذه البلاد. وانتم أيها الإخوة المدرسون والموجهون والتربويون انتم مسئولون امام اللهثم امام بلادكم بمحاربة هذا الفكر لدى الشباب ولدى الفتيات الذين تدرسونهم وتعلمونهم وتوجهونهم ان احسنتم التوجيه فسوف تجدون امامكم جيلا من أبنائكم ومن بناتكم يكمل مسيرة البناء في بلد البناء وان اسأتم أو تخاذلتم أو تساهلتم امام هذه الأفكار الخبيثة فانكم سوف تساهمون بطريقة مباشرة أو غير مباشرةفى هدم بلادكم وفي الايذاء والاساءة لأبنائكم ولبناتكم في هذه البلاد فاتقواالله اتقوا الله في أبنائكم واتقوا الله في بناتكم واتقوا الله في أجيالنا القادمة لأنها مسئوليتكم أيها المدرسون في الجامعة ومسئوليتكم أيها المدرسون في المدارس الثانوية وفي المتوسطة وفي الابتدائية ومسئوليتكن أيتها المدرسات في جميع مراحل التعليم للفتيات. ضعوا يدكم على يد قادتكم وحاربوا الفساد وحاربوا الفكر المنحرف حاربوا هذا الفكر المنحرف في كل مكان في المدرسة وفي المسجد وفي النادي وفي المجلس وفي المنزل وفي الشارع وفي المقهى وفي المطعم لأنكم ان حافظتم على بلادكم وعلى أمتكم وعلى مستقبلكم فان الله سوف يزيدكم من نعمه وان كفرتم بهذه النعمة وسمحتم لهذه الأفكار الهدامة لأن تغزو عقول أبنائكم وبناتكم فلا شك بأن مستقبلكم مظلم ظلامة هذا الفكر ويائس يأس هذه الطغمة الفاسدة التي تتشرد من جبل الى جبل ومن بلد الى بلد لم يعد لهم أي ملجأ سوى المزبلة الالكترونية كما وصفها الشيخ سعد في محاضرته في جيزان في الانترنت الذي وجد طريقه كالعادة في السرية وعدم ذكر الأسماء لأن الفساد والشر والمؤامرات لا تحاك في الظاهر وانما دائما تجد لها مستنقعات قذرة مثل هذه الساحات الانترنت لتصل الى الأفكار المنحرفة التي تستقبلها.
أيها الإخوة.. اذا كان هناك تفجير فاياكم ان تفجروا أجسادكم في سبيل الشيطان وانما فجروا طاقاتكم فجروا قدراتكم فجروا ابداعكم فجروا ابتكاركم فجروها لخدمة الدين لخدمة الاسلام لخدمة الوطن لخدمة الأمة في البناء.
أيها الإخوة.. ليس بالسهل البناء بالعرق البناء بالجهد البناء يأخذ وقتا طويلا أما الدمار والخراب والفساد فهو ابن الساعة ينتهي في دقائق ويدمر الدنيا ويدمر المجتمع ساعدوا بلادكم وانهضوا بأمتكم ولا تكونوا مثل هؤلاء الذين خانوا دينهم وخانوا أسرتهم وخانوا وطنهم وذهبوا ليفسدوا في الأرض.. حاولوا ان تبنوا هذا المجتمع وان تبنوا هذا الوطن لنلحق بركب الحضارة ولنبرهن للدنيا أجمع بأن الاسلام هو دين كل زمان وكل مكان وبأن أمة الاسلام هي أمة الابداع وأمة التفكير وأمة الابتكار وأمة التقدم والازدهار كان الله في عونكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كما القيت خلال الحفل عدد من الكلمات حيث القى مدير جامعة الملك خالد الدكتورعبدالله بن محمد الراشد كلمة رحب فيها بسمو الأمير خالد الفيصل على حضوره هذا الحفل الذي يعد تكريما لأبنائه الطلاب.
واكد ان مايسمع بين حين وآخر من انحراف بعض أبناء هذه البلاد وجنوحهم عن الصراط السوي لا يمثل شبابنا ولا يجوز بحال من الأحوال ان تلصق أسبابه بعقيدتنا أو تركيبة مجتمعنا بل هو في جله ثمرة أفكار صنعت خارج حدودنا لافتا النظر الى ان من واجبنا جميعا الحيطة والحذر والبعد عن الزيغ والاستدراج ومثيري الفتن والانسجام في بوتقة واحدة مظلتها العقيدة الصحيحة وروحها الحب والوفاء لأمتنا ووطننا والولاء والسمع والطاعة لقيادتنا.
عقب ذلك القى عميد القبول والتسجيل الدكتور سعيد رفاع كلمة أعلن فيها النتيجةالختامية للخريجين والمتوقع تخرجهم لهذا العام الدراسى 1423ه/1424ه والذين بلغ عددهم أكثر من الفين وثلاثمائة خريج وخريجة.
بعدها القيت كلمة الخريجين القاها الطالب صالح العمري شكر فيها سمو أمير منطقة عسير لحضوره حفل التخرج مؤكدا ان هذا الحضور لسموه يأتي من خلال الاهتمام والدعم والرعاية الذي يلقاه التعليم من الحكومة الرشيدة والتشجيع عليه.
ثم القيت كلمة أولياءالأمور القاها شيخ شمل قبائل بني مغيد وبني نمار علي بن سعد بن مفرح هنأ فيها الخريجين على تخرجهم وحثهم على الحفاظ على دينهم ووطنهم والتكاتف الداخلي والحذر من اختراقات المفسدين.
وفي نهاية الحفل تشرف الطلاب الحاصلون على مراتب الشرف الأولى والثانية والخريجون بتسلم شهاداتهم من يد سموه.
ثم قدم مدير جامعة الملك خالد هدية تذكارية لسمو الأمير خالد الفيصل.بعد ذلك التقطت الصور التذكارية مع سموه.
وفي ختام الحفل عزف السلام الملكي.وحضر الحفل وكيل امارة منطقة عسير محمد بن علي الزيد وكبار المسئولين من مدنيين وعسكريين بالمنطقة.
| 
