سقطت العمارة، تطلعت فإذا السقف مرفوع والجدران قائمة، بل هي طائرة ضربت بكلكلها في شارعنا، فتحت الباب، لم ارها، بل هو الدور العلوي ربما وقع، تأكدت انه موجود وانواره مضاءة. ولم اع ان اولادي حولي يضجون من الفزع، وبعضهم اصطكت عليه النافذة محدثة دوياً ووقعت عليه مروحة الشفط وبقي في انهيار نفسي طوال ساعتين ولم يناوموا تلك الليلة، وتوقعنا شراًً ورعباً وليلة ليلاء عشناها الثلاثاء الماضي ولما تبين الامر فاذا هو انفجار يفصلنا عنه الطريق الدائري وفعل بنا كل هذه الافاعيل، فكيف بالمجاورين، بل المصابين بل المقتولين بلا ذنب، طفلان اردنيان وسعوديون وسبعة امريكان مسلمون. اهؤلاء امريكا التي يريدون اقتلاعها او زعزعة كيانها، اي غباء واي حمق فعل هؤلاء المجرمون؟! اتراهم يريدون هدايتنا بالرشاشات والقنابل؟ اتقتلون الاطفال والابرياء لتغيظوا بوش المستلقي على اريكته في مزرعته بولاية تكساس بعيداً هناك بأمريكا، انا لا افهم كيف يضرب الثور لما عافت البقر، ولا كيف يطيب الحال وانا افجر الاطفال لتصحوا امريكا وتقول غفرانك ربنا وهي التي صنعت خمرتها من اطفال العراق وجثث الافغان، ورقصت علي اشلاء العزل في فلسطين، اني لا اؤمن ان من فجر في الآمنين وروع النائمين يمكن ان يكون مسلماً أبداً. بل هو مسخ عتيل زنيم زرعت امريكا في مخه ذرة الكترونية وصارت تدبره بالريموت كنترول لتنفذ مخططها وتهين امتنا. فلا يمكن ابداً ان تدمر فلل غرناطة ويقتل الابرياء ليموت شارون في اسرائيل، وهل قتل الحربي والبليهد والعسيري سيصيب بوش بالسكتة؟! اهكذا نعالج مصائبنا ونفتك بأرواحنا ليترنح من الفرح عدونا، كيف خرجتم لنا ايها الحكماء بدواء غريب تهشمون له الرؤوس لتقتلون البعوض، من اين جئتم بالله عليكم بهذا الطب العجيب الذي يدمر كل شيء ويقتل كل البشر بلا تفريق، امن اجل ان تفرضوا رأيكم؟!. وكيف للرأي ان يتقبل وقد ذهب الآمر والمأمور. ام انكم لا تحسنون سوى هذا المنطق وعجزتم عن النطق والحجة واصبتم بالعي والحبسة. أيعقل بالله عليكم ان نأخذ عن مجهولين او نقتدي بأشباح تسير وسط الظلام وتلبس لباس النساء ونلفع بخمرهن وتعتمر شعورهن وتنادي بأفكار الهدم والتدمير والقتل والاضرار وتهزأ بل تستنكر افكار التعمير والبناء والاصلاح، من انتم عرفوا انفسكم لنا. أيعقل بالله ان نترك مشايخنا الذين نعرفهم حق المعرفة وولدوا في بيوت العلم والفضيلة ودرجوا يلهجون بالقرآن ويركعون بالاسحار ويؤموننا بالعشي والابكار وهرموا منحنين على الهدى والاستغفار ونتبع انكاراً غلمة شاذين، ما عرفناهم دعاة وانما رأيناهم سفاحاً. قرأوا آيتين وما فهموهما واخذونا عليهما بالعصي صائحين مولولين. ايكون قدوتي خفاش ظلام لم اسمع منه حديثاً ولا كان لي اماماً، وادع جباها منذ أن شبت الى ان شابت وهي ساجدة لا تعرف منتجعاً لها سوى المسجد، من الفجر حتى منامها تعلم الناس وتدرس الشباب كابن باز وابن عثيمين رحمهما الله وابن جبرين امد الله في عمره أأكون غبياً وآخذ عمن لا سند له في مشيخة ولا تأليف له في علم، ولا من يروي انه جثا عند ركبة عالم، وانما هو كما قيل درس الضحى وافتى العصر، واذا كنت اختار لبطني فان فكري اهم فلا ينبغي ان ادخله الا ما كان طيباً عن طيب عن ثقة عن الامين عن الله. ما الذي يريده هؤلاء؟ ايبغون اكراه الناس على فكرهم ودفعهم الى قناعاتهم وزجهم في خضم تشوشهم. اذاً ما الفائدة من عقولنا أنقيدها ونوصد في جراب ونساق كالأغنام لنعمل ما تريدون لا ما نريد. ولننفذ لبس ابليس وننسى سواء الطريق الذي انتهجه سلفنا وكنا به امة وسطا قيض الله لها نشر دين الاسلام لما عرفته حق المعرفة فلم تقتل وليداً ولا شيخاً ولم تقطع شجرة او تهدم معبداً.. وهذا في الحرب فكيف بالسلم، اذ وعت تماماً قول الله تعالى :{لا إكًرّاهّ فٌي الدٌَينٌ قّد تَّبّيَّنّ الرٍَشًدٍ مٌنّ الغّيٌبَ } [البقرة: 256] أهؤلاء أغير من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد زار جاره اليهودي وتعامل مع اليهود المسالمين لا الخونة حتى مات عليه السلام ودرعه مرهونة عند احد اليهود. اهم افقه من عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد أمَّن الكتابيين على انفسهم ودينهم واموالهم وترك لهم معابدهم. إن الانسان على نفسه بصيرا فلن يلقي بنفسه في التهلكة وقد هدي النجدين فليختر - بما اودعه الله فيه قوى - أيسلك طريق الخير ام طريق الشر؟! وكما يقول العوام «توق عن النار بمطوع» فلا سلم بما قال به مشايخنا وثقاتنا وبه الكفاية واسلم من الفتن وادع فتاوى السردايب المظلمة. واذا كان هؤلاء المتهورون اصيبوا بالاحباط من حال امتنا فان قادتنا خيارنا لاشرارنا وان الوعد الحق املنا والنصر توقنا سنصله بالصبر والاعداد الحكيم لا بغبراء الثيران وهوجاء الغوغاء مقتدين بامام المسلمين الذي بعث بعد الاربعين ودعا بالحكمة والموعظة الحسنة.
|