أي جرم يعيث في الظلماء
أي قتل في خطة رعناء
ضجت الأرض من دماء غزار
واستغاثت من زحمة الاشلاء
أي جرم في موطن مستتب
آمن بين فرحة وهناء
واذا الموت حوله مكفهر
جاثم بين أنمل الجبناء
هذه الأرض ما لها ينشر
الرعب عليها مآتم الأشقياء؟
أفتُغْريكم الدماء سيولاً؟
بئس هذا النجيع من إغراء
الثكالى قصائد مفزعات
واليتامى مخنوقة الاصداء
وانتفاض الآمال يخنقها الآثم
فتمضي في لجنة دكناء
يبسم الطفل للحياة سعيداً
ثغره مشبع بفيض الرضاء
وإذا فرحة الفطام رصاص
يئد الزهر في ربى الصحراء
الحمامات في الوجود جذالى
بين طهر ورقصة وغناء
حالمات بوكرها في انتشاء
تتغنى بفرحة وهناء
قتلوها وللهديل بقايا
قتلوها في ليلة ليلاء
فاسألوا تلكم المخالب عنها
سيجيب الوجودَ بحرُ دماء
قتلوا في النفوس انشودة
الطهر فجُن السلام بالارزاء
اجفلت غادة الليالي مليا
ثم لاذت في بسمة خرساء
يا أكفاً منها الطعان توالت
نحو جسم يعيش في النعماء
الخفافيش في الليالي صراخ
حالمات في غمرة الايحاء
وتعيش الحرباء في كل لون
هل عرفتم مسالك الحرباء؟
تحرقون الزهور بغيا وظلما
وهي ملأى بنفحه الأنداء
وعلى النعش يرحل الأبرياء
وتنسى الجراح من يد هوجاء
أيها الغارقون في الاثم مهلاً
قد أذبتم عواطف الشعراء
هذه الأرض أرض دين وأمن
وسلام يطوف في الارجاء
تتلاشى الشموع في صنعكم المر
صديداً يئن في الصحراء
لن تزيلوا مَا خُط في الارض دوماً
من جلال ووحدة ووفاء
لن تزيلوا من الأنام قلوباً
تملأ الكون نفحة من ولاء