* الجزائر باريس الوكالات:
تتزايد بصورة متواصلة ارقام القتلى في كارثة الزلزال بالجزائر حيت تتحدث المصادر عن ارقام بين الفين وثلاثة آلاف قتيل في وقت سعت فيه الحكومة على دحض الانتقادات الواسعة النطاق لها بشأن دورها تجاه الضحايا والمشردين.
وذكر تقرير أخباري أن محصلة قتلى الزلزال الذي ضرب شمال الجزائر الاسبوع الماضي تجاوزت الألفي قتيل. وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية عن مسؤولين بوزارة الداخلية الجزائرية قولهم إن محصلة القتلى من زلزال الاربعاء المدمر قفزت إلى 2047 قتيلا كما أفادت الانباء أن المصابين وصل عددهم إلى 8600 مصاب. ولا يزال المسؤولون يخشون من أن أكثر من ثلاثة آلاف شخص قد قُتلوا في الزلزال. ورغم حدوث توابع زلزالية جديدة فقد واصلت أطقم الانقاذ عملها بحثا عن ناجين لكن الآمال تتلاشى سريعا في نجاحهم في هذا.وقد سحب مسعفون يابانيون ليل الجمعة السبت رجلا في ال 21 من العمر من تحت انقاض فندق زموري (شرق العاصمة) .وقال احد المسعفين ان الرجل غيرمصاب بجروح خطيرة ولكنه نقل الى المستشفى.
وأمضى كثيرون ممن شردهم الزلزال عدة ليال بالفعل في العراء. والزلزال الذي بلغت شدته 6 ،7 بمقياس ريختر هو أقوى زلزال يضرب المنطقة منذ أكثر من عشرين عاما. ويقع مركز الزلزال في تينيا الواقعة على بعد نحو 70كيلومترا شرق الجزائرالعاصمة. ويعيش نحو 20 في المئة من سكان الجزائر البالغ عددهم 32 مليون نسمة في المناطق المتضررة.
ومساء السبت اعيد التيار الكهربائي الى مدينة الجزائر بعد ان غرقت المدينة في ظلام دامس في وقت سابق من ذات اليوم.
ويجد الناجون من زلزال الجزائر المدمر الطعام والشراب وانما مايحتاجونه حقا هو المأوى وربما صبرا لاحدود له.واضطر نحو 15 الفا للفرار من منازل متضررة يمكن ان تتهدم في اي وقت.وفي ملعب كرة القدم في زموري بالقرب من مركز الزلزال احتمت الأسر المشردة تحت الملاءات وملابس قديمة فيما لم تتوافر خيام الا لقلة محظوظة.
وفي احد اطراف الملعب توجد كومة من المواد الغذائية تبرعت بها جمعيات وسكان محليون. ويقول دوكال سادي «الطعام غير صالح للأكل ولكننا نأكله على اي حال ليس لدينا بديل. دمرت معظم المحال». وفي وسط المدينة بالقرب من الجامع الذي سوي بالارض تتناثر اكوام من الاغطية وجلود الماشية والملابس والاحذية توزع مجانا.
وتفاقمت مشاعر الغضب بين سكان المناطق المتضررة بسبب ضعف وعدم سرعة الحكومة في التعامل مع الزلزال. وتثير درجات الحرارة المرتفعة المخاوف من احتمال انتشار الامراض.
ويشكو الناس في كل مكان من ان السلطات لم تفعل شيئا لتوفير مأوى مناسب. وفي بلدة بومرداس اكثر المناطق تضررا لجأ المئات الى حديقة وهجروا الابراج السكنية التي اصيبت بأضرار.
وقال صلاح عراس وهو اب لستة اطفال يعيشون في خيمة «لا نعرف اذا كانت المباني صالحة للسكنى. نريد ان يأتي الخبراء ويبلغونا اذا كان يمكننا العودة.لا زلنا نشعر بالهزات التابعة ولا يمكننا المخاطرة».واعربت مجموعة من السيدات يعتنين باطفالهن في ركن من الحديقة عن غضبهن لعدم تقديم المسؤولين اي مساعدة. وتقول فاطمة دهماني «لا نريد طعاما، نحتاج سقفا فوق رؤوسنا يمكن ان نتحمل الوضع لاسبوع اواثنين ولكن ليس لمدة ستة اشهر. الحرارة شديدة».
ويقول راديو الدولة انه جرى تعزيز الجهود لإصلاح خطوط الهاتف واستئناف امدادات الكهرباء والمياه في المنطقة بأسرها وقالت السلطات انها ستبدأ في ازالة المباني التي لم تعد صالحة للسكنى.ووجه المسؤولون اللوم للحكومة في بلد يندر فيه توجيه انتقادات علنية.
ورد وزير الخارجية الجزائري عبد العزيز بلخادم مساء السبت على الانتقادات بالقول «الحديث عن تهاون وعدم تحرك السلطات الجزائرية لا اساس له» نظرا الى«الوسائل الوطنية» التي تمت تعبئتها بعد الزلزال الذي ضرب العاصمة وضواحيها.
وقال في مقابلة مع التلفزيون الفرنكوفوني «تي في 5» بعد بضع ساعات على استقبال الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بالاستهجان من قبل مئات المتظاهرين في بومرداس على بعد 50 كلم الى شرق الجزائر العاصمة «نظرا الى الحاجات الضخمة، من الطبيعي ان يكون هناك احتجاج».
|