* الفلوجة - رويترز:
يقف العقيد نجيب خليفة مفتخراً الى جوار صدام حسين في صورة التقطت قبل أيام من الحرب.. وهو الآن يلقي باللوم على الرئيس العراقي السابق في الحرب التي جعلت العراق مدمرا ومحتلا.
ولكنه وجّه تحذيرا قويا للادارة الامريكية التي حلت القوات المسلحة العراقية في الاسبوع الماضي وأن طرد الضباط والجنود وجعلهم بلا وظائف قد يصبح كابوسا للادارة الامريكية.وكان خليفة «40 عاما» وهو أب لستة أبناء عضوا في الحرس الجمهوري الذي كان متمتعا بمزايا هائلة لمدة 19 عاما قبل نقله الى الجيش النظامي، أما اليوم فقد انضم الى جيش العاطلين الذي يتزايد يوميا.
قال خليفة لرويترز في منزله بالفلوجة لم نتلق رواتبنا منذ مارس والكثير منا يعتمد على رواتبه في اعالة أسرنا وإذا ما توقف المصدر المالي فإن بعض الجنود سيضطرون للنهب والقتل للبقاء في حين ان آخرين سينظمون صفوفهم لمحاربة الامريكيين.
وحلت الولايات المتحدة يوم الجمعة وزارة الدفاع والاعلام وكل القوات المسلحة التي كان يتألف أغلبها من السنّة وعزلت أكثر من 400 ألف من مناصبهم.
ولجأ الكثير من الجنود العاطلين الذين لم يكونوا من بين الفئات التي تلقت مزايا مالية كبيرة من صدام الى بيع أسلحته الآلية بل البعض باع أسلحة ثقيلة في سوق سوداء لكسب قوت يومهم.
وذكر خليفة ان الكثير من سكان الفلوجة ليسوا من الموالين لصدام بالمعنى المفهوم ولكنهم كانوا أفضل حالا في ظل النظام القديم، وأضاف: كانت لدينا وظائف وكان هناك أمن، على الاقل لم نكن محتلين في ظل حكمه.
ومضى يقول: الكثير منا نحن العسكريين كان في الجيش طول حياته ولا يمكننا العمل في أي مكان آخر، ستكون لبطالة الجنود رد فعل عكسي على القوات الامريكية.
وتابع خليفة: الجنود مزودون بما يكفي من أسلحة ومدربون تدريباً جيد جداً وهم على معرفة بتضاريس البلاد.. لذا فسينظمون جماعات مقاومة لمحاربة الامريكيين.
لقد بدأوا بالفعل تنظيم صفوفهم ما زالت الكمائن التي نراها الآن عشوائية ولكنها ستصبح قريبا هجمات منظمة، يتعين على الولايات المتحدة ان تجد حلا للجنود العراقيين وأكد على انه لن يشارك في مثل هذه الهجمات.
وقتلت القوات الامريكية اثنين من العراقيين في الفلوجة بعد ان هاجم مسلحون حاملة الجند المدرعة التي كانوا يستقلونها يوم الاربعاء.
وقال ضابط أمريكي ان الفلوجة مصدر «للتوترات» بالنسبة لهم منذ غزو العراق، وأضاف الكابتن ادوين ويركهايزر بأن المسلحين اما انهم قطاع طرق من الاشرار الذين يعتقدون انهم سيلاقون استحسانا إذا ما حاربوا الامريكيين أو هم مما تبقى من النظام القديم الذين حرموا من حقوقهم أو انهم منتمون للنظام القديم.ولم يقبل أبدا سكان الفلوجة تدخل الاجانب في منطقتهم وتوعدوا بمحاربة المحتلين، وقال خليفة ان من الظلم فرض عقاب جماعي على الجنود الذين اضطروا للقتال في كل المعارك العراقية مع عدم اقتناعهم بدوافع القيادة وخططها الحربية.
وأردف قائلا: أعتقد ان اجبارنا على القتال في هذه الحرب كانت مقامرة، كيف يمكن محاربة الجيش الامريكي الحديث بالمدافع والدبابات القديمة، ولكن صدام كان يعتقد انه سيفوز في هذه الحرب.
وقال خليفة وهو يتطلع الى الصورة التي التقطت له مع صدام قبل عدة أيام من الحرب بعد الكشف عن المقابر الجماعية والفظائع التي ارتكبها النظام.. أشعر بالخزي من تاريخنا وممارساته.. نريد أن نمضي قدما.
|