Monday 26th may,2003 11197العدد الأثنين 25 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

محللون فلسطينيون: النظام السياسي الفلسطيني يمر بمرحلة انقلاب أبيض محللون فلسطينيون: النظام السياسي الفلسطيني يمر بمرحلة انقلاب أبيض
الوضع الفلسطيني الحالي هو «حكومتان برأس واحد»

  * رام الله - رويترز:
قال محللون فلسطينيون أمس الأحد ان النظام السياسي الفلسطيني يشهد انقلابا أبيض بطيئا يتمثل في الصراعات الكامنة بين رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات ورئيس الحكومة الاصلاحي الجديد محمود عباس رغم نفي اقطابه له.
وقال المحلل الفلسطيني مهدي عبدالهادي الذي يدير مؤسسة أهلية تعنى بالقضايا الاستراتيجية والسلام: النظام السياسي الفلسطيني يمر بمرحلة انقلاب أبيض بطيء فيما يقود الرئيس عرفات انقلابا مضاداً في المرحلة الاولى لتأكيد شرعيته وقوة رمزيته وجسره للحركة الوطنية بالداخل والخارج.
ويرى المراقبون ان عرفات سمح تحت ضغوط داخلية ودولية مكثفة بفتح الباب على مضد لتشكيل مؤسسة تنفيذية مرجعيتها المجلس التشريعي وليس الرئاسة مما أضفى قوة وشرعية لعباس أبو مازن، ويقول المحللون ان عرفات كشف عن الخلاف مع عباس حول الصلاحيات عندما سحب عرفات محافظي المدن الفلسطينية من وزارة الداخلية الى ظل جناح مكتب الرئيس مباشرة.
وقال عبد الهادي أهم مظاهر الانقلاب الأبيض الصريح ليس بالتصريحات المتبادلة والتي تحمل عبارات مجاملة وانما عندما يصدر الرئيس قرارا بأن يصبح المحافظون مرتبطين مباشرة بمكتب الرئاسة بدلا من تبعيتهم الوظيفية والمهنية لوزير الداخلية.
وقال مسؤول فلسطيني طلب عدم الكشف عن اسمه ان الوضع الفلسطيني الحالي هو «حكومتان برأس واحد» وان أبو مازن جاء من خلال ثلاثة مقاييس أحدها فلسطيني والثاني إسرائيلي والثالث دولي.
واعتبر المسؤول ان الفلسطينيين يرون في ابو مازن شريكا لعرفات بهدف «مأسسة» العمل الفلسطيني واعادة المصداقية للسلطة.
أما المقياس الإسرائيلي فيعتمد على ابعاد النظام السياسي الحالي والاستيلاء على كل سلطاته وصلاحياته والاحتفاظ بعرفات كرمز، وفيما يتعلق بالمقياس الدولي فانه يضفي الشرعية تدريجيا على حكومة أبو مازن كي تنتزع السلطة بصورة تدريجية دون احداث فراغ سياسي.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني حسن الكاشف ان النظام السياسي الفلسطيني يمر بمرحلة اختبار صعبة لمدى قدرته على التكيف والتحول لنظام سياسي مدني، واعتبر الكاشف العلاقة بين عرفات وعباس طبيعية في المرحلة الحالية وتابع لم يعتد الاثنان على هذه العلاقة التقاسمية لكن لا خيار أمامهما الا التكيف والتأقلم.. المسألة ليست سهلة.
وذكرت صحف إسرائيلية أمس الأول السبت ان مسؤولا أمريكيا بارزا قال ان عرفات يحاول المساس بأبو مازن من خلال محاولته الاحتفاظ بكافة الصلاحيات.
وجاء تعيين عباس بعد مطالبة دولية واقليمية باستحداث منصب رئيس وزراء في الحكومة الفلسطينية وبعد اقتراح خطة «خارطة الطريق» للسلام والتي تدعمها الولايات المتحدة.
ويؤيد الفلسطينيون ورئيس وزرائهم الجديد الخطة التي تدعو السلطة الفلسطينية لنزع اسلحة النشطاء واعتقالهم. وبعد اعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون يوم الجمعة قبول الخطة قال الرئيس الامريكي جورج بوش انه سيبحث الدعوة لقمة مع شارون وعباس، ولم يحدد بوش مكان أو موعد عقد هذه القمة لكن مسؤولين أمريكيين قالوا انها قد تعقد أوائل يونيو حزيران في جنيف أو منتجع شرم الشيخ المصري.
وتحدد الخطة خطوات متبادلة تؤدي الى قيام دولة فلسطينية بحلول عام 2005 وتجميد توسيع المستوطنات اليهودية على الاراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967 لكن إسرائيل ترددت في اتخاذ تلك الخطوة قبل ان يكبح الفلسطينيون الجماعات النشطة المسؤولة عن الهجمات ضد الإسرائيليين.
وقال عبد الهادي ان «خارطة الطريق» وحدها لن تجدي الا بوجود ثقل دولي على الأرض من خلال ارسال مراقبين دوليين وليس أمريكيين فقط.
وأضاف ان ايجاد دور دولي فاعل الأرض هو الكفيل بايقاف النزيف الفلسطيني والانقسامات داخل الاطر والفصائل بهدف اعادة توحيد الرؤية للدولة الفلسطينية في المستقبل.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved