* طهران واشنطن الوكالات:
يحارب الإصلاحيون في إيران في جبهتين داخلية وخارجية وتتصل هذه الأخيرة بتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة وتشجيع الحوار على الرغم من دفع المتشددين في أمريكا الأمور باتجاه المواجهة على خلفية ادعاءات أن إيران تدعم تنظيم القاعدة.
أما داخليا فإن مساعي الإصلاحيين تتركز على إزالة العقبات عن طريق الإصلاحات.
وبهذا الصدد وقع 130 عضوا في البرلمان الإيراني الذي يسيطر عليه المحافظون خطابا مفتوحا لمرشد الجمهورية علي خامنئي طالبين منه رفع العقبات التي تقف في طريق الإصلاحات.
وتلك أحدث محاولة يقوم بها مؤيدو الرئيس المعتدل محمد خاتمي لإنقاذ عملية الإصلاح السياسي في البلاد التي أعاقت فيها الأجهزة المحافظة تشريعات جديدة تسمح بزيادة الحريات الاجتماعية والعدالة والديمقراطية.
وقال موقع هيئة الإذاعة البريطانية على الإنترنت إن النواب الإصلاحيين الذين يشكلون نحو نصف البرلمان دعوا كذلك لاستفتاء عام يقود إلى ديموقراطية حقيقية تضمن الحرية والكرامة.
واتهم الخطاب المؤسسات اليمينية غير المنتخبة بتصعيد حملة مكثفة لتشويه سمعة الحركة الإصلاحية ورمزها خاتمي على الرغم من انتصاراته الانتخابية الكاسحة.
وحذر الإصلاحيون خامنئي أن الوقت يجري قائلين إن التوترات السياسية والاجتماعية في إيران تتواكب مع خطر خارجي يتمثل في الخطة الأمريكية الواضحة لتغيير الخريطة الجغرافية السياسية للمنطقة مما يجعل هذه الفترة من أحرج الفترات في تاريخ إيران الحديث.
وجاء الخطاب بعد تحذير عاجل مشابه وجهه نحو مئتي مثقف ليبرالي الأسبوع الماضي.
ومنذ مجيء خاتمي للسلطة في 1997 واجهت مساعيه لإصلاح الجمهورية الإسلامية البالغة من العمر 24 عاما عقبة في كل منعطف تقريبا على يد المحافظين في أقوى مؤسسات الدولة.
ورفض مجلس مراقبة الدستور المكون من 12 عضوا والذي يمتلك سلطة نقض التشريعات التي يعتبرها غير دستورية أو متناقضة مع الشريعة الإسلامية مشروع قانون يهدف لتعزيز سلطات خاتمي ورد الإصلاحيون بالحديث عن الدعوة لاستفتاء عام.
وفيما يتصل بالعلاقات الإيرانية الأمريكية أوردت صحيفة واشنطن بوست أمس الاحد أن إدارة الرئيس بوش قطعت اتصالاتها مع إيران وأن مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» يطالبون بأخذ إجراءات يعتقد أن من شأنها زعزعة استقرارالحكومة في طهران.
وأوردت الصحيفة أن الخطوة تلي تقارير مخابراتية تلمح إلى أن نشطاء القاعدة في إيران لعبوا دورا في التفجيرات الانتحارية في الرياض في 12 مايو/ايارالجاري.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الإدارة قولهم إن البيت الأبيض «يبدو مستعدا لتبني سياسية نشطة لمحاولة زعزعة الحكومة الإيرانية».
وأوردت الصحيفة أن مسؤولين سيجتمعون في البيت الأبيض يوم الثلاثاء المقبل لمناقشة الاستراتيجية تجاه إيران فيما يضغط مسؤولو البنتاجون لأخذ خطوات للإطاحة بالحكومة من خلال انتفاضة شعبية.
ورفضت متحدثة باسم البيت الأبيض التعليق على التقرير.
وبالعودة إلى إيران مرة أخرى فقد ذكر مسؤول أمني كبير السبت أن إيران ترغب في الحد من التوترات في العلاقات مع الولايات المتحدة والتي تصاعدت مع اتهامات واشنطن بأن إيران تؤوي إرهابيين من تنظيم القاعدة.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية «إيرنا» عن رئيس مجلس الأمن القومي الأعلى حسن روحاني قوله «إيران مهتمة بالحد من التوترات وإذا أبدت الولايات المتحدة حسن نية فسوف تظهر ظروف أفضل في المستقبل في العلاقات (بين البلدين)».
وفي اجتماع مع رئيس لجنة السياسة الخارجية في البرلمان الهولندي هينك ديهان، علق روحاني على نقطة أخرى موضع خلاف مع الولايات المتحدة وتتعلق بالبرنامج النووي لإيران، وأكد روحاني أن هذا البرنامج يخدم أغراضا سلمية فقط وأعلن التزام بلاده بالإشراف الدولي الكامل على برامجها النووية.
|