تغطية: سعيد الدحيه الزهراني
ضمن نشاطه الثقافي لهذا العام أقام نادي الرياض الأدبي مساء الأحد الموافق 17/3/1424هـ في قاعة الأمير سلطان بن فهد بمقر النادي محاضرة بعنوان (أمريكا والعالم: الهيمنة الخشنة) ألقاها سعادة الدكتور فهد العرابي الحارثي عضو مجلس الشورى وأدارها سعادة الأستاذ عبدالله بن محمد الشهيل حيث ابتدأ المحاضرة بالترحيب بالمحاضر والحضور مستعرضا في لمحة سريعة المحاضرة والمحاضر لينتقل الحديث بعد ذلك الى د. الحارثي حيث وجه شكره للنادي الأدبي بالرياض على استضافته ومقدماً بعد ذلك محاضرة كان قد أعدها سلفا تناول فيها العديد من النقاط والمحاور ذات الصلة بموضوعها الاساس وهو أمريكا والعالم.
أحداث 11 سبتمبر
حيث ذكر ان احداث 11 سبتمبر نقطة فاصلة في النظرة الغربية للاسلام حيث اعتبر الاسلام ديناً اجرامياً مرفوضاً بل ولم تسلم ثواتب الدين من ضرر تلك الاحداث فقد اتهموا النبي صلى الله عليه وسلم بما هو منزه عنه.
هذا التبني والتوجه أدى إلى انماء الحقد الاسرائيلي، وتغذيته وبالمقابل نما خطاب إسلاموي عدائي هدفه تجريح الغرب واختصاره في هذه العبارة (الشيطان الأكبر).
وأضاف: لا بد من فهم أن الموقف الامريكي كان سيئا قبل احداث 11 سبتمبر حيث تعرى الموقف الأمريكي الاسرائيلي أمام العالم وخاصة الاتحاد الأوروبي الا ان فرض أجندة استثنائية بحجة الحرب على الارهاب قاد الى موقف موحد في أوروبا واليابان والصين.
حيث أعلنت أمريكا في عام 2002 عن تقسيم العالم الى قسمين خير وشر الخير تمثله أمريكا ومن معها والشر ما عدا ذلك. وقد نجحت أمريكا في تحقيق أمرين الأول: انتزاع مصادقة داخلية على السياسة الانفرادية للولايات المتحدة في العالم وثانيها: لجم الأصوات المعارضة لسياسة أمريكا الداخلية والخارجية.
الجانب الاقتصادي
وفي نقطة أخرى تحدث عن الجانب الاقتصادي ذاكرا ان الشأن الاقتصادي يعد من أهم المؤثرات لأي قوة من القوى، وعن الاستراتيجية الأمريكية تجاه بترول المنطقة. ذكر د. الحارثي ان هدف أمريكا منه لا يقف عند الاستفادة منه فقط بل التحكم من خلاله في البترول العالمي.
وبهذا أضحت أمريكا امبراطورية للاستهلاك النفطي وليس الانتاج.
كما أكد على ان الحرب على العراق ليس هدفها تغيير نظام مستبد في بغداد أو اسداء الحرية للعراقيين أو لنزع أسلحة الدمار الشامل بل ان هدفها هو الاستحواذ على البترول العراقي كعامل تأثير قوي اقتصاديا.
كما أكد على ان الخليج هو أكبر مستودع للاحتياطات النفطية التي تسعى أمريكا للسيطرة عليها. إن سياسات أمريكا واستراتيجياتها تسعى لأن تجعل من ذاتها قوة مذهلة يتم لها العديد من التبعيات الأخرى. كما أشار إلى أن النزعة الى الهيمنة عند أمريكا ليست بالأمر الجديد في الزحف الامبراطوري الأمريكي حيث ذكر أن أمريكا تتبع سياسة القرصان الشهير، ذلك الذي يقسم القراصنة الى قسمين. قرصان غبي وهو الذي يغير على السفن العادية ليقتل أصحابها ويسلب أموالها وقرصان ذكي وهو الذي يغير على سفن القراصنة أنفسهم ليحقق بذلك جملة من الأهداف. أهمها انه يحصل على كافة الأموال دون تعب فالقرصان الغبي قد انهك نفسه ورجاله ولم يعد يقوى على المقاومة. بالاضافة الى انه عندما يقتل أولئك القراصنة الاغبياء فهو يحقق العدالة فيهم لانهم قتلة أصلا ولصوص وغير ذلك.
فأمريكا الآن لا تلتهم الدول تلو الدول بل الامبراطوريات تلو الامبراطوريات. كما قدم شرحا أجمل فيه عدداً من النقاط حول الدور الأمريكي خلال الحربين العالميتين وحروب أخرى في شتى أنحاء العالم.
واختتم حديثه بالتأكيد على ان احداث 11 سبتمبر تعد نقطة تغير مذهلة في التاريخ العالمي.
مداخلات
عقب المحاضرة التي قدمها د. الحارثي جاء عدد من المداخلات كان منها:
* د. صالح المالك تساءل عن بسط النفوذ الأمريكي والدور اليهودي في مد ذلك النفوذ وهل يؤدي هذا البسط المندفع الى اتساعها أم سيؤدي الى نتيجة عكسية؟
- د. الحارثي: الاستخدام المفرط للقوة يدفع القوى المنافسة للأداء بقوة أكثر وأشد. أما الدور اليهودي فذكر ان لهذا البعد أثرا كبيرا بلا شك وسينسى البحث فيه لاحقاً.
* أحداث 11 سبتمبر الا ترى انها مفتعلة من قبل أمريكا وإسرائيل؟
- د. الحارثي: لا أعتقد هذا تماما فالعملية أكثر صعوبة من ان تكون بهذه الطريقة؟
* ما مدى قوة مبرر احداث 11 سبتمبر وحرب العراق على الكويت في دخول القوات الأمريكية الى دول المنطقة.
- د. الحارثي: لا أجد مبرراً أقوى من الحدثين المذكورين في السؤال. فحرب العراق على الكويت وأحداث 11 سبتمبر أعتقد أنهما أفدح الاخطاء التي أدت وستؤدي الى الاضرار والاشكالات في المنطقة.
| 
