في البداية لا يمكن ان نختلف أو يختلف معنا عاقل على وجه الأرض بأننا لسنا بمعزل عما يحدث في العالم من جرائم فمجتمعنا مثل كل المجتمعات فيه الصالح وفيه غيره مع اعتزازنا بما قدمه المتخصصون والمتابعون والمعنيون بدراسة وقوع الجرائم ووضعهم المملكة ولله الحمد في قائمة الدول الخالية من الإجرام المنظم مقارنة بالدول المعروفة به وان ما حدث قبل الأحداث الأخيرة من أشكال الاجرام الممثلة في التفجيرات والاغتيالات لا يشكل أي نسبة تذكر، وهذه نعمة من الله ثم في وجود أمن مستقر وعيون ساهرة في ظل قيادة وضعت أمن المجتمع والفرد نصب عينيها تطبيقاً لشريعة الله عز وجل التي تعلم منها المواطن قيمه ومبادئه انطلاقاً من عقيدتهم السمحة، إلا ان مثل هذا الحدث لا يمكن استبعاد وقوعه حينما يبلغ الجهل والغدر والحقد مبلغه ويصبح الفاعل أداة تنفيذ لأفكار شيطانية خارجية الصنع والتصدير لتحقيق أهداف لا يقبلها أي دين على وجه الأرض أو يقبلها إنسان مؤمن بالله ورسوله، كما يمكننا القول إن ما حدث لا يستغرب فنحن مستهدفون ومحسودون على رغد العيش والالتفاف الكبير بين القيادة والشعب ما يجعل بلادنا بإذن الله قلعة حصينة لن تؤثر فيها أي نوايا مهما كان حجمها. وإذا كنا نعتبر ان من قام بتنفيذ تلك الجرائم السابق منها وما تم القيام به قبل أيام في الرياض ارهابيون ومجرمون سفاكون لدماء محرمة عليهم فيجب ان نطلق صفة الارهابي أيضاً على كل من كان على علم ولو بالقليل بما يخبئون وينوون فعله أو من كان يحرضهم على التمسك بمبادئهم وأفكارهم الخاطئة بأي من أشكال التحريض الصغير منهم والكبير في أفراد الأسرة أو من ذوي القربى أو من أصدقاء السوء ممن أصبحوا على مدرجات الفرجة متنصلين من أي علاقة بهم والتبرؤ من فعلتهم، فالمحيط القريب هو المنطلق والقاعدة الأولى لتشكيل وتكوين شخصية الإرهابي، فالمجرم لا يولد مجرماً والمجرم لا يجد من يشاركه الفعل إلا شريكاً له في الهدف، أما الأكثرية فهم المحرضون العاشقون للجريمة دون فعلها، المنتشرون كالنار في الهشيم يظهرون لك عكس ما يبطنون، ذئاب تختبئ في جلود حملان، لذا اصبحت الحاجة ماسة الآن لتفعيل دور الجهات المعنية بالتربية وبالناشئة ابتداء من المسجد مروراً بالمدرسة وصولاً إلى الحي ثم المنازل والأسرة مع ان الأسرة هي المعنية بكل ما يحدث في المجتمع بأسره فكلما صلحت صلح المجتمع وكلما تفككت وتباعدت أطرافها كلما سهل دخول الفساد إليها أو إلى أحد أفرادها فكيف يخرج ارهابي من أسرة واعية بقيم ومبادئ دينها وكيف يخرج قاتل من أسرة تتابع سلوكه وتحرص على تقويمه لكن الأمر يتعدى كل ذلك في حال الجهل وتراجع المفهوم للدين ومنه الانتماء للوطن وحفظ حقوق الناس وعدم التعرض لما حرمه الله في الأعراض والأرواح والممتلكات وحينما ينفرط العقد الأسري ويلجأ الطفل أو الشاب الصغير إلى مجتمعات مهما تضاءل حجمها فسوف تجد من يتلقفها ويعيد صياغة معتقداتها لخدمة أهوائه ومصالحه واجدين فيهم الخامة البريئة الجاهلة لما سيؤول إليه اندفاعهم واستجابتهم لتلك الأفكار والمبادئ من هدم لوطنهم ولأنفسهم ما يدفعنا لايجاد اجابات للأسئلة التي أصبحت تتردد في أذهان الناشئة من الأجيال بشكل صادق اعتماداً على ما تحدده وتمليه شريعتنا الإسلامية وأصولها بأسلوب حضاري وكيف يمكن للمعلم والأب والأم والصديق أن يجيبوا على السؤال الكبير أو ما يطرح حول الإرهاب ونتائجه الإسلامي منه مع غرس القيم الإسلامية المحبة للخير والسلام وعن الجهاد كيف ومتى ولماذا يدعى له ومن المعني به ومن الذي يستأذن فيه ثم من هم الإرهابيون وما هو الإرهاب وما موقف الدين منه؟
|