** لعل من أبرز الاشياء التي نعايشها هذه الايام في الصحافة.. أو ربما في وسائل الإعلام عموماً.. جملة من النقاط التي لا تُعد جديدة لكنها نشطت هذه الأيام.. ونشط الحديث حولها.. دعونا نستعرض بعضها.
** الدعوة للحوار أياً كان هذا الحوار.. المهم أن نتحاور.. نتناقش بهدوء.. بعيداً عن التشنج.. وبعيداً عن «التكشيرة وَرَزَّةْ الخشيم» وعن الانتصار للذات وبعيداً عن الفوقية والشعور بالاستعلاء.. وبعيداً عن الشعور بأنني.. أو أنك الطرف الأقوى أو الأضعف.. أو أن رأيي لا يقبل النقاش.. غير أن هناك نقطة يجب ان نتفق عليها قبل الحوار.. وهي «قدسية الدين» وعدم جواز المساس به من قريب أو بعيد.. وهذه بالتأكيد.. مسلمة نجمع عليها ونتفق عليها ولن نرضى نحن.. ولن ترضى قيادتنا أن نتجاوزها.. لأن هذا.. ديننا.. لانقاش حوله..
** إذاً.. الحوار مطلوب ولكن حوار العقلاء.. حوار النزهاء والصادقين المخلصين لأمتهم.
** حوار المثقفين الواعين المدركين لمعنى وأهمية الحوار.. حوار الراشدين الذين عركتهم الخبرة والتجربة والحياة وخرجوا بدروس ليست قليلة... وليس من حق من هب ودب أن يشارك فيه أو يطرح رأيه حتى لا يفسد الحوار أو يشطح أو يضعف أو ينتهي بفرقة أو «طْقاقْ».
** هذا الحوار.. سيجعلنا بإذن الله نضع يدنا على الجرح..
** سيجعلنا نكتشف السلبيات والاخطاء ستبدو الأمور بعده واضحة لا لبس فيها.. سنقول للمخطىء اخطأت.. وللمحسن أحسنت.
** هذا الحوار الصادق.. لن يستثني أحداً من النقد أو الاتهام بالخطأ أو التقصير.
** سنوجه النقد إلى كل مقصر.. وعليه أن يعترف بتقصيره وإلا.. عليه أن يعلن انه دون مستوى الحوار.. وأن أفقه ضيق جداً.. أو ليقل.. إنني فوق المساءلة والحوار.. لن نجامل أحداً.. ولن نعترف بأن هذا أو ذاك فوق الحوار.
** النقطة الثانية.. هي.. كيف نربي أولادنا.. وكيف نعلمهم.. وكيف نتابع أوضاعهم.. وكيف نراقب خطاهم.. وكيف نكتشف أخطاءهم وانحرافاتهم؟
** كيف نعرف أصدقاءهم وأين يذهبون وماذا يتعلمون وكيف يفكرون وماذا يحملون من فكر وماذا يصنع الذي لديه أربع زوجات وأربعون ولداً؟!
** وهكذا من لديه زوجتان وخمسة وعشرون ولداً.. وهكذا من لديه زوجة ودرزن من الاولاد؟
** المسألة ليست مسألة تربية دجاج أتركه في الفقاسة حتى يكبر أو أرمي له الغذاء حتى يكبر..
** المسألة.. ليست مسألة «املأ بطنه وبس...!!» مع أن البعض عجز حتى عن ملء بطنه.. لأن لديه ثلاثين ولداً.. والراتب أربعة آلاف ريال.. وهو حارس مدرسة.. بنات..!!
** مشكلة بعض.. بل أكثر الآباء.. أنه لا يعرف شيئاً عن أولاده.. ولا أين يذهبون ومع من يجلسون.. وماذا يدور في مجالسهم؟
** لقد قرأنا عن بعض الآباء في صحفنا من يقول.. ان ابنه متغيب منذ سنة أو سنتين أو ستة أشهر.
** تخيلوا.. «متغيِّب» ما سبب هذا التغيب.. وكيف تغيب.. وماذا لاحظت عليه قبل التغيب؟!
** هل أخبرت الجهات المعنية بما لاحظته على ابنك؟
** المشكلة.. أننا نطلب من الدولة أن تدرس أبناءنا وتوظفهم وتربيهم وتؤكلهم وتراقبهم.. وتؤمن لهم بيتاً وزوجة وأولاداً.. و«تْرَوْشْهُمْ» أيضاً..!!
** المشكلة.. أننا تعودنا.. أن نرمي على الدولة كل شيء.. ونحن نتفرج.. ونكشت.. و«نزرق» ونتسدح في الاستراحات..!
** نحن نتخلى عن أهم دور لنا..
** نحن نتقاعس عن أكبر رسالة لنا.. وهي تربية أولادنا تربية صحيحة سليمة.. ومع ذلك.. نحن نلوم الدولة متى صاع أو ضاع الولد..!!
| 
